الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

محمد محرز يكتب ليه مش بتعمل الحاجات الغلط ؟

محمد محرز يكتب ليه مش بتعمل الحاجات الغلط ؟

محمد محرز يكتب  ليه مش بتعمل الحاجات الغلط  ؟

 

 

 

 

 

 

 

طول الوقت الناس بيتكلموا عن اسباب او دوافع سلوكيات الافراد
وفيه سؤال مهم جداً بيتسال بطريقة او باخرى
فلان ده ليه مش بيعمل حاجة غلط (مابيسرقش مثلا او ما بيقتلش) الخ

من كام يوم سألت السؤال ده على الفيس وجاوب ناس كتير كل واحد حسب مرجعيته في مقاومة الافعال الغلط

والردود كانت مزيج بين الضمير والاخلاق ورضا الله والخوف من ظلم الاخرين وان الغلط ضد المصلحة الشخصية ووووووو

دا حقيقي كل شخص بيكون له عامل او اتنين او اكتر في ردعه عن فعل الغلط
مثلا لو اتكلمنا على السرقة هتلاقي شخص ما بيسرقش علشان الاماكن اللي تستاهل السرقة مؤمنة كويس بالاقفال وكمان هو شايف ان السرقة حرام وكمان خايف يتكشف فسمعته تبقى سيئة

دا شخص عنده عدة دوافع تمنعه من السرقة فحتى لو فيهم مانع اختفى بتلاقي الحواجز التانية بتخليه يقاوم فكرة انه يسرق وطبعا كلما قلت الحواجز دي وزادت الدوافع اللي بتشجعه على السرقة هتزيد احتمالية انه يسرق

ومن هنا ممكن نتكلم عن حاجة مهمة
هي ان كل انسان فيه احتمالية ولو واحد في المليون انه يعمل فعل الغلط زي انه يسرق او يخون او يقتل الخ
وان كل انسان عنده نقاط ضعف ممكن تدفعه لفعل الغلط

بس اللي بيمنعه عن فعل الغلط ده هو قدرته على مقاومة ضعفه امام نقاط الضعف

وقدرته على المقاومة دي بتعتمد على حاجتين
الاولى هي فيه كام مرجعيه في تكوينه النفسي بتاثر في سلوكياته (اخلاق ضمير دين الخوف من ربنا الخوف من القانون الفقر )

والحاجة التانية هي عمق تاثير المرجعيات دي فيه

فلو شخص مش بيخون علشان مقتنع ان ده حرام واخلاقه بتمنعه من كده وبيخاف مراته تكتشف فبيته يخرب وبيخاف يتفضح يبقى غالبا هتكون مقاومته قوية

لكن هنا لازم اوضح حاجة تعدد المرجعيات دي بدون ترتيب للاهمية جوا الانسان ممكن يعمل تعارض بينهم ويخلي الانسان عنده (انفصام في الشخصية في تصرفاته) بيقول كلام ويعمل عكسه ومقتنع بحاجة تالتة

لذلك انا شخصيا ب اعتبر ان اقوى مرجعية لاي انسان انه ما يعملش الغلط هي الاخلاق او اللي ممكن نسميها الضمير او انسانيتة

نرجع لمثال السرقة
لو اخدنا عينة من عشرة اشخاص وكلهم مش بيسرقوا
هنفترض ان مرجعية كل واحد فيهم لعدم السرقة حاجة واحدة بس

هتلاقي فيهم واحد مابيسرقش
علشان حرام
علشان اخلاقه تمنعه من كدة
علشان خايف من عقاب القانون
علشان خايف من عقاب ربنا
علشان خايف من الفضيحة
علشان خايف يتمسك وياكل علقة حرامية
علشان هو اضعف من انه يخطط وينفذ عملية سرقة
علشان فقير وعملية السرقة محتاجة مصاريف للتجهيز والتخطيط

ووووووو

لو قارنا كل مرجعية فيهم هتلاقي ان ممكن تتكسر والشخص يمارس السلوك الغلط (السرقة ) لو توفرت عوامل مساعدة ماعدا المرجعية الاخلاقية او الضمير الشخصي

فمثلا علشان حرام؟ طيب مهو ممكن شخص عنده قدره على الاقناع يقنعه ان الفعل ده مش حرام زي مثلا ما بيقدروا يقنعوا الارهابيين ان قتل الغير حلال

لو واحد مابيسرقش علشان خايف من عواقب القانون ممكن في حالة فوضى زي ايام الثورة يمارس السلوك الغلط ويسرق مهو مفيش قانون

حتى الفقر بيكون عامل مهم جدا في منع الناس انها ماتعملش الغلط لانه بيكون فيه حاجات كتيرغلط محتاجة فلوس علشان تتعمل
(فيه مثل شعبي بيقول الفقر حشمة)

الأخلاق او الضمير الانساني هو اقوى دافع للانسان انه يعمل الصح ويبعد عن السلوكيات الغلط

وهنا محتاجين نفرق بين سلوكيات الشخص (السلوكيات اللي بيعملها في الحياة فعلياً)
وبين القناعات الشخصية والاخلاق والضمير الخ
(الحاجات اللي عايشة جواه بعضها بيطلع في صورة سلوكيات وتصرفات وبعضها بيكون محبوس جواه مستني فرصة او فيه حاجة بتمنعه منها “زي الشخص اللي مقتنع ان الخمرة مش غلط بس مش بيشربها علشان ممنوع بيعها في دولته ومش عارف يشتريها”)

محتاجين نتكلم بتفصيل اكتر عن الحكاية دي
وكمان محتاجين نفهم اكتر ايه هو مصدر تكوين الاخلاق او الضمير الانساني
لكن باختصار ممكن نقول اخلاق الانسان او ضميره بيشكلهم عدة عوامل وظروف (التربية والعادات والتقاليد والمرجعية الدينية والثقافة العامة والتعليم والحالة المادية والمستوى الاجتماعي وطبعا السمات الشخصية وغيرهم)

للتوضيح الحاجات السابقة دي بتشكل ضمير واخلاق الانسان وممكن بعد كدة ماتكونش موجودة خلاص لكن خلاص هو اخلاقه اتشكلت على كده
دا هتكلم عنه المرة الجاية

واخيرا افتكروا ان الحضارات بتتبني بالعلم وتهدم بإنعدام الاخلاق (الضمير)

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79660935
تصميم وتطوير