بقلم : على هاشم
كلما شاهدت أعمالا درامية وبرامج متميزة على ماسبيرو زمان ترحمت على أيام رحلت وقامات ولت وفات أوانها لكن الأمل سمة المتفائلين، أو لعله سمة الراغبين في تحقيق صالح هذا البلد، ولعل استعادة القوى الناعمة واستلهام عصرها الذهبي أهم ما يمكن أن نتمسك به في أيام صعبة لن تمر إلا بعودة الروح والمصداقية ومن ثم التأثير والجاذبية لماسبيرو.
ولقد وقعت عيناي على مقال جريء للزميل مصطفى شحاته رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصري، شعرت بكلماته تتدفق حماسا وغيرة على ماسبيرو، ورؤية واقعية لعلها تجدي نفعا إذا ما وجدت صداها لدى القائمين على صناعة الإعلام، ومن يدري لعل ماسبيرو يعود لزمنه الجميل إن تم الالتفات لمثل هذه الأفكار التى تصدر عن أهل الذكر وقطعا أهل مكة أدرى بشعابها..
تمنى مصطفى شحاته في مقاله أن يتم فك الارتباط، أو بالمعني الأدق فض الاشتباك بين ماسبيرو والمتحدة للإعلام، فليس معقولًا ولا مقبولًا في رأيه أن تظل المتحدة تقوم بتطوير قنوات ماسبيرو.. فهناك مجلس إدارة جديد للشركة يريد أن ينجح، وهناك مجلس إدارة جديد للهيئة الوطنية للإعلام يدير ماسبيرو يريد أيضًا وبشدة أن ينجح، فلماذا لا نترك كل منهما يعمل في الشاشات التابعة له..
يطور شاشاته وقنواته ويبتكر ويقدم ما يفيد المشاهد، فإذا نجحت المتحدة خير وبركة وإذا نجح ماسبيرو في تطوير محتواه وتقديم ما يجذب الجمهور (ونحن علي ثقة من ذلك) يكون المطلوب قد تحقق، وإذا نجح كلاهما فالخير سيكون خيرين ويكون الجميع قد ربح.. الجمهور وهو المستهدف الأول من الخدمة وإعلام ماسبيرو وأيضا إعلام الشركة المتحدة التي تردد دوما أنها تقدم محتوي متميزا.. فليكن لها ما تراه في شاشاتها..
أما أن تمنح امتياز تطوير شاشات ماسبيرو للشركة المتحدة فهذا أمر غير منطقي ويحمل العديد من التساؤلات.. كيف أعمل صباحا في ماسبيرو وفي المساء في نفس المبني، ولكن تابعا لشركة المتحدة، لتطوير إحدي شاشاته.. لماذا لا نترك المنافسة هي التي تحكم؟ لعلنا نخرج بنتائج تغير من واقع الإعلام المصري وتخفف عن كاهل الدولة ما تراه عبئا ثقيلًا متمثلًا في ماسبيرو ( وهو بالطبع ليس كذلك).
ولكي يتحقق ذلك بصورة صحيحة لابد أن تكون المنافسة حقيقية ومتكافئة، فالدعم الذي يقدم يجب أن يمنح هنا وهنا علي حد سواء خاصة أن ماسبيرو ظل يعاني منذ سنوات إهمالا متعمدًا أثر بالطبع علي بنيته الأساسية والتقنية!
التكافؤ يعني، كما شحاته، أن يتاح لماسبيرو المجال أن ينتج أعمالًا كما ينتج غيره، ويسوق كما يسوق غيره، لا أن ينتظر حتي يحصل علي ما ينتجه غيره بشروطه ليعرضه علي شاشاته وغالبا ما يكون أقل في المستوي، وقد كان يومًا ولعقود هو من ينتج ويسوق، ولم يمنع غيره أيضا من أن ينتج ويسوق، وكان يتنافس أحيانًا ويتكامل أحيانًا أخري فأنتج أعمالًا حفرت مكانتها بجدارة في الوجدان المصري والعربي.
التكافؤ لا يعني أن تحصل جهة علي كل الدعم والمساندة ويعاني الطرف الآخر من الإهمال والتهميش، التكافؤ يعني أن يتمتع كل طرف بهامش مناسب من الحرية يمكنه من التعامل مع شواغل وهموم الوطن والمواطن طالما التزم بمحددات ومعايير الأمن القومي..
التكافؤ أخيرًا يوجب التعامل مع ماسبيرو باعتباره إعلام الدولة المعبر عنها والناقل لصوتها وصورتها لأبنائها ولكل دول العالم (فهذه حقيقة لا مهرب منها)..
الفكرة بوضوح أن نعطي الفرصة كاملة لمجلس إدارة الوطنية للإعلام لإدارة ماسبيرو إدارة كاملة متكاملة والتحكم في شاشاته وموارده ونراقب ما يحدث، فقد يفاجئ الجميع بنتائج ترضينا وتقدم لجمهورنا إعلاما فاعلًا مؤثرا نحتاجه في هذه المرحلة من عمر الوطن ويصحح سنوات من التراجع.
كلام الزميل مصطفى شحاته مهم والأهم أن نتعامل معه بجدية وسعة صدر، فساحة الوطن تتسع للجميع، والاختلاف والتنوع يثري أي تجربة، ويضمن لها النجاح ويعصمها من الفشل وقد جربنا الصوت الواحد والرأي الواحد ولا تخفي النتائج على أحد.. أعطوا العيش لخبازه.
التعليقات