كتب – صموئيل العشاي
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن مؤشر الإرهاب للأسبوع الرابع من شهر يوليو في الفترة من 20 إلى 26 من الشهر، شهد 15 عملية إرهابية نفذتها 5 مجموعات إرهابية في 8 دول، أوقعت 68 شخصًا ما بين قتيل ومصاب، وذلك بزيادة قدرها 60% عن عدد العمليات التي شهدها المؤشر الأسبوع الماضي؛ حيث كان عدد العمليات قد بلغ 6 عمليات فقط أسقطت 100 شخص ما بين قتيل ومصاب.
وقد شهد المؤشر هذا الأسبوع تراجعًا في عدد الضحايا مقارنة بالأسبوع الماضي بنسبة 47%.
وأوضح المؤشر أن (العراق) حلَّ في المرتبة الأولى من حيث عدد الدول الأكثر عرضةً للإرهاب هذا الأسبوع، بواقع 4 عمليات إرهابية بما نسبته 27% من جملة العمليات، نفذ تنظيم “داعش” 3 عمليات من جملتها، وعملية واحدة سجلت ضد مجهول، حيث إن التنظيم يحاول مجددًا وبشكل كبير العودة إلى العراق ومدينة الموصل تحديدًا؛ إذ إن التنظيم يعتمد في هذا التوقيت على الاغتيالات ضد كل من يقف مع الدولة في الحرب عليه.
وقد شن التنظيم هذا الأسبوع هجومًا على قريتين بجنوب وغرب الموصل مستهدفًا قتل أحد شيوخ العشائر هناك “بتهمة” التعاون مع الدولة، حيث شهدت هذه المنطقة ومناطق أخرى من العراق عمليات للتنظيم استهدف فيها شيوخ عشائر وقيادات محلية، وبلغت العمليات في هذه المنطقة فقط 8 عمليات منذ بداية هذا العام.
وحلت (سوريا) في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد، بواقع 3 عمليات إرهابية، نفذها تنظيم “داعش”، حيث شن التنظيم يوم الإثنين الماضي هجومًا بعوة ناسفة في دمشق، وقد أعلن التنظيم عن هذه العملية عبر إحدى صفحاته على تليجرام. وتعد تلك العملية هي الأولى له منذ أن تم طرده من ريف دمشق السورية في مايو 2018، وبخاصة من مناطق مخيم اليرموك وحي التضامن والحجر الأسود.
وبشكل عام يعمل التنظيم على استخدام مقاتليه المتبقين في جيوب بالعراق وسوريا، للتسلل مرة أخرى والانتشار بداخل المدن حيث تشير الأنباء إلى أن هناك 1000 مقاتل عبروا الخط الحدودي بين سوريا والعراق على مدار الأشهر الماضية، وهو ما دفع القوات الأمنية العراقية لشن حملات موسعة على المناطق الحدودية بينها وبين سوريا، وتمكنت من اكتشاف ورش لتصنيع القنابل كان يستخدمها عناصر التنظيم.
وأفاد المؤشر أن تنظيم ” داعش” حل في المرتبة الأولى من حيث التنظيمات الأكثر تنفيذًا للعمليات الإرهابية؛ حيث نفذ التنظيم 7 عمليات بما نسبته 47% من جملة العمليات التي شهدها المؤشر، وذلك بعد أن شهد المؤشر عن الأسبوع الماضي اختفاء التنظيم من على قائمة العمليات الإرهابية للمرة الأولى منذ ظهوره عام 2014.
وربما يرجع ذلك إلى التكتيكات الجديدة التي قد يتبعها التنظيم في الفترة المقبلة، خاصة أنه أصدر تعليمات لمقاتليه حول أهمية انتقاء الأهداف التي يضربها، وذلك في العدد (192) من صحيفة النبأ التي تنطق بلسان التنظيم.
وذكر المؤشر أن (أفغانستان) حلت في المرتبة الثالثة من حيث عدد العمليات الإرهابية بواقع عمليتين إرهابيتين تقاسمهما “داعش” و”طالبان”، وهو ما مثل تراجعًا في عدد العمليات التي هزت البلاد عن الأسبوع الماضي بواقع 6 عمليات إرهابية، فقد نفذ تنظيم “داعش” تفجير سيارة تابعة لوزارة التعدين والبترول بعبوة ناسفة؛ ما أدى لخسائر بالوزارة وإصابة من كان على متنها، وأعلنت ذلك وكالة (أعماق) التابعة للتنظيم.
وشهدت (باكستان) عملية واحدة نفذتها حركة “تحرير طالبان” عبر تفجير انتحاري استهدف مستشفى في مقاطعة دير إسماعيل خان الشمالية الغربية قتل فيها 8 أشخاص، حيث استخدمت سيدة انتحارية وفقًا لشهادة شرطي كان بمكان الحادث، ومن المعروف أن استخدام الانتحاريات في حركة “طالبان” سواء في أفغانستان أو باكستان يكاد يكون محدودًا. وقد نفذت “طالبان” بأفغانستان في الفترة ما بين 2010، 2011 ست عمليات انتحارية باستخدام النساء والفتيات.
وأشار المرصد في مؤشره إلى أن هناك 4 دول إفريقية طالها الإرهاب هذا الأسبوع، هي :(الصومال، النيجر، نيجيريا، مالي)، وحلت الصومال في المرتبة الأولى من حيث الدول الإفريقية التي شهدت أكثر العمليات الإرهابية لهذا الأسبوع بواقع عمليتين إرهابيتين، حيث شنت حركة “الشباب المجاهدين” هجومًا على بلدية مقديشو قتل فيها 6 أشخاص وأصيب 6 آخرون في إشارة إلى استمرار الحركة في نهج العنف ضد المؤسسات.
وتشهد إفريقيا بشكل عام تصاعد العمليات الإرهابية خاصة في منطقة الساحل والصحراء؛ بسبب انتشار عناصر “داعش والقاعدة” في تلك المنطقة، فيكثف “داعش” من دعم أتباعه في غرب إفريقيا، كما أن “بوكو حرام” على مدار الأشهر الخمسة الماضية رسخ من انتشاره في مدن نيجيرية جديدة.
ورأى المؤشر أنه لمكافحة الفكر المتطرف يجب التفرقة بين التطرف في المناطق الحضرية والتطرف في المساحات والمناطق الصحراوية والريفية كحالة إفريقيا، حيث تعمل الجماعات الإرهابية بالمناطق الصحراوية والريفية على ربط أفكارها بالمشاكل التي تعاني منها هذه المجتمعات على العكس من المناطق الحضرية.
فالجماعات الإرهابية يمكن أن تجد ما يشبه “الحاضنة” في هذه المناطق عبر التواصل مع بعض الجماعات وتقديم الدعم لهم كوسيلة من وسائل الاستقطاب، فعلى سبيل المثال تعمل حركة “الشباب المجاهدين” الصومالية على رفع شعارات “حماية البيئة” حتى لا تنفق الأبقار بسبب انتشار القمامة وغيرها من المواد الملوثة، فتمثل الأبقار مصدرًا من مصادر تمويل الجماعة بالصومال.
التعليقات