حسام الشريف
واحد من أقطاب الأدب العالمي،من أهم أدباء القرن العشرين، وأول عربى مصري حاز على جائزة نوبل في الأدب،من العلامات المحفورة في التاريخ المصري،رسم صورة دقيقة للحياة الاجتماعية والسياسية في الحارة المصرية،رواياته وقصصه نقلت القاهرة بأحيائها وسكانها إلى بيت كل قارئ، لعب دورا رائدا في إثراء السينما المصرية،ونقل السينما من مرحلة الحدوتة المسلية إلى القصة المحكمة ذات الدلالات الاجتماعية والسياسية،إنه الأديب العالمى نجيب محفوظ،الذى
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
ومن خلال هذا التقرير نرصد لكم في السطور التالية أبرز المعلومات عن الأديب العالمى نجيب محفوظ.
ولد نجيب محفوظ،بميدان بيت القاضي بحي الجمالية في القاهرة في 11 ديسمبر عام 1911،لعائلة من الطبقة المتوسطة،وكان والده عبد العزيز ابراهيم أحمد الباشا موظفا حكوميا،وكان لديه 6 أشقاء أربعة إخوة وأختين،وكان نجيب أصغرهم سنا،التحق بالجامعة المصرية في عام 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة في عام 1934،ثم مضى لدراسة الماجستير وتخصص في الفلسفة،ولكن توقف بعد عام،وذلك بهدف احتراف مهارة الكتابة والتأليف.
بدأ نجيب محفوظ،عمله كموظف إداري في جامعة القاهرة وبحلول عام 1936،بدأ حياته المهنية في العمل كاتبا صحفيا مع جريدة الرسالة،وخلال هذا الوقت قام بنشر بعض القصص القصيرة لصحيفتي الأهرام والهلال،ثم نقل إلى وزارة الأوقاف والحق بمكتب الوزير عام 1938،ثم إلى مصلحة الفنون في وزارة الإرشاد القومي،ثم عين مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية عام 1959،ثم مديرا لمؤسسة دعم السينما المصرية،ثم رئيسا لها،ثم مستشار لوزارة الثقافة عام 1968.
وبدأت مسيرة نجيب،الأدبية في منتصف الثلاثينيات وكانت تنشر قصصه في مجلة الرسالة عام 1939،حيث كانت روايته الأولى”عبث الأقدار” وفي عام 1945 تحول نجيب محفوظ إلى الكتابات الواقعية برواية القاهرة الجديدة،وخان الخليلي، وزقاق المدق،ولم تقتصر كتابات نجيب محفوظ على الروايات فقط بل امتدت إلى كتابة المقالات الصحفية في الجرائد المصرية.
لم يقدم نجيب محفوظ إبداعه للقارئ فقط بل امتد ليمتع المشاهد ايضا،فكتب وشارك فى السنيما المصرية،حيث بدأ رحلته في السينما مع المخرج صلاح أبو سيف،وذلك من خلال فيلم “مغامرات عنتر وعبلة” عام 1947،قدم نجيب، للسينما أكثر من 100 فيلم،و12 مسلسل
حصل نجيب محفوظ،خلال مشواره الأدبي على العديد من الجوائز :جائزة قوت القلوب عام 1943،جائزة وزارة المعارف كفاح طيبة عام 1944،جائزة مجمع اللغة العربية خان الخليلي عام 1946،جائزة الدولة في الأدب بين القصرين عام 1957،وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962،جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968،وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972،جائزة نوبل للآداب عام 1988، قلادة النيل العظمى عام 1988،جائزه كفافيس عام 2004.
تزوج نجيب محفوظ،عطية الله ابراهيم في عام 1954،
وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللا عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها وأنجب بنتين فاطمة،وأم كلثوم.
تعرض نجيب محفوظ،لمحاولة اغتيال بعد بدأ صحيفة الأهرام في نشر “أولاد حارتنا” في 14 أكتوبر 1994 على يد محمد ناجي،الذي كان ينفذ فتوى إهدار دم الأديب الحائز على جائزة نوبل،والتي أصدرها مفتي الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن،الذى اتهماه بالكفر والخروج عن الدين،ونجا نجيب من هذه المحاولة.
أصيب نجيب محفوظ،بمرض السكر وهو فى الخمسين من عمره، ومن بعدها قرر القيام بنظام غذائى صحى،واستطاع التغلب على مرضه رغم صعوبته.
وفى 30 اغسطس 2006 توفي نجيب محفوظ، بمستشفى الشرطة بالعجوزة التي دخلها إثر تعرضه لحادث سقوط فى الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية، وظل نجيب محفوظ يمر بمراحل متغيرة من الصراع مع المرض،حيث وضع أكثر من مرة على جهاز التنفس الصناعي بغرفة العناية المركزة نتيجة خلل في بعض الوظائف الحيوية في الجسد إلى أن رحل عن عالمنا عن عمر يناهر 95 عاما، رحل بجسده ولكنه يبقى حاضرا بأعماله.
التعليقات