مصر تتسول 4 مليار من صندوق النقد .. والجامعات تهدر 55.5 مليار فى التجميل والأنشطة والندوات والرحلات المدعمة
جامعة القاهرة (( تتبرع )) بـ 50 مليونًا .. والبيان تتساءل : من أين لكى هذا ؟؟!!!
الجامعات تطعم أنشطتها الترفيهية .. وأبحاثها العلمية تتضور جوعًا
جامعة القاهرة توفر مليارًا و 400 مليون جنيه سنويًا .. فلماذا البذخ على مؤسسات ممتلئة البطون ؟؟
تقرير / إبراهيم فايد
حلقة جديدة من مسلسل الإهدار المقنن للمال العام والذى يتصدر بطولته عصبة من أفضل وأعرق وأكبر المؤسسات التعليمية فى الشرق الأوسط تحت رعاية وزارة المالية !! نعم .. إنها الجامعات المصرية ، الجامعات التى لطالما عانى مرتادوها من كثرة متطلباتها -رغم مجانيتها كما يقال- تلك الجامعات التى انكشف عنها نقاب المثالية والقدوة والنمذجة فظهر وجهها القبيح بقسماته الرعناء وأنيابها النكراء لتطل بهما على أزمة مصر الاقتصادية فتنفث فيها مشاعل التوهج لتزيد من وطأتها وثقل حملها على أعتاق شعب صبور وحكومة بائسة لتتركهما يتحسسا سويا عورات ميزانية لم تكف بعد لإطعام شعب حتى انتشلتها جامعاته لإطعام زيف أكاديمية وتكنوقراطية سيادتها ..
لا يخفى علينا جميعا ما تمر به مصر من أزمة اقتصادية طاحنة تثقل كاهل المواطن عن توفير متطلبات حياته الأساسية -كريمة كانت أو لم تكن- من مأكل وملبس ومسكن فى ظل وضع مزرى تجاوز فيه سعر الدولار (( العملة الموحدة للاستيراد عالميا )) الثمانية عشر جنيها قابلة للزيادة ، ودين داخلى يوازى نسبة 98 % من الانتاج المحلى بما يقارب 2.5 تريليون جنيه ، ودين خارجى يصل إلى 55 مليار دولار بما يوازى 18 % من الانتاج المحلى كل عام ، هذا بعد جهود نادي باريس وجهات أخرى فى إسقاط 43 مليار دولار من ديون مصر كما صرح “السيسى” من قبل ؛ وعلى إثر ذلك شرع القائمون على شئون الشعب إلى تسول واستدانة بضع مليارات يسدون بها رمق الفترة المتبقية لفشلهم غير عابئين بأجيال قادمة تتحمل سدادها ، ليس هذا فحسب بل إن الدائن ذاته لم يشفق بعد على دولة مُدانة أهانت كرامتها وشعبها لتنول رضاه ، فسعى لوضع شروط مجحفة ومعجزة ومعيقة ومهينة ليسمح بتمام عملية التسول على خير ..
ووسط كل هذا الزخم العشوائى ودعوات التقشف والانفاق الغير حكيم للحكومة ، إذ بالشعب يُصْعَق بكم التبرعات التى أنفقتها إحدى الجامعات لمتضررى السيول ولبعض مستشفيات ومعاهد القلب والأطفال والتى تقدر بعشرات الملايين ، حيث أعرب د. “جابر نصار” رئيس جامعة القاهرة عن قراره بإنفاق 50 مليون جنيه كتبرعات جاء تصنيفها كالتالى :-
اولا : التبرع بمبلغ (20000000 ) عشرون مليون جنيها تخصص لمنكوبي السيول فى المحافظات المتضررة .
ثانيا : دعم مستشفى أبو الريش للأطفال بمبلغ (10000000) عشرة ملايين جنيه تخصص لشراء أدوية ومستلزمات علاج مجانى .
ثالثا : دعم مستشفيات القصر العينى المجانية بمبلغ (10000000)عشرة مليون جنيه تخصص لشراء أدوية ومستلزمات علاج .
رابعا : دعم المعهد القومى للأورام بمبلغ (10000000) عشرة ملايين جنيه تخصص لشراء أدوية ومستلزمات علاج القسم المجانى .
بالفعل إنه تصرف محمود نرسل له عليه باقات ورود محملة بشكر وتقدير وامتنان ، ولكن هنا لابد لنا من وقفة تتجلى خلالها عدة تساؤلات لا تتعلق بجامعة القاهرة فحسب ولا بشخص رئيسها ، ولكن بشكل عام أتساءل ..
