Site icon جريدة البيان

مشروع منخفض القطارة – نظرة أخري : هل يعرض أرض الدلتا لخطر الزلازل والتمليح !

عرض وتقديم / عمرو عبدالرحمن

ثار أخيرا نقاش علمي رفيع المستوي حول مشروع منخفض القطارة الشهير، وهو ما يفترض طرح سؤال الساعة بشأنه ؛
= هل توصلت اللجنة التي شكلها الرئيس عبدالفتاح السيسي ، لبحث جدوي المشروع – عام 2016 – إلي نفس النتائج والمحاذير التي توصل إليها الخبراء واللجان التي شكلها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأبدت مخاوفها من المشروع وبعض النتائج التي قد يؤدى إليها؟؟؟؟؟
= هل هذه المحاذير تتفق مع تحذيرات بعض خبراء الري من عودة مياه البحر الأبيض المتوسط المالحة في اتجاه أراضي الدلتا بسبب الانحدار بين الشرق والغرب، بعد امتلاء المنخفض بالمياه، معربين عن تخوفهم من اختلاط المياه المالحة بالمياه الجوفية؟؟

• آراء خبراء

= الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة، أن مشروع منخفض القطارة جاءت فكرته من قبل الألمان قبل الحرب العالمية الأولى، في عام 1906، وكان الغرض منه توليد الطاقة الكهربائية، وتم تأجيل المشروع مرات عدة، موضحاً أن المشروع مبني على فكرة توصيل ماسورة أو اثنتين أو ثلاث، من البحر المتوسط تنزل للمنخفض ومن خلال تدفق المياه على توربينات موضوعة على المنخفض، يتم توليد الطاقة الكهربائية.
= أوضح “نور الدين”، فى تصريحات خاصة لـ”بوابة الوفد”، أن الألمان اكتشفوا في الدراسات التي أجروها أن المنخفض بعد أن يمتلئ من مياه البحر المتوسط، ستعود المياه مرة أخرى في اتجاه أراضي الدلتا بسبب الانحدار بين الشرق والغرب، فضلا عن أن مياه البحر الأبيض المتوسط “ستُملح” أراضي الدلتا.
وقال إن المشروع عندما أثير فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ظهرت بعض المخاوف المتعلقة به ويأتي على رأسها السؤال ماذا سيحدث عندما يمتلئ المنخفض بالمياه بعد 50 عاماً.
= أضاف “نور الدين” أن بعض الخبراء “اقترحوا” شق قناة من فرع النيل برشيد، بدلا من البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه حذر من ذلك “الاقتراح” في ظل ما تعانيه مصر من عجز في كمية المياه فعليا وصل إلى 20 مليار متر مكعب، قائلاً: “المياه تعتبر الآن أغلى من الكهرباء التي سيتم توليدها”.
= تابع “نور الدين”: “نحتاج إلى دراسة متأنية من ناحية مصير مياه البحر الأبيض المتوسط، ومصير أراضى منخفض القطارة، والأخذ فى الاعتبار بجميع الدراسات التى أجريت على المشروع من قبل”، مشيراً إلى أننا نحتاج لجاناً من جميع التخصصات لدراسة المشروع، فضلاً عن التعامل بقدر من الحكمة والتروي خلال الدراسة”.
= الدكتور ضياء القوصي، الخبير في شئون المياه، ومستشار وزير الموارد المائية السابق، ذكر أن فكرة المشروع قائمة على أخذ المياه من البحر الأبيض المتوسط وإنزالها على المنخفض ولكنهم اكتشفوا حينها أن القناة التي ستأخذ المياه من البحر يلزمها تفجير نووي، ولا يمكن حفرها بالأيدي أو المعدات المتاحة آنذاك، فضلاً عن المخاوف من اختلاط مياه البحر الأبيض المتوسط المالحة، بالمياه الجوفية، فى أراضي الدلتا.

= المشهد الجيولوجي يكشف أن أرض مصر تقع في فالق البحر المتوسط الذي فصل افريقيا عن أوروبا، حيث كان نهر النيل يصل إلى إيطاليا من 300 مليون سنة، والدليل وجود حفريات في إيطاليا تدل على ذلك.

• اقتراح أوروبي بمشروع مماثل لغرض في نفس يعقوب

= حدث أخيرا أن قدم أحد المسثمرين المصريين عرضا من “جهات أوروبية” لتمويل مشروع مماثل لمنخفض القطارة، بشق قناة واحدة علي نفقة الجانب الاوربي وشق ٦ قنوات علي نفقة مصر !
لكن بعض العلماء الجيولوجيين المصريين حذروا من أن الغرب يحول حثنا علي تنفيذ المشروع حتي لو علي نفقته لمصلحة الغرب وليس مصلحة مصر، وأن الهدف الخفي للمشروع الاستثماري الأوروبي المشابه لمشروع القطارة ، هو سحب مياه البحر المتوسط التي ارتفع منسوبها نتيجها الاحتباس الحراراي وذوبان جليد القطب الشمالي مما شكل خطر كبير علي جنوب أوروبا !
كما حذر علماؤنا من خطورة هذا المشروع من حيث التهديد بحدوث زلازل مدمرة في دلتا النيل التي يقطنها غالبية سكان مصر.
من سلبيات مشروع منخفض القطارة ، أن له آثار سيئة على البيئة، تم حصرها في أنه سينتج كمية رطوبة كبيرة وبسبب الرياح السائده على مصر وهى شمالية غربية تتجه للشرق والجنوب الشرقى من المنخفض ، فإن الرطوبة العالية ستتجه الى الدلتا والقاهرة مؤثرة على صحة البشر وقد تصيبهم بالربو وكذلك تهدد بتآكل المبانى والمنشات ذات الهياكل الحديدية مثلما يحدث فى مبانى المدن الساحليه والموانئ.

