جمال مهدى
حوّل الزمالك الى مقبرة للمدربين، ينصب المقصلة لكل من يعارضه، يأتى بضحاياه لأخذ دور الطرطور، يتهم السحر والمنشطات والحكام بالهزيمة بالمباريات، تسبب ومع سبق الاصرار فى ضياع بطولة قارية كانت مضمونة، يصنع الأزمات دائما، ويزرع الجواسيس بالفريق، معه الزمالك يتراجع الى الوراء بفعل فاعل، وهناك الكثير الذى يحويه دفتر أحواله، والذى يضعه فى موقف المتهم بما يستوجب محاكمته داخل دولة ميت عقبة، من واقع دفتر أحوال ملئ بالاتهامات.
بعد أن كان يحلم المدربون بنيل شرف قيادة الفريق الأبيض، أصبح الزمالك مقبرة لهم، والآن يرفض الجميع سواء من المدربين المصريين أو الأجانب، قبول مهمة تدريب الزمالك، الا بشرط الحصول على حصانة تمنع رئيس الزمالك من التنكيل به فى أى وقت، أو التدخل فى عمله وتضييق الخناق عليه، ومحاولة وضع تشكيل الفريق بالمباريات، فهو عدو المدربين ولم يسلم منه أى مدير فنى تولى مسئولية الفريق الأبيض، الا وقام بطرده، أو أقاله أو أجبره على تقديم الاستقالة، تماما كما حدث مع “مؤمن سليمان” آخر ضحاياه، أو الضحية رقم 14 فى عهده منذ أن نجح لسدة حكم البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات.
حيث قام بتغيير المدربين فى هذا الزمن الوجيز ووصل الى رقم قياسى، لم يحدث ذلك فى نادى درجة رابعة، مما أدى الى سقوطه فى عدة هزائم بالدورى الموسم الماضى، والأغرب أنه يهاجم المدرب حتى وهو فائز بمباراة أو بطولة، ومن العجيب أن تدخلاته فى شئون المدرب الفنية كانت غير مقبولة لدى بعض المدربين، اضافة الى أسلوب التوبيخ والهجوء عليهم الذى يصل لحد السب والقذف، وقام بذرع جواسيس داخل الفريق لنقل المعلومات اليه، هذا كان كفيلا بتفطيش المدرب تلو الآخر، فوقع الزمالك ضحية تصرفات رئيسه، فأصبح الآن فى ورطة، بعد أن قرر الاطاحة بالمدير الفنى الأخير “مؤمن سليمان” في صورة استقالة، وحتى هذه اللحظة يبحث عن البديل.
بفضل رئيس الزمالك، فقد الأبيض أهم وأغلى لقب أفريقى، ربما الأهم فى تاريخه بعد 14 عاما من الصيام، ورغم الخسارة الأخيرة من صن داونز، جاءت ردود أفعال جمهور الزمالك رائعة، وتلك أبرز النقاط الايجابية من هذه البطولة التى كان كل زملكاوى يحلم فيها بلقب سادس، والتأهل تلقائيا الى مونديال الأندية باليابان لأول مرة، أما عن الأخطاء الفنية التى وقعت تباعا من المدربين، أو بالأحرى من رئيس الزمالك والمتمثلة فى قراراته بعقد صفقات اللاعبين من وراء الجهاز الفنى، كانت قاصمة لظهر الأبيض بالبطولات، غير تصريحاته السلبية التى صنعت الأزمات بخصوص الحكام والسحر والمنشطات، وأمور أخرى، وقد جاءت جميع خسائر الزمالك بفعل فاعل ومع سبق الاصرار.
جاء سيناريو قبل النهائى الأفريقى، وفى بطولة كانت كأسها كانت قريبة من أحضان أبناء ميت عقبة، ضاع اللقب بسبب تلك العوامل التى توالت عبر مسيرة الفريق بالمرحلة الحاسمة، فقد كانت قائمة اللاعبين الأزمة الأولى، وتسببت فى مشكلة النقص العددى لقوام الفريق الذى تقلص الى 14 لاعبا فقط بما فيهم ثلاثة حراس مرمى، فالاتحاد الأفريقى لكرة القدم وضع لائحة تسمح للنادى بقيد 30 لاعبا على مدار الموسم الأفريقى بالكامل، والذى يبدأ بالدور التمهيدى فى فبراير وينتهى بالنهائى فى نوفمبر من كل عام، لكنه انتهى مبكرا فى أكتوبر هذه المرة، حتى يتحدد اسم الفريق الذى يمثل القارة بمونديال الأندية قبلها بفترة كافية، ونظرا لأن الموسم الأفريقى ينقسم الى قسمين مقارنة بالموسم المحلى، الأول يتمثل فى النصف الثانى للموسم، والثانى يتمثل فى النصف الأول للموسم التالى، فان الكاف وضع لائحة تسمح باضافة 7 لاعبين بمنتصف دورى المجموعات، بشرط ألا يزيد العدد الاجمالى على 30 لاعبا، فقام رئيس الزمالك بتغيير 17 لاعبا دفعة واحدة كانوا بالقائمة، ولم يستطع التعويض بأكثر من 7 لاعبين فقط، فقد قام رئيس الادارة الزملكاوية المرتعشة، باستغناء جماعى عن لاعبيه المقيدين أفريقياً على رأسهم “حمادة طلبة” و”عمر جابر” و”محمد عادل جمعة” و”حازم امام” و”أحمد حمودى” و”أحمد حسن مكى” و”محمد كوفى” و”كهربا” و”محمد سالم” وهؤلاء بفرمان سلطوى رحلوا من أجل ضم لاعبين جدد للموسم.
من الأزمات الى اصطنعها رئيس الزمالك أيضا، خاصة بالملعب الذى ظل حائرا بين ستاد القاهرة وبرج العرب حتى قبيل المباراة، وتأثر بها الجهاز الفنى واللاعبون ففقدوا التركيز، يضاف اليها حكاية السحر والشعوذة الوهمية التى وصف الفرق المنافسة مع الزمالك باللجوء الى هذا العمل السفلى، والحكم لأعضاء الجمعية العمومية بالنادى.