كم تكون ميزانية جامعات مصر لتتبرع إحداها فقط بتلك المبالغ الطائلة ؟ وماذا تقدم بميزانياتها تلك سوى حفلات ومسارح وندوات وتجميل لطرقات الجامعة وسراديبها وتدشين أنشطة وفعاليات ورحلات مدعمة ؟!! أين نصيب البحث العلمى فى أموال الجامعات ؟ وأين بوادر ذاك البحث العلمى الذى أسرفوا ثروات الشعوب تحت مسمى حضرته ، والذى يعانى اجحافًا شديدًا وفقًا لتصريح د. “محمد صقر” رئيس أكاديمية البحث العلمى الذى أكد أن مصر تحتل الآن المرتبة رقم (( 37 )) على مستوى دول العالم فى البحث العلمى ؟! وأخيرًا لِمَ نترك الخيار بيد مسئوليها ليتبرعوا بهذا الفائض المادى لديهم رغم أن الدولة أحق بمصادرة تلك الأموال لتتبرع بما شاءت منها وتحتفظ بما لم تشأ ؟
فرغم سوء الانفاق الحكومى إلا أنه –من وجهة نظرى كمواطن- من المقبول أن تسترق حكومتى حقى ولا تسترقه منى مؤسسة ما ..
لن أطيل الحديث على حضراتكم ، فباختصار ولنضعكم فى الصورة أكثر .. كانت تلك بعض تصريحات مسئولى التعليم العالى والجامعات المصرية عن ميزانيات الجامعات فى الآونة الأخيرة :-
* د. “جابر نصار” رئيس جامعة القاهرة : مليار و400 مليون جنيه توفيرًا من ميزانية جامعة القاهرة ..
* جامعة المنصورة : ميزانية الجامعة لعام 2015/2016 بلغت مليار ثمانمائة تسعة وخمسون مليون ومائتان وواحد وثلاثون الف جنيه .
* د. “جابر نصار” : ميزانية الجامعة بالبنك المركزى الآن هى 866.345.858 جنيه مصرى ، و14.48.354 يورو ، و13.296.298 جنيه أسترلينى ، و21.089.364 دولار ، و75.137 ريال سعودى .
* د. “يسري إبراهيم” أمين عام جامعة القاهرة فى أغسطس 2015 : ميزانية الجامعة الجديدة تقارب ملياري و500 مليون جنيه .
* د. “حسين عيسى” رئيس جامعة عين شمس فى يونيو 2015 : ميزانية الجامعة للعام المالى الجديد بلغت مليارًا و300 مليون جنيه .
د. أشرف الشيحى وزير التعليم العالى أ. أبو بكر الديب الصحفى والخبير فى الشأن الاقتصادى
.
وحول السياق ذاته تحاورنا مع الأستاذ “أبو بكر الديب” الصحفى والخبير فى الشأن الاقتصادى فاستعرض رؤيته حول هذا الأمر قائلًا ” يجب أن تمتد سياسة التقشف للجامعات ، خاصةً ان هذه الاموال لا تذهب للبحث العلمي ، مشيرًا إلى أنه يجب البعد عن الاسراف وعن الانشطة غير الضرورية دعمًا لاقتصاد البلاد المتأزم ، وحول تبرع جامعة القاهرة مؤخرًا بملايين طائلة لضحايا السيول فقد أكد أنه لا يؤيد هذا القرار وكان من الأَوْلى انفاقها علي البحث العلمي ومستشفيات الجامعة .
حقا لا أجد من أبجديات العربية ما قد يعبر عن تلك الكارثة فى توزيع ميزانية مصر وأعتقد ألا يوجد ما قد يبررها ولكن باستعراضنا لتلك التفاصيل وسردها على النحو المذكور أعلاه نأمل ونرجو أن يصل صداها لبرلماننا الهمام ليكون له موقف فى هذا الأمر ، بل نأمل أن يتخطى هذا الأمر ليتفحص أمور مختلف المؤسسات والهيئات الارستقراطية ، فلربما أنقذت الفكة (( من ميزانياتها )) مصر من الاستدانة والرضوخ تحت رحمة صندوق نقد وبنك دولى وشروط مجحفة ، بل تنقذ شعبها كذلك من إضافة ضرائب وزيادة جمارك وضعف رواتب وتعويم جنيه وأسواق سوداء وووو …. إلخ .
فـلـعـــل الــلَّـــــه يـحــــدث بـعـــد ذلـــك أمـــــرا ..
التعليقات