• السدود والبحيرات و .. الزلازل !

= في دراسة سعودية عن السدود والبحيرات كمسبب للزلازل ، نشرت أخيرا عن أحدث بحث علمي لخبير عربي هو د. طلال بن علي محمد مختار، أستاذ علوم الجيوفيزيا والزلازل في إحدى الجامعات السعودية، أثار ردود أفعال مهمة حول العلاقة بين حدوث الزلازل والهزات الأرضية وبين إقامة السدود والبحيرات الاصطناعية.
البحث عنوانه (الزلازل المُسْتَحَثَّةُ بالخزانات واحتمالية تأثيرها على السدود في المملكة العربية السعودية).
المعروف في الأوساط العلمية، أنّ إنشاء السدود يمكن أنْ يؤدي إلى توليد هزات أرضية.
وقد لوحظت هذه الظاهرة في عدة مناطق من العالم مثل الهند والصين والولايات المتحدة الأميركية وجمهورية مصر العربية والبرازيل وغيرها).
= ضرب الباحث عدة أمثلة موثقة نستعرض منها ما يأتي :

– في يوم 1 أغسطس سنة 1975، وقعت هزة أرضية قوتها 5.7 خمسة وسبعة بالعشرة درجة في ولاية كاليفورنيا الأميركية. ونرجح أن الباحث السعودي يعتمد في بحثه مقياس ريختر الأكثر استعمالا. كانت هذه الهزة لافتة لنظر العلماء فهي وقعت في منطقة قليلة النشاط الزلزالي، وبعيدة عن صدع “سان أندرياس” الزلزالي التكتوني غرب الولاية ووقع الزلزال في منطقة تبعد عشرة كليومترات عن سد “أوروفيل”، وهو أعلى سد في الولايات المتحدة، يبلغ ارتفاعه 236 مترا وطاقته الاستيعابية 4365 مترا مربعا.

– في الهند، ولاية “ماهراشاترا”، تم الانتهاء من بناء سد “كوينا” في منطقة تعرف بهذا الاسم سنة 1962، و تم ملء بحيرة ” شيفاجيزاجار” خلف السد بالمياه سنة 1963، علما أنَّ ارتفاع السد يبلغ 110 أمتار، وطوله 800 متر، وطاقته الاستيعابية بليونين و800 ألف متر مكعب، وقع زلزال بقوة 6.5 ستة وخمسة بالعشرة درجة، فقتل أكثر من مائتي شخص وأصيب 2330 شخص بجراح و تشرد الآلافدون ملاجئ . لوحظ، هنا أيضا، أن الزلزال وقع مع ارتفاع مناسيب المياه في بحيرة شيفاجيزاجار خلف السد في موسم الأمطار.

– في جنوب الصين، وتحديدا في مقاطعة “جوانجزاهو”، وقعت سلسلة من الزلازل في منطقة لم تحدث بها الزلازل قط. وبعد إنشاء سد “هيسينجفي نجكيانك” الخرساني في الصين والذي يصل ارتفاعه إلى 105 متر، سجلت سلسلة من الزلازل الضعيفة بلغت 2500 هزة أرضية سنة 1972، ولكن زلزالا عنيفا ضرب المنطقة بلغت قوته 6.1 ست درجات و واحد بالعشرة، وأدى إلى تخريب جسم السد، وتطلب ذلك القيام بإصلاحات عاجلة له. واستمرت الزلازل بالحدوث في الصين في المناطق القريبة من السدود والبحيرات الاصطناعية، ما يدل على وجود علاقة بين السدود والبحيرات ذات السعات التخزينية الضخمة وبين الزلازل المُسْتَحَثَّةُ .

– وفي العالم العربي، وبعد إنشاء السد العالي، وملء بحيرة ناصر بالمياه، وصول المياه إلى أعلى مستوى لها في البحيرة، في 14 تشرين الثاني 1981 وقع زلزال بقوة 5.6 خمس درجات وست بالعشرة، وكان مصحوبا بصوت دوي هائل كدوي المتفجرات، وقد شعر به سكان أسوان فشعروا بالذعر وخرجوا من منازلهم، وقد تمكن الفنيون والخبراء من تحديد مركز هذا الزلزال تحت بحيرة ناصر بالضبط. وقد فاجأ هذا الزلزال الخبراء والمتخصصين لأنّ أغلب الزلازل التي وقعت في تاريخ مصر كان مسرحها شمال مصر وفي المنطقة الممتدة بين الإسكندرية والقاهرة .
العوامل التي تتحكم في ما يسميه “الزلزالية المُسْتَحَثَّةُ بالخزانات” فيجملها في التالي:

– بناء السدود في الوديان التي عادة ما تكون تحتها صدوع وفوالق زلزالية.

– حالة المجال الإجهادي المحيط أو المكتنف لمنطقة السد.

– الخواص الهايدروميكانيكية للصخور الموجودة تحت الخزان.

– جيولوجية المنطقة ككل.

– أبعاد “حجم ؟” الخزان المائي.

– تذبذب مستوى الماء في الخزان.

حفظ الله مصر.

Exit mobile version