الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

“محمد عبدالنبي”..يكتب: “السياسة والأخلاق”

“محمد عبدالنبي”..يكتب: “السياسة والأخلاق”

يسخر الكثيرون حين نربط بين الاخلاق والسياسة بينما يدعى دوما الساسة ان ممارستهم السياسية كلها ذات طابع اخلاقى وبين هؤلاء وهؤلاء نقف موقف المشاهد نتابع عن كثب ماتسفر عنه ادعاءاتهم وهل سياتى علينا الوقت لنجد نتائج الصناديق فى الانتخابات والاستحقاقات تسفر لنا عن فوز سياسيين من اصحاب المُثل العليا والسؤال الان الذى يطرح نفسه على اذاننا الان هل هناك اخلاقا سياسية..

 

 

 

ان ابرز من تحدث عن فكرة الاخلاق السياسية هم مفكرى القرن السادس والسابع عشر ميكافيلى وهوبز ولوك

 

فميكافيلى صاغ فكرتين اساسيتين للعلاقة بين الاخلاق والسياسة

 

الاولى تتمثل فى امكانية قيام علم السياسة

والثانية ان اخلاق الدول العلمانية ينبغى ان تكون مختلفة عن المُثل السياسية للافراد

 

ولقد كان كتاب الامير دروس فى الحكم ولعل الشئ الوحيد الذى يتفق عليه الجميع هو ان كتاب الامير لميكافيلى بالغ الأهمية فالباحث فى التاريخ ليعرف ان كتاب الامير كان هديه لحاكم فلورنسا الجديد لورنزودى مديتشى وكانت مأساة ميكافيلى ان الكتاب لم يدخل السرور على قلب الامير الجديد ولم يقدر خلاصة فكر ميكافيلى عن السياسة فالدروس التى التى يحملها الامير جميعها من الواقع عن كيفية الحكم وحث الحكم على ادراك مصالح الدولة ولقد كان يرفض الاخلاق المسيحية بالنسبه للحكام لان فيها دمار الدولة وكن يحث الحكام فى كتابة على ادراك الطريقة التى يسلك بها الناس حقا وحسب ونستطيع القول ان ميكافيلى اهدى البشرية طرق السياسة العلمية واخلاق الدولة فدفاع ميكافيلى عن دين الدوله واخلاقها كان ثوريا متطرفا فى عصرة.

 

فبينما كان ميكافيلى يقول ان السياسة لا شأن لها بالاخلاق كان عدد من المصلحيين الدينيين عميقى الإيمان مثل سافونا رولا ولوثر وكالفن يصرون على ان السياسة ينبغى عليها ان تكون على علاقة وثيقه بها
وينظر الامير للثوار على انهم دعاة اخلاق ولكنهم فى الحقيقه طلاب سلطة وفكرتهم عن العدالة لاتتجوز المطالبة لانفسهم واتباعهم بالسلطة السياسية ولكن سخطهم ونضالهم يتضمنان عادة طرح المشكلات الرئيسية الخاصة بعلاقة السياسة بالاخلاق وعندما يحرز النضال نجحا يؤدى احيانا الى ابرام اتفاق جديد بخصوص الامكانيات الاخلاقية والحدود السياسية بصفه عامة وبتطبيق النظرية نجد ان هذا ماحدث إبان جميع ثورات الطبقات الوسطى فى جميع القرون من قديم الأزل الى الان.

 

اما توماس هوبز وجون لوك وهم من اشهر المتحدثين بإسم ثورة الطبقة الوسطى الانجليزيه وقد سيطرت افكارهم السياسية على القرن بأكمله فقدكتب هوبز كتاب أسماه التنين وكتب لوك كتابا بعنوان رسالة ثانية فى الحكم.

 

فإن ماانجزة هوبز للطبقة لوسطى هو عين ماانجزه مكافيلى للامراء

 

لكن لوك احرز شعبية جارفة فى زمنه ومكانه رائعة إذ اصبحت كتاباته هى المعترف بيها فى القرن الثامن عشر فكان تاكيدة لاهميته الدستوريه وحكم الأغلبيه والنزعه الفرديه والحكومة المحدودة الهب اجيالا من ثورتى الطبقة الوسطى فى اوربا وامريكا وقد ادمجت الفاظه نفسها فى اعلان الاستقلال الامريكى وترسخت فى العقول الامريكيه منذ ذلك الوقت ولعل من مبادئه الاخرى التى وضعها حكم القانون وموافقه الناس والحفاظ على الحريات وحق الانتخاب بل وحتى حق التمرد وتتمثل مشكله لوك انه لم يكن ليدافع الا عن الطبقة السياسية التى يمثلها طبقه اصحاب الملاك.. وللحديث بقيه ……..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79659788
تصميم وتطوير