السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

متى يستيقظ العرب ؟!

متى يستيقظ العرب ؟!

 

بقلم : حازم سيد أحمد ..

وقبل كل شيئا لقد دعانا الأسلام الى الوحدة فى آيات الذكر الحكيم ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ). ولقد شهد تاريخنا العربى بعض الصفحات المضيئة من الوحدة كان جانب منها هو الوحدة بين مصر وسوريا أثناء حروبنا مع اسرائيل وكذلك مشهد الأتحاد العربى أثناء حرب أكتوبر المجيدة وظهور الوحدة العربية والأرادة فى وجه القوى العظمى المساندة لأسرائيل ومنع البترول عنها وأستعمال سلاح النفط كسلاح استراتيجى ، ولكن نستيقظ كل صباح مزهوين بأمجادنا وعروبتنا وانتصارتنا القديمة فى عز الإسلام ، ونتكلم عن الحضارات القديمة ، ولكن لا نخلد من النوم حتى نعرف أننا استيقظنا حقاً( صمت -خذلان -يأس) من الواقع الحاضر ، وأصبح زهو أمجادنا الماضية وانتصارتنا الكبيرة فى أيام رجال ، كانت قصة كتبت وطويت وهى بين رفوف التاريخ علينا أن نطرق الغبار من عليها حتى يمكننا أن نقول كان ما ضينا مشرقاً ولكن كلمة العزة والاشراق بالانتصارات الماضية انمحت !! عن وجداننا الحاضر واصبحنا نستحي ان نقول سنعيد هيبة الامة العربية ،فى العراق لا يختلف الحال عن سورية ولا عن فلسطين ولكن الفرق أن إسم الإحتلال إختلف فأصبح قتل وتدمير وتخريب ومحاربة المسلمين والكل يستغيث ولا مجيب ، لقد وضعت القوى الاستعمارية تصور عام لمرحلة تقسيم الوطن العربي بعد انتهاء مرحلة الاستعمار العثماني ،، واستبدالها بمرحلة الاستعمار الغرب اوروبي للوطن العربي ‘الصهيو -أمريكي’، فبعد أن تكالبت امم الارض الغربية على العرب ببداية القرن العشرين وخصوصآ بعد انتهاء عصر الاستعمار العثماني وما ترك به العرب من حالة تمزق وتشرذم وجهل وأميه ،، فبتلك المرحلة برز الى الواجهة مشروع سايكس -بيكو ووعد بلفور وعلاقة الانكليز والفرنسيين بكل ذلك وعلاقة كل هذا بمشروع اقامة الدولة الصهيونية على أنقاض فلسطين التاريخية ‘العربية -المسيحية- المسلمة والدعم الامريكي للصهاينة لاحقآ وكل ذلك محفوظ بقواميس الألم العربي ، وها مشروع ((برنارد لويس ))يتحقق الآن فى التقسيم الجغرافي والديمغرافي لأمة العرب؟ ومن هنا فقد اهتم لويس بتاريخ الاسلام فبرنارد لويس الأستاذ المتقاعد بجامعة برنستون ألف 20 كتابا عن الشرق الأوسط من بينها العرب في التاريخ والصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث وأزمة الإسلام و حرب مند سة وإرهاب غير مقدس ، وقد صرح عن رؤيته هذه باحدى مقالاته ويقول فيها أن الحل السليم للتعامل مع العرب هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أميركا بهذا الدور، فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، وإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داع لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم وكل هذا بالنهايه سوف يخدم مشروعنا لاقامة دولة اسرائيل الكبرى، وهنا بدء التجربة الفعلية بفصل جنوب السودان عن الوطن الأم ، وهي تجربه مريره فإذا كان لنا كعرب في التاريخ دروس حول التجربة التقسيمية للديمغرافيا والجغرافيا العربيه فلعلنا قرأنا ان أول خطوات فصل جنوب السودان عن شماله هي خطوة وضعها الاستعمار البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر، وما هي إلا سنوات قليلة حتي بدأت الحروب الأهلية ،و بدءفى تطبيق المشروع على أرض الواقع ، بدأ من العراق ونذكر هنا أن مجلس الشيوخ الأمريكي صوت كشرط لانسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذ كوره أدناه وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة ‘كركوك الغنية بالنفط محافظة كردية ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010 والمعروف أن دستور بريمر وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في الجنوب ، وسنية في الوسط ، وكردية في الشمال ، عقب احتلال العراق في مارس، إبريل 2003 ، وهذه الحقيقه التي لاتقبل التشكيك الان فالوقائع على الارض وتغير العامل الديمغرافي على الارض العراقيه يوضح كل هذه الحقائق،وعلينا أن نوهم العرب عند إعادة إحتلالنا لهم أن مهمتنا والمعلنه لهم هى تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الإستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط علي قياداتهم دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ، ولابد من تضيق الخناق على هذه الشعوب ومحا صرتها ، ويعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات ، وتقسيم العراق وسورية إلى مناطق منفصلة على أساس عرقى أو دينى والخطوه الأولى لتحقيق هذا المخطط هو تحطيم القدرة العسكرية لهذه البلدان ، وبالطبع كانت مصر أيضا مقسمة إلى دويلات منفصلة جغرافيا وكان هدفهم الأساسى هو تقسيم مصربالوقيعه بين المسلمين والمسيحين ، وتفكيك أوصلها وتفكك سلطتها المركزية وليبيا وغيرها من البلدان ، والآن وبعد هذا التوضيح لهذه الحقائق لهذا المشروع القائم والذى يسير الآن بشكل واسع وقد تم فعلا خلق بيئه ديمغرافية وبؤر جغرافية له على أرض الواقع لإقامة هذا المشروع على أرض الوطن العربى ، ومن هنا فان الحقيقة التي لاتقبل التشكيك اليوم أن المشروع قد أقر من صهاينة العالم واليوم يتم العمل على أهدافه فصلآ فصلآ ، وتتمحور هذه الأهداف حول الرؤية المستقبلية لتقسيم المنطقة العربيه وما هذا الربيع العربي المزعوم الى جزء من هذا المخطط فهل نستطيع كشعوب عربيه تدارك اخطائنا والإعتراف بحقيقة أن هذا المشروع هوأمر واقع ويجب التصدي له وأننا جميعآ قدأخذتنا العزه بالآثم فكنا للأسف ممهدين لهذا المشروع الذي أصبح اليوم خطرآ وطوفان قاتل يقتل كل من بطريقه ،، فهل من حل يكون أساسه الإجماع على كلمة واحده وهي رفض هذا المشروع لمواجهة هذا الخطر المحدق بكل الامه ؟؟ لقد أعطاكم الله كل نقاط القوة التى تجعلكم قوة لا يستهان بها وبرغم ذلك أنتم فى آخر الصفوف، فلقد أدرك جميع دول العالم أهمية العمل الجماعى بينما العرب فقط لا يجيدون إلاالعمل منفردا ، فمنذ عشرات السنين والعرب يتحدثون عن السوق العربية المشتركة والى الآن لا تزال مجرد فكرة،إعلموا أيها العرب لا يمكن أن تسقط تلك الوعود الأمريكية لإسرائيل وتلك الفيتوات الظالمة على مسرح الأمم المتحدة ، كما لا يمكن أن تسقط الصفقات و الوثائق المشتركة بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية إلا إذا استيقظ العرب وأصبحوا رقما حقيقيا على الساحة الدولية ،وأين هى إتفاقية الدفاع المشترك !!!، كفانا تنديد وشجب !!!، وهل يستطيع أى مواطن عربى التنقل داخل وطنه العربى بدون قيد أو تأشيرة مثل أوربا!!!! أه أه يا عرب فلقد نجح الغرب والصهيونية فى تفريقنا وإضعافنا ونحن سعدناهم على ذلك شعوبا وحكومات بينما هم إلى الأتحاد والتكتل والوحدة !!.

فهل يفيق العرب قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم ؟ ومتى يستيقظ العرب من سبات نومهم، ويفيقوا من أحلامهم الوردية !!!؟

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79669079
تصميم وتطوير