مصطفى النحراوى _ سيد عبدالدايم
نظم مركز اعلام طنطا بالتعاون مع كلية التربيه جامعة طنطا ندوه بعنوان ” خريطة مصر الجديده والتمكين السياسي للشباب ” حاضر باللقاء الكاتب الصحفى ايمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة روز اليوسف .
حيث افتتحت الدكتوره شيماء اغا اللقاء بعرض مصحوب بفيديو مفصل عن دور الهيئة العامه للاستعلامات .
واستهل عبدالمجيد محاضرته، التي حملت عنوان: «الخارطة الجديدة لمصر والتمكين السياسي للشباب»، بعدة أسئلة عن الهوية الوطنية، ومفهوم الدولة وأبعاد قدرتها الشاملة، والتحديات التي تواجه الشباب المصري والأمن القومي في الفترة الراهنة، وأهمية تعزيز حصون الوعي لمواجهتها، والعبور لمستقبل أفضل.
وفي محطات سريعة تطرق عبدالمجيد إلى نشأة الدولة المصرية على ضفاف النيل، منذ فجر التاريخ، نسبة إلى مصر ايام بن حام بن نوح عليه السلام، وارتباط كل تحضر ومدنية سارت على نهج مصر على ضفاف الأنهار بـ«الأمصار»، وتوحيد الملك مينا للقطرين عام 3200 قبل الميلاد، لتصبح أول دولة مركزية في التاريخ بمفهوم الدولة الحديثة.
شعب متجانس يملك إرادة العيش المُشترك، يعيش على أرض ذات حدود ثابتة، تدير شؤونه حكومة مركزية، تنظم علاقتها بالشعب قوانين، وجيش نظامي، هو الأعرق في التاريخ العسكري.
وأشار عبدالمجيد إلى أن مكانة مصر الحضارية التاريخية، ومكانتها الجغرافية، بدوائرها الإفريقية وامتدادها الآسيوي عبر سيناء، وعربيًا وإسلاميًا، فضلًا عن مكانتها الدينية، فوصفها سيدنا يوسف بخزائن الأرض، ولجأت إليها السيدة مريم ونبي الله عيسى بن مريم رضيعًا.
مذكرًا بأن ثروات الدول كما قال الدكتور جمال حمدان، نعمة تتحول إلى نقمة ما لم تتوافر لدى الدولة قوة تحمي مقدراتها، وأدرك ذلك أجدادنا المصريون القدماء، ومنذ الملك مينا، ففي لحظات الضعف تعرضت مصر لغزو الهكسوس، الذين تصدى لهم الملك سقنن رع، أول قادة مصر الشهداء ومن خلفه نجله كامس ثم أحمس طارد الهكسوس، وما تلى ذلك من تهديدات ومواجهات مصرية، حتى نصر أكتوبر 1973، وانتصار مصر في معركة مكافحة الإهاب في سيناء.
وأوضح عبدالمجيد أهمية أن يعي الشباب دروس التاريخ، ويتعلمون دروسه لمواجهة أخطر حرب يتعرضون لها بأسلحة التكنولوجيا الرقمية التي تستهدف حصون الوعي.
وتساءل عبدالمجيد، كيف تتعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع ما تكتبونه من تويتات وتدوينات داعمة للأشقاء في فلسطين؟ الاجابة يتم تقييد انتشارها إذا لم يتم حذفها، وهنا نموذج معاش على أن تلك الوسائل يتحكم فيها أجهزة معادية وتوظفها في حروب تزييف الرعب وهدم الدول من الداخل.
وقدم عبدالمجيد مثالا آخر، للحملات التي كانت تشن ضد الدولة المصرية، مع مضاعفتها القدرة العسكرية من طائرات رافال وحاملات طائرات وغيرها من الأسلحة متنوعة المصادر، في محاولة لكسر جدار الثقة بين الشعب وقيادته، فمن كان يتعرض من الشباب للرسائل لماذا ننفق على السلاح حينها؟ عليه أن يستخلص الإجابة اليوم من التهديدات والمؤمرات التي تحاك للوطن على الحدود الشرقية، ومحاولات الصهاينة تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح عبدالمجيد: سعت مصر لتعزيز قوتها الشاملة اقتصاديًا وعمرانيًا وعسكريًا، والقدرة البشرية، وتنامي القوة العسكرية هدفها تعزيز قدرة الردع، في ظل تهديدات غير مسبوقة للأمن القومي المصري، غربًا توترات في ليبيا وجنوبًا توترات في السودان، ومن ثم عجز الدولتين عن أداء دورهما بالكفاءة المطلوبة في حماية الأمن على الحدود، ما تطلب مضاعفة الجهود المصرية لحماية أمنها القومي، ومساندة أشقائها في استعادة مؤسسات دولتهم الوطنية.
