هاني حسين
اطلقت راندا الديب أستاذ أصول تربية الطفل ومدير مركز رعاية وتنمية الطفولة بكلية التربية جامعة طنطا ،مبادرة أستمع لطفلك ، وصرحت “الديب” ل “البيان” ان المبادرة نوع جديد وهي دعوة لكل المربين سواء آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات أن يستمعوا لأطفالهم، وهذا لأن الأطفال في احتياج شديد لمن يسمع لهم، ومعظم المشاكل الموجودة الآن بالمجتمع سببها الأول عدم سماع الأطفال ، ، ونظرًا لأنشغال الأم فيكون ردها مش وقتك الآن، لا تتحدث الآن اسكت روح العب؛ فهي بتحاول أن تصرف الطفل عنها، وهذه الطريقة في التعامل غير صحيحة.
وأشارت “الديب” ان المفروض يكون رد المربي أو المربية أنا مشغولة الآن ممكن تعطي لي بعض الوقت وأنا هحضر لك وهسمع مشكلتك ، وفعلاً لازم تروح وتسمع للطفل ومهما كان حديثه لازم تسمع له لنهايته، لأن الطفل لو لم يجد من يستمع له من داخل البيت أم أو أب فأمامه طريقين الأول هو : اللجوء لشخص آخر خارج البيت للتحدث معه، وممكن يكون هذا الشخص زميله له في نفس سنه أو طفل أكبر منه سناً أو قريب له، و ليس لدينا معرفة به ولا نعلم ما هي ردوده عليه ؛ تابعت الديب أن الطفل بحاجة إلي من يسمع له ويعبر له عن مشاعره أو أفكاره ؛ فهي دعوة لكل مربي أن يصاحب طفله ( اسمع له أكثر مما تتحدث معه )، شوف طفلك عايز يتكلم في أيه ، واسمع حديثه لو فيه بعض الكلمات أو الألفاظ التي لا تليق أو الأفكار الغريبة صحح له بطريقة بسيطة تناسب سنه وبدون صوت عالي أو انفعال عليه، ومن خلال الاستماع للطفل بصفة دائمة هيكون هناك ود بينكما يسمح لك بأن تصحح له وأن يلجأ لك في وقت الشدة أو الخطر لأنك أصبحت أول شخص يفكر في التحدث له بدون تفكير أو خوف، وأوضحت الديب ان بزيادة أوقات الاستماع للطفل هتعرف طريقة تفكيره وكيفية تصرفاته في معظم الأوقات وفي مختلف المواقف.
مؤكدة أنة أصبح الطفل بكثرة الأستماع لة كتاب مفتوح للمربي ، وهذا يتطلب الاستماع الجيد للطفل دون مقاطعة أو تقليل من كلامه. وقالت راندا الديب في تصريحها ل البيان أن الآباء والأمهات لديهم شكاوي دائمة من أولادهم في سن المراهقة لا يتكلمون أو يحكون مع أصحابهم ، وان معظم الأباء والأمهات لايعرفون عن أبنائهم شيء وكل أسرارهم مع أصحابه، وذكرت الديب ان السبب في هذا يكمن في عدم استماعهم لأبنائهم وهم في سن صغيرة بسبب أنشغال الأباء والأمهات والمعلمين .
مضيفة انه أصبح هناك عزوفهم الأطفال عن التحدث مع الأباء ، وأكدت الديب أنة يفضل الاستماع للطفل في وقت يكون فئة المربي متفرغ تماماً للاستماع له، وغير مشغول بأي شيء يعوقه أو يمنعه من الاستماع الجيد للطفل حتي يكون قدوة له عندما يتحدث إليه شخص يجب عليه الانصات التام، وعدم المقاطعة، واظهار الاهتمام والاحترام له عند الاستماع له، لكي يتعلم أدب الحوار والتحدث مع الآخر ، وعن طريق رد المربي بطريقة بسيطة مع الطفل يتعلم كيفية النقد البناء واحترام الاختلاف مع الرأي الآخر.
وذكرت الديب ان الطريق الثاني الذي يسلكه الطفل في عدم وجود شخص مقرب يستمع له من داخل البيت ؛فالطفل يلجأ إلي كبت مشاعره والعزوف عن الكلام مع أحد ، يتعود الطفل علي السكوت التام وعدم الافصاح عما يجول في صدره مما يسبب له بعض المشاكل النفسية في المستقبل من الانطواء والكبت ، ففي الوقت الحالي ظهرت أكثر من حالة انتحار، وكان السبب الرئيسي هو عدم الأستماع للطفل .
التعليقات