الإثنين الموافق 30 - ديسمبر - 2024م

مدير مكتبة الإسكندرية: الكتابات التاريخية دائما ما تكتب بوجهة نظر كاتبها

مدير مكتبة الإسكندرية: الكتابات التاريخية دائما ما تكتب بوجهة نظر كاتبها

إيناس سعد 

 

 

افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان “الكتابة التاريخية للجمهور العام

“، التي عُقدت في بيت السناري، اليوم الخميس 

 

 

تحدث بها كل من الكاتب الصحفي أحمد الجمال، الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، والأديبة سلوى بكر، والكاتب الصحفي سعيد الشحات، وذلك بحضور عدد من رموز الثقافة الدكتور أحمد زكريا الشلق، والدكتورة جيهان زكي، والدكتور طارق النعماني، والدكتور أيمن فؤاد السيد، والدكتور محمد رفعت الإمام و عدد من المهتمين بالتاريخ والرواية التاريخية وتقديم التاريخ في الصحافة، وقدمها الدكتور سامح فوزي، كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية.

 

 

أكد الدكتور أحمد زايد؛ إن الكتابات التاريخية دائما ما تكتب بوجهة نظر كاتبها، وكذلك الشعب يتصور التاريخ من وجهة نظره، فالجمهور له رؤية تاريخية، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية تقديم التاريخ للجمهور العام وتعميق الوعي التاريخي لديهم، ومن هنا تأتي الأهمية البالغة للندوة، مشيرًا إلى أن بيت السناري قريب من الجمهور ولذلك تعمل المكتبة علي مضاعفة أنشطته في الفترة المقبلة.

 

 

فيما قال أحمد الجمال؛ إن موضوع الندوة شديد البساطة والتعقيد في أن واحد، لأن هناك فرق ساشع بين الكتابة التاريخية للدوريات المتخصصة وبين الصحافة اليومية، مشيرًا إلى أن الكتابة في التاريخ تترواح أسبابها بين قضية الهروب من الواقع والأسقاط من التاريخ على الواقع، وأحيانًا يكون اللجوء للكتابة في مراحل الانتقال.

وأضاف “الجمال” إنه منذ عهد محمد علي لم يستقر لمصر تجربة ثقافية واجتماعية، ولذلك مصر في أمس الاحتياج أن يكتمل لها مشروع وطني يساهم في تشكيل وعي مجتمعي ونضج فكري من أجل استنهاض فكر الأمة، وأن التاريخ شأنه شأن كل جانب إنساني يتضمن السلبي والايجابي الواضح به جوهر التاريخ.

 

 

وأكد “الجمال” إن دروس حركة التاريخ هو الهدف الأسمى للكتابة التاريخية سواء في الصحف اليومية أو الدوريات المتخصصة، لكي يصل إلى المواطن المصري والعربي حتى يتمكن من الاستفادة من تاريخه، مضيفًا “لم نصل لفلسفة التاريخ المصري حتى الأن، والهدف الأسمى أن ينشأ وعي بحركة التاريخ، خاصة وأن المصري لا يميز بين الرمز الإسلامي أو المسيحي”.

 

 

بينما تحدثت الكاتبة سلوى بكر؛ عن الرواية وعلاقتها بالتاريخ وقضايا الوعي الصحيح والوعي الزائف، ومدى تاريخية النص، مشددة على أهمية الندوة التي تأتي في وقت يحتاجه تعليم التاريخ في مصر، فالجميع يعلم أن التاريخ يكتبه المنتصرون ولكن لمن يكتب التاريخ هو المفتاح والأساس، حيث أن التاريخ هو مرجعيات الماضي لحاضر محدد، يكون فيه الشرط الزماني المكاني ضرورة لازمة، كما أن الكتابة التاريخية تخضع لشروط.

وأشارت “بكر” إلى وجود تاريخ ممتد من كتابات تاريخية ولكنها لم تخرج عن كونها خطابات ايدولوجية، كما أن الخلط بين الأسطورة والتاريخ يحتاج إلى فحص وتمحيص، فيما تشهد الرواية التاريخية الأن حالة من الانفجار والتي تستلزم ضرورة اللوذ بالتاريخ، مشددة أن المسألة الأساسية إنه لابد أن يكون كل من هو معني بتصحيح الرؤية التاريخ همهم الأول تعليم التاريخ في المدارس.

 

 

ومن جانبه أكد سعيد الشحات؛ إن التأريخ الموجود في الصحف اليومية غير موثق، كما أن الأحداث التاريخية تتركز في الجوانب السياسية وفقط، موضحًا إنه يتعامل مع التاريخ بمنطق المذاكرة، حيث يمتلك مكتبة متنوعة ويبحث عن الصحف القديمة، بالإضافة إلى تدوينه المستمر للأحداث ومصدرها، وهو ما يساعده في الكتابة.

وأشار “الشحات” إلى الإشكاليات التي تواجهه عند البحث في التاريخ أهمها تضارب التواريخ، واللجوء إلى المذكرات التاريخية وهي مذكرات في معظمها بائسة لأن أصحاب المذكرات يتحدثون بوجهة نظر شخصية كما أنهم يكتبونها دون التوقف عند السنوات باستثناء مذكرات محدودة فيجد القارئ نفسه تائهًا لا يعرف التاريخ الذي يقصده الكاتب، مشددًا أن بعض المذكرات بها أكاذيب مثل مذكرات الإخوان والتي جاءت كالسيل وشكلت وعي قطاع كبير من المصريين، وأخيرًا وجود قصور حول تسليط الضوء على المنسيون في التاريخ.

 

 

وشدد الدكتور جمال شقرة؛ إن ذاكرة الأمة في خطر الأن سواء كانت هذه المحاولة بقصد أو دون قصد لتزييف وعي الشباب وتغيير الخريطة الذهنية لهم، وتسبب في تفاقم هذه المشكلة مواقع التواصل الاجتماعي، محذرًا ممن وصفهم بالهواه الذين يعبثون بتاريخ الأمة عن طريق تقديم رؤية شبه تاريخية لوقائع نعلمها جيدًا وهو ما يمثل خطر كبير على مصر ونحن نتابع الأن حركة الأفروسنتريك وما حدث في فلسطين ليس علينا ببعيد.

وأضاف “إن هؤلاء الهواة ينسون السياق العام، والعيب الأخطر أن هذه الكتابات تقدم فرقعات بهدف الإثارة، كما أنهم لا يستخدمون أدوات البحث العلمي، وكان نتيجة لذلك أن يثار كل فترة قضية الهوية والخلط في فهم الحقائق، والمعضلة الأكبر أن هذه الكتابات تتحول إلى رواية، مشيرًا إلى أن بعض الأعمال التاريخية مليئة بالأخطاء وهنا تأتي أهمية أن يكون هناك مستشار تاريخي للعمل الدرامي وليس مراجع تاريخي فقط.

 

 

وأوضح “شقرة” إن الكتابة في التاريخ مهنة صعبة جدًا، وكذلك عملية إعداد باحث التاريخ وتكوين عقليته، مختتمًا كلمته بالحديث عن مصادر للكتابة في التاريخ والتي تتضمن وثائق غير منشورة وأخرى غير منشورة ومذكرات وذكريات ومقالات وبحوث ورسائل علمية.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78845871
تصميم وتطوير