بقلم – حازم سيد أحمد
قال الله تعالى:
[وإذا جاءَكَ الَّذين يُؤمنون بآياتنا فقلْ سلامٌ عليكم كَتَبَ ربُّكم على نفسهِ الرَّحمةَ أنَّهُ من عَمِلَ منكم سُوءاً بجهالةٍ ثمَّ تابَ من بعدِهِ وأصلحَ فأنَّه غفورٌ رحيمٌ (54)] الأنعام.
منذ شهر وأنا مبتعد عن الكتابة وتراودنى نفسيى كيف أكتب !!! وأنا لا أرى تقدم لا من الحكومة ولا من الشعب ، وجائنى سؤال حيرنى فى إجابته ، وبحثت كثير عن إجابة تقنعنى ، فرجعت وقلت لنفسى وما السر وراء حبنا لمصر؟وبرغم الضغوط والأحوال الإقتصادية التى يعانى منها الكثير وأنا شخصيا أولهم ، والطبقات المهمشة التى لا حول لها ولا قوة ، تجدهم أيضا يحبون مصر !!! فقلت لنفسيى ما السر فى ذلك ؟ ولكنى أجد إجابات تحوم حول فكرى وهى حقيقة ولكنها غير كافية ، الا وهى الأم التى تحضن أبنائها فتربيهم بحنانها ، أم هى الأم الغنية دائما بكرمها وطيبة أهلها ، وإن كانت كذلك …..فلما يسرقون خيرها !!!، ولماذا توجد أيدى خفية تريد لها الإنهيار !!!؟
وبعد تأصيل شرعى لمواقفنا ، وعن ضرورة حرصنا على مصر ووحدتها ، وحتمية العمل على التكاتف حتى تجتاز مصرنا العقبات وتتغلب على جميع المؤامرات التلا تحاك لها سوء من الداخل أو الخارج ، وجد إجابة السؤال الذى كان يحيرنى ، وبدون استغراب الأخوة المستغربين دائما وبعبارة آخرى الأخوة اللائمين دائما !!!!
فقلت لنفسى لماذا لا نحبها وهى وأهلها فى رباط إلى يوم القيامة كما ذكر ( الرسول علية الصلاة والسلام) وكيف لا أعشقها ومصر هى التى كانت حائط الصد عن الأمة ضد كل الحملات الصلبية ، وكيف لا أحبها وهى التى دحرت جحافل التتار ، وكيف لا اعشقها وهى التى قطعت زراع العدو الصهيونى فى حربها فى أكتوبر وكيف لا أحبها وهى التى ……..!!!
ولكنى أجد فعلا وحقيقة أن هؤلاء هم المصريون الحقيقون الذين يصبرون على بلدهم مصر وقت العسر ، ويتمنون لها أن تصل إلى أعلى المقامات ، فمصر شامخة كشموخ الأهرامات ، ومصر باقية رغم كيد المعتدين فلماذا لا نحبها !!؟ولكن كيف نحبها !!1؟؟
علينا يا سادة أن نعمل بأقصى جهد لنا كلا فى مجال عمله للنهوض بمصر ، ودعونا من هذه الأعمال الإرهابية اليومية حتما سيأتى يوما ويقضى عليهم جيشنا العظيم ،فهذا الجيش يحمل السلاح ، ونحن يد تبنى ، مصر يا سادة ليست فى إحتياج فهى غنية لديها الكثير ، وليست مصر فى احتياج قصائد شعرية فعندها ما يكفيها ، ولكنها تحتاج إلى حبنا كما نحب أنفسنا ، سعدتها تفرحنا ، وشقائها يحزنا ، نفكر فيها كما نفكر فى مصلحتنا الشخصية ويجب أن نحبها لكى تكون مثلا طيبا لكل العالم ،مصر ليست فى حاجة أن نقول إننا نحبها ونعشقها ونهواها ، ولكنها فى أشد الحاجة لأن نثبت لها هذا الحب الجارف ، يا سادة الدول العظيمة صنعها عشاق عاملون ، وأضاعها كسالى متفرجون ،
فإذا كنا نريد أن نبني مجتمعاً محترماً و متحضراً حقاً، فدعونا نبتعد عن العلل السابقة التي كنا نعاني منها في العلاقة بين الرجل و المرأة، بين الغني و الفقير، بين المتعلم و الغير متعلم، بين ابن المدينة و ابن الريف، بين الطبقة العاملة و العاطلين عن العمل، بين المسلمين و المسيحيين، و بين الأجيال المختلفة. دعونا نعيش المعنى الحقيقي للكرامة و احترام البشرية جمعاء.
و إذا كنا نريد أن نبني مجتمعاً محترماً و متحضراً حقاً، دعونا نبتعد أيضاً عن العلل التي كان بلدنا يعاني منه، علل ٌُ تتمثل في نثر القمامة في أرجاء الشوارع، البصق في الأماكن العامة، و حرق الفضلات في المناطق السكنيّة. دعو كل ذلك .
و أخيراً إذا أردنا أن نبني مجتمعاً محترماً و متحضراً ، دعونا نقلع عن عللنا الاجتماعية السابقة مثل القيادة بشكل ٍ خطر، و عدم انتظار الدور في الأماكن العامة، أيضاً إعطاء و قبول الرشاوى. دعونا نخلق النظام من الفوضى بحيث نستطيع القيام بنشاطاتنا اليومية بدون التعرض لضغوط و مشاق ٍ لا داعي لها و نعيد إلى أرضنا صحتها من أجل أن تبقى قادرةً على العطاء و المؤازرة لأجيال قادمة.
إنّ لمصرَ تاريخٌ مجيد، و سوف نحتفظُ دائماً بالعديد من أوجه ثقافتنا العظيمة. و بكل الأحوال، فإن الوقت قد حان لكي يستجيب المصريون لدعواتٍ أسمى، تلك التي تعّرف، تمارس و تؤيد قيم، التسامح، الكرامة، الثقة، التعاطف و الاحترام. دعونا نقول، لا مزيد من الظلم لنا، لا مزيد من ظلم أحدنا للآخر، لا مزيد من الظلم لأرضنا الحبيبة مصر، لا مزيد لأنفسنا، لأولادنا، و لأحفادنا. عندها من المؤكد أن مصر ستكون قادرة على تحقيق جميع أمانيها نحو حاضرٍ و مستقبل أفضل. إن كنتم جادين يا سادة.. أفيقوا من نومكم.. واشطبوا عبارة حسب توجيهات السيد الرئيس ..!! وهيا إلى العمل الجاد، وليسرع كل فى موقعه للعزف ضمن أوركسترا الرئيس. سيدى الرئيس: فوضك هذا الشعب بكامل الحب وموفور الثقة أن تأخذ بيده إلى آفاق يستحقها فالكفاءة.. الكفاءة.. الكفاءة.
وفقكم الله
التعليقات