اللوبي الصهيوني في العالم، تحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية هو أكبر داعم لقضية إسرائيل في العالم، فكُل القرارات الأمريكية لصالح دولة إسرائيل تأتي مدفوعة من مجموعة من رجال الأعمال أو السياسيين اليهود الداعمين لإسرائيل حول العالم سواء من خلال دعم مالي أو دعائي، أو حتى سياسي فاليهود هم القبيلة الكوكبية الأولى في العالم.
القبيلة الكوكبية مصطلح يعبر عن جنس معين أو طائفة معينة منتشرة حول العالم، فالهنود قبيلة كوكبية، الصينيين أيضا، الأنجلوساكسون نفسهم هم قبيلة كوكبية منتشرة في نيوزيلاندا وكندا والولايات المتحدة وغيرها، والعرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة هم قبيلة كوكبية منتشرة حول العالم في دول مختلفة.
إذا أراد العرب أو المصريين دعم القضية الفلسطينية أو أي قضية عربية أخرى فلابد لهم من التعلم والإستفادة من التجربة اليهودية في كيفية الإستفادة من التواجد حول العالم بتكوين لوبيهات وجماعات ضغط لخدمة قضايانا المصرية والعربية، فلا يجب أن نتوقع أن يقف معنا العالم في القضية الفلسطينية أو السورية أو الليبية دون أن يكون له مصلحة مباشرة من هذا الدعم، وهذه المصلحة تأتي عبر المزيد من جماعات الضغط.
السفير عفيف صافية مندوب السلطة الفلسطينية في لندن في أواخر التسعينات، هو أول من أشار لضرورة تكوين لوبيهات عربية في أوربا وفي أمريكا لمواجهة اللوبيهات اليهودية في أمريكا التي جعلت من نتنياهو يتحرك في الكونجرس الإمريكي بإرتياح أكبر من تحركه داخل دوائر السياسة الإسرائيلية نفسها، فلا يصح أن يكون انتشار العرب حول العالم هو تذكرة بالمأسي العربية فقط دون أي نتيجة.
ولو كانت الدول العربية فطِنت لنصيحة السفير عفيف صافية منذ أن نبه لها ولضرورة الإستفادة من القبيلة العربية الكوكبية في تكوين مراكز ضغط ودعم للقضايا العربية المختلفة لما استطاع ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ولا استطاع إعطاء الجولان السورية لهم، فكل هذه القرارات هي قرارات جاءت وفق صفقة انتخابية فحواها الدعم مقابل الدعم، تدعم اللوبيهات الإسرائيلية ترامب مقابل دعمه لقضايا الشعب الإسرائيلي، ومع اقتراب الإنتخابات الأمريكية في العام المقبل، كان لازما أن يُكمل ترامب ب صفقته مع داعميه لضمان استمرار الدعم في انتخابات نوفمبر 2020.
إن حديث الرئيس السيسي عن وجوب أن يعطي العالم 20 أو 30% فقط من العقول المصرية حول العالم هو حديث صائب للغاية، لكن لابد من معرفة كيفية دعم هذه العقول وتوحيد الجهود بينها لربطها بالقضايا المصرية والعربية التي تحتاج دعم دولي من اللاعبين الدوليين الأساسيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
التعليقات