الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

محمد عامر يكتب كلنا فاسدون

محمد عامر يكتب كلنا فاسدون

 

✍️ محمد عامر

 

” كلنا فاسدون ” رغم أن الكلمات تعجز عن وصف ما وصلنا له من واقع كارثي لظاهرة الحوادث والجرائم التي يشهدها الشارع والمجتمع المصري وأصبحت كوابيس تطاردنا حتي في أحلامنا وتؤرق نومنا وتجعلنا غير آمنين علي مستقبل أولادنا وتصيبنا بالذهول والصدمة لأننا لم نكن نتخيل يومًا أن ما نشاهده بأفلام الرعب علي الشاشات ونقرأه بروايات ما وراء الطبيعة بالكتب والروايات أصبح واقعًا نتعايش معه يوميًا لذلك أستوقفتني مشهد المحاكمة الشهيرة بفيلم ” ضد الحكومة ” للراحل أحمد ذكي لأنها تختزل المشهد الحالي عندما ردد قائلًا … كلنا فاسدون لا أستثني أحدًا حتي بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة … هنت عندما هان كل شئ وسقط عندما سقط الجميع في بئر سحيق من الامبالاة والأحساس بالعجز وقلة الحيلة … ولكني أصطدمت بالمستقبل الذي يحمل لنا طوق نجاة حقيقي ولكني رأيت أننا نسحقه دون أن يهتز لنا جفنا ونقتله ونحن متصورون أن هذه هي طبائع الأمور … ليدفع الثمن أبنائنا الذين لم يجنوا شيئًا سوي أنهم أبنائنا أبناء العجز والأهمال والتردي … نحن جميعًا ومعنا المستقبل نلوذ بالله ونلجأ إليه أن يغيثنا مما نحن فيه … وأيضًا أستحضرت وأستدعت ذاكرتي من الماضي القريب ظاهرة غريبة ومهمة جدًا حدثت أثناء الحراك السياسي الذي شهدته مصر منذ ٢٠١١ 🇪🇬 خصوصًا بالفترة التي شهدت فوضي عندما سقط فيها جهاز الشرطة لعدة أشهر ولكن لم يلتفت لها الكثير منا وتلك الظاهرة هي ” إننا أكتشفنا أن من يخاف ويخشي من الله أقل بكثير ممن بيخاف ويخشي من الشرطة ” لذلك بعد إختفاء الشرطة شهدت مصر أسوأ فترة فوضي ووقتها أنا شخصيًا تفهمت لماذا أوجد الله الجنة والنار والثواب والعقاب رغم أن الله غني عن حسابنا لكنها رحمة من الله حتي لا تتحول الحياة لغابة وكل إنسان يأخذ حقه بنفسه وينتظر العدالة الألاهية يوم القيامة ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ” للأسف نحن أبتعدنا كثيرًا عن القيم والأصول التي تربينا عليها والأسباب كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ولكن أهمها أن المحتوي الأعلامي والأعمال الفنية الا من رحم ربي تحولوا بمصر للألهاء وإفساد الذوق العام وأبتعدوا عن رسالتهم الحقيقية في الأرتقاء بالذوق العام وتوجيه الرأي العام ونحن جميعًا للأسف مشاركين في هذه الجريمة ولا أستثني أحدًا بسلبيتنا وعدم تجاهلنا لكل ما هو دون المستوي دينيًا وأخلاقيًا بل ” وما زاد الطين بلة ” أننا نساهم متطوعين في نشر تلك التفاهات ومشاهدتها لتصبح تريندات وهمية ونترك أولادنا فريسة لها دون رقابة تحت مبرر التربية الحديثة والحرية الشخصية وضغوط الحياة التي لا تمكنا من مراقبتهم وتوجيههم قبل أن ينحرفوا ويتحولوا لمجرمين في غفلة منا وكلها مبررات واهية لأن توفير السلام النفسي والداخلي لأولادنا وتعليم الأصول الدينية والأخلاقية لا تتعارض مع التربية الحديثة والحرية الشخصية كما يردد بعض المغيبين أو الشياطين لأننا نحميهم ونعطيهم مناعة ضد فيروس 🦠 البلطجة والفوضي الذي أستشري بمجتمعنا والنتيجة ما وصلنا له من جرائم شنيعة غريبة علي مجتمعنا وواقع مؤلم وحاضر كارثي ومستقبل مجهول ومرعب لأولادنا والحل والعلاج لما نحن فيه قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي ” وقاله الله سبحانه وتعالي في حديثه القدسي ” قال اللهُ تعالَى : يا عبادي ! إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه مُحرَّمًا فلا تَظالموا ، يا عبادي ! إنَّكم تُخطِئون باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفِرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أُبالي فاستغفروني أغفِرْ لكم ، يا عبادي ! كلُّكم جائعٌ إلَّا من أطعمتُ فاستطعِموني أُطعِمْكم ، يا عبادي ! لم يبلُغْ ضُرٌّكم أن تضُرُّوني ولم يبلُغْ نفعُكم أن تنفعوني ، يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم اجتمعوا وكانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكم لم يُنقِصْ ذلك من مُلكي مثقالَ ذرَّةٍ ، ويا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإنسَكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني جميعًا فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَه لم يُنقِصْ ذلك ممَّا عندي إلَّا كما يُنقِصِ المَخيطُ إذا غُمِس في البحرِ ، يا عبادي ! إنَّما هي أعمالُكم تُرَدُّ إليكم ، فمن وجد خيرًا فليحمَدْني ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَه ” يجب أن نستفيق من غيبوبتنا قبل فوات الأوان لأن معطيات الواقع تنبأ أن القادم أسوأ في ظل فرض البلطجة والفوضي علينا وإستسلامنا لواقع مخزي لايليق بنا بعد أن منحنا كل جاهل وتافه ” يدس السم بالعسل لأولادنا ” لقب نجم لأننا نتابعه ونكتب عنه ونعطيه أكثر من حجمه رغم إنه ليس نجم وليس مكانه الأستوديوهات المكيفة بالفضائيات ولا شاشات السينما وخشبة المسرح ولا السوشيل ميديا ولكن يوجد الكثيرون ممن أفسدوا حياتنا مكانهم الحقيقي مستشفي الأمراض العقلية لأنهم يحتاجوا لإعادة تأهيل نفسي قبل أن يساهموا ويحرضوا علي جرائم جديدة تروع الآمنين بمجتمعنا 🤦‍♂️🤷‍♂️🙇‍♂️ اللهم إننا نحسن الظن بك فأرحمنا برحمتك ولا تجعلنا من ” الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا “

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79610768
تصميم وتطوير