وتطرق عبدالمجيد إلى المخطط الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتهديد سيناء، عبر مواصلة الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، لتهجيرهم إلى مصر، ووضوح الموقف المصري، مقدمًا الأدلة على أن مصر هي الداعم الأول والدائم والشريف للقضية الفلسطينية.
وذكر عبدالمجيد بتصريحات الرئيس السيسي، الواضحة بأنه كمسؤول أول عن الأمن القومي المصري، لن يتهاون أو يفرط فيه تحت أي ظرف من الظروف، وأهمية وعي الشعب المصري بتعقيدات تحديات الأمن القومي.
وفي الوقت ذاته التأكيد على أن خيار مصر الاستراتيجي للسلام، يستوجب الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعم حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وبناءً عليه تخوض مصر معارك دبلوماسية على الساحة الدولية لفتح ممرات آمنة لتوفير الدعم الإنساني والطبي للفلسطينيين وإيجاد حل دائم عادل للقضية، والأمل معقود على نجاح تلك الجهود ونجاح مؤتمر القاهرة للسلام.
ونوه عبدالمجيد إلى أن دولة 30 يونيو نجحت في رسم خريطة تنموية جديدة للدولة تعزز قدرتها الشاملة، وتجابه تحديات الزيادة السكانية وتطورات المستقبل، واحتياجات الأمن الغذائي وجودة الحياة.
فمصر التي تبلغ مساحتها 1,002 مليون كم، شهدت مساحة العمران بها على مدار تاريخها وحتى العام 2013، ما يعادل 7% من إجمالي المساحة، تضاعفت تلك المساحة في غضون 10 سنوات عمر خطة تنمية شاملة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى 14% عمران، أي ضعف المساحة التاريخية.
وقال عبدالمجيد، مضاعفة مساحة العمران، تحققت عبر 24 مدينة جديدة، واستصلاح نحو 2.5 مليون فدان بالدلتا الجديدة وغيرها من المشروعات الزراعية، كما رسمت خريطة جديدة بمضاعفة مصادر الطاقة، بعلاجات جذرية لمنظومة الطاقة الكهربية وتنويع مصادرها عبر الطاقة الشمسية والرياح وصيانة ورفع قدرة المحطات القديمة والشروع في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة النووية.
واشار عبدالمجيد إلى مشروعات تحسين جودة حياة المواطنين، في مقدمتها القضاء على العشوائيات وحياة كريمة التي ترتقي بريف مصر، وشبكات الطرق وانعكاساتها على حياة المواطنين، والاهتمام ببناء الإنسان، وإدخال تخصصات جديدة بالجامعات المصرية تواكب احتياجات سوق العمل الرقمي والتكنولوجي محليًا ودوليًا.
ووجه عبدالمجيد رسالة للشباب خاصة طلاب كلية التربية، الذين سيتولون مهمة بناء عقول المصريين ومعارفهم من خلال عملهم بالمدارس، مفادها الاهتمام بتنمية الوعي، والاطلاع والحذر من الرسائل الهدامة التي تستهدف عقولهم، وكسر جدار الثقة في أنفسهم وقيادتهم ووطنهم.
وأشار عبدالمجيد إلى ما شهدته مستهدفات التمكين السياسي للشباب في خطط التنمية الشاملة للدولة، من نجاحات خلال السنوات الماضية، من بينها حصول الشباب على نسبة 25% من مقاعد مجلس النواب والشيوخ والمجالس المحلية، وهي نصوص دستورية وقانونية تحمي التمثيل العادل للشباب، تمهيدًا لتعزيز قدراتهم التنافسية، وكذلك نواب المحافظين، والمواقع التنفيذية، إلى جانب الأكاديمية الوطنية للشباب وغيرها من المكتسبات التي امتدت لتمكين المرأة وكل الفئات.
وحث عبدالمجيد، الشباب على أهمية المشاركة السياسية بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كون الاستقرار السياسي، يعد أحد أهم مقومات القوة الشاملة للدولة في مواجهة جملة التحديات والتهديدات للأمن القومي المصري والعربي، في ظل صراعات دولية متنامية.
ادار اللقاء الدكتوره شيماء اغا ، تصوير .اكرم مجدي تحت اشراف ضاحي هجرس مدير مجمع اعلام طنطا تحت اشراف عزه سرور مدير اعلام وسط الدلتا .
التعليقات