جمال مهدى
أصبح “مؤمن سليمان” المدير الفنى لفريق الكرة بنادى الزمالك فى موقف لا يحسد عليه، بعد الهزة العنيفة التى تعرض لها فى المغرب، وهزيمة فريقه بالخمسة من الوداد المغربى بالدور قبل النهائى لدورى رابطة الأبطال الأفريقية، حيث كاد أن يفقد فرصة أو محاولة الفوز فى نهائى البطولة الكبرى، عندما يلتقى صن داونز منتصف اكتوبر المقبل فى مواجهة ثأرية بامتياز، يسعى من خلالها أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أن ينزل الهزيمة بأخطر فريق ظهر خلال هذه المنافسات، تعويضا للخسارة مرتين بدور الثمانية، وفى الوقت ذاته يربح الكأس الثمينة والوقوف على منصة التتويج فى نهاية المطاف.
عبر المدرب الشاب “مؤمن سليمان” فى تصريحه الخاص جدا “للبيان” أن الدرس المغربى فيه فوائد كثيرة قبل أن يلاقى بطل جنوب أفريقيا على أرضه أولا فى مباراة الذهاب، وقبل أن يعود للمباراة الثانية بالقاهرة، وأكد أنه قد أعاد حساباته مجددا من حيث اختيار اللاعبين المناسبين لهذه الجولة، وتعديل الطريقة وخطة اللعب، خاصة بعدما حدث أمام الوداد، وهو ما ينذر بالخطر اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فهناك تغرات دفاعية وتفكك فى الخط الخلفى وضعف هجومى للفريق، وعيوب قاتلة من حارس المرمى، اضافة الى عدم ترابط كافة الخطوط والمراكز عن بعضها وعدم تفاهم اللاعبين فيما بينهم، الأمر الذى أفقدهم الكرة ودانت السيطرة كاملة للوداد وحققوا الفوز باقتدار، وأوشكوا على الخروج من السباق بزيادة عدد الأهداف لولا هدف “ستانلى” الذى قضى على الأحلام المغربية.
اعترف “مؤمن” وقال أن مباراة الوداد كانت من طرف واحد رغم تسجيل الزمالك هدفين بواسطة “باسم مرسى” و”ستانلى”، وكان فريقه فى برج نحسه، كما زاد من صعوبة تلك المباراة أن الجماهير المغربية التى احتشدت بملعب المباراة، قامت بالضغط على أعصاب اللاعبين وهزتهم نفسيا قبل بدء المباراة بوقت قليل وأثناء سير المباراة، وتمثل ذلك فى حالة التوهان التى كان عليها الفريق بالكامل بما فيهم “أحمد الشناوى” حارس المرمى، وقد جاءت الأهداف الخمسة التى منى بها مرماه معبرة عن تلك الحالة البعيدة كل البعد عن الأمور الفنية، فتلك الهزيمة أمر طبيعى والأهم أن الزمالك صعد الى النهائى وله حظوظ كبيرة وآمال عريضة بخطف الأميرة السمراء لتبيت فى أحضان أبناء ميت عقبة.
أضاف “سليمان” قائد الفانلة البيضاء، لقد قلبت صفحة الوداد الى غير رجعة ونستعد الآن للفريق الجنوب أفريقى فى أصعب محطات البطولة، وهى مباراة ثأرية فيها حياة أو موت، ونحن ندرك جيدا حجم هذا الفريق وقوة لاعبيه والسرعة التى يتمتعون بها وانتشارهم بكافة جنبات الملعب، لذا فنحن نولى صن داونز أهمية كبيرة من كل النواحى، وأمامنا فرصة سانحة ولن نضيعها من بين أيدينا هذه المرة، وقد فقد الزمالك العديد من البطولات فى السنوات الفائتة وهذه دروس أخرى وجب التعلم منها والاستفادة من ماضيها لحاضرها، وأهم ما يشغل بالى الآن هو تجهيز الكتيبة المقاتلة لهذه المباراة وفى مهمة خاصة جدا.
أشار “سليمان” الى سلوكيات بعض اللاعبين السيئة فى ملعب مباراة الوداد بالمغرب، واشتباك “الشناوى” مع الحكم والتصرف غير الأخلاقى من “باسم مرسى”، باعتراضه على الخروج من الملعب أثناء تبديله قبل نهاية المباراة، فضلا عن تلك الخناقة التى نشبت بين أسماء معينة من اللاعبين بعد المباراة، وما اذا كانت هناك عقوبات أم لا، مؤكدا على أن الوقت غير مناسب لفرض عقوبات من قبل الجهاز الفنى أو من جانب ادارة البيت الأبيض، وان كانت هناك أخطاء بالجملة حدثت، خاصة بتلك التصرفات أو من الناحية الفنية، ولكن يجب أن تكون هناك وقفة مع النفس، من أجل أن يعيد كل لاعب اتزانه ويضبط أعصابه خاصة وأننا مقبلون على مرحلة تاريخية تمثل حجر الزاوية فى حياة نادى الزمالك، فالفوز بكأس أفريقيا يعنى المشاركة فى كأس العالم لأول مرة، كما يفتح الطريق أمام الفريق للفوز بكأس السوبر الأفريقية وهذا سيضيف انجازا جديدا لم يسبق له مثيل، ولكن اذا تكررت الأخطاء فى هذه المرحلة الحساسة، وأدى ذلك الى خسارة اللقب الهام، فسيكون العقاب الجماعى مفروض على الجميع بلا هوادة وبلا استثناء.
أخيرا قال “سليمان” وأكد مرة أخرى على أن الكأس القارية الغالية لن يتنازل عنها، ولن يفرط فيها بعدما جاءته الفرصة الذهبية ليلعب فى النهائى، حتى وان كان الطرف المنافس الآخر هو صن داونز، وهذا تحدى آخر أمام فريق لنا معه حساب، فالفوز عليه مطلب جماهيرى، وأتحمل المسئولية كاملة أمام جمهور الزمالك ومجلس ادارة النادى، وأؤكد على أن هذه البطولة والتأهل للمونديال سيكونان ثمن وجودى على رأس الجهاز الفنى للزمالك.