خبراء ليبييون : التصعيد الأخير في طرابلس يجر البلاد لإعادة سيناريو الحرب السابقة
مطالب أمريكية وأممية بتجنب الإشتباكات ووقف التصعيد في طرابلس
حصاد الإقتتال الدائر في طرابلس . . مقتل 3 علي الأقل وإصابة 10 آخرون قابلة للزيادة وتضرر عشرات المنازل وجامعة طرابلس تعلق الدراسة والإمتحانات
الأعلي للدولة يحمل حكومة “دبيبة” مسؤولية الإقتتال في طرابلس . . ويكشف مساعي وفدا لمصراته لرأب الصدع بين الحكومتين وقدرة القوي الإقليمية علي وقف تصعيد الأحداث
حرب تبادل البيانات والإتهامات تشتعل . . حكومة “دبيبة” تتهم حكومة “باشاغا” بالغدر والخيانة والتهرب من التوصل لحل سلمي أثناء المفاوضات . . وحكومة “باشاغا” تنفي وتؤكد عدم تلق كافة محاولات إنتقال السلطة أي إستجابة من الحكومة المنتهية
مسؤول محلي ليبي يصرخ : الإشتباكات مستمرة والوضع مآساوي للغاية وأضرار جسيمة بالمقارات الحكومية والممتلكات الخاصة
تقرير يكتبه / أبوالمجد الجمال
بات المشهد السياسي في ليبيا الممزوقة نصين بين حكومتين متناحرتين علي السلطة يجر البلاد منذ تجميد الإستحقاق الإنتخابي في 24 ديسمبر الماضي وحتي الآن إلي إنفجار حمامات الدم ولاسيما وسط تصاعد الإقتتال الدائر حاليا والذي تكرار مرارا من قبل ليصل لذروته فجر 27 أغسطس بين الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين في العاصمة طرابلس وسط إصرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المنتهية ولايتها “عبد الحميد دبيبة” علي عدم تسليم السلطة لرئيس حكومة الإستقرار المنتخبة من البرلمان في طبرق “فتحي باشاغا” إلا لحكومة منتخبة . . إيه الحكاية بالضبط !.
بعد مرور 48 ساعة فقط من توجيه رئيس حكومة الإستقرار المكلف من البرلمان “فتحي باشاغا” خطابا لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة والمنتهية ولايتها منذ 24 ديسمبر الماضي “عبد الحميد دبيبة” طالبه فيه بتسليم السلطة وإتهمه بممارسة الإرهاب وإغتصاب الشرعية والسلطة ولوح بإستخدام القوة لدخول العاصمة وتمكين حكومته من أداء عملها فيما رد عليه الأخير بأنه لاتسليم للسلطة إلا عبر حكومة منتخبة وأن عصر الإرهاب ولي إندلعت إشتباكات مسلحة فجر بوم 27 أغسطس وعشيته ومازالت مستمرة حتي اللحظة وسط العاصمة طرابلس إستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة والقذائف الثقيلة بين الكتيبة 777 بقيادة “هيثم التاجوري” وجهاز “دعم الإستقرار” بقيادة “عبد الغني الككلي” أسفرت وبحسب تقارير إعلامية عن مقتل 3 مدنيين علي الأقل وإصابة 10 آخرون بعضهم في حالة خطرة قابلة للزيادة مع تضرر مباني مدنية وإحتراق سيارات عده في أحد الأحياء فيما تمكنت فرق الإسعاف من إجلاء نحو 10 عائلات كانت عالقة منذ فجر يوم 27 أغسطس في مناطق الإشتباكات فيما أظهرت صورا متداولة عبر مواقع “التواصل الإجتماعي” تضرر منزلا في طرابلس بعد سقوط قذيفة عليه جراء الإشتباكات الدائرة وتوارد أنباء عن سيطرة “الككلي”علي مقر معسكر 777 بمنطقة باب “بن غشير” بحسب مقاطع فيديو متداولة علي ‘مواقع التواصل” كماأظهرت سيطرة قوات “التاجوري”علي مقر تابع ل “غنيوة” في شارع الجمهورية مع أسر 3 من عناصره كما أظهرت إغلاق قوات “دبيبة” الطريق الساحلي بسواتر ترابية عند بوابة “وادي كنعام” تحسبا لتحرك قوات تابعة ل “باشاغا” من مصراته تجاة طرابلس وسط تمركز قوات عسكرية عند جسر ال 27 كم غرب المدينة.
كشف النائب الأول لرئيس المجلس الأعلي للدولة “ناجي مختار” في تصريحات متلفزة عدم علاقة الإشتباكات المسلحة الدائرة في طرابلس بالمشهد السياسي من قريب أو بعيد وكلها تابعة لحكومة “دبيبة” وحمل الأخيرة مسؤولية الإقتتال الجاري بالكامل . . وكشف عن مساعي وجهود حثيثة لوفدا يمثل مصراته لرأب الصدع بين الحكومتين . . وشدد في الوقت نفسه علي قدرة القوي الإقليمية المؤثرة علي نزع فتيل تصاعد الأحداث في طرابلس.
جهاز دعم الإستقرار يحرز تقدما ميدانيا تجاة مقارات الكتيبة 92 في طرابلس
من جانبها . . كشفت مصادر عسكرية إحراز جهاز دعم الإستقرار تقدما ميدانيا ملحوظا تجاة مقارات الكتيبة 92 في العاصمة طرابلس.
في أول تعليق لها علي الأحداث إتهمت حكومة “دبيبة” في بيان ناري وعاصف الطرف الممثل ل “باشاغا” بالتهرب في آخر لحظة أثناء المفاوضات بعد حدوث تقدما ملحوظا ومؤشرات إيجابية تجاة الحل السلمي وإستهجنت ماحدث من غدر وخيانة بعد خوضها لمسار المفاوضات لتجنب إراقة الدماء في طرابلس وأدانت مايشهده وسط العاصمة من إشتباكات عنيفة في مناطق حبلي بالسكان والمدنيين في صورة تعيد للأذهان ماخلفته الحروب السابقة من مآسي وكوارث وأوجاع وأحزان . . فيما نفت حكومة “باشاغا” في بيانها كل ماورد في بيان حكومة “دبيبة” بشأن تهربها من التوصل لحل سلمي بل علي العكس رحبت بكافة المبادرات المحلية والدولية الرامية لحل الأزمة في وقت لم تلق كل محاولات إنتقال السلطة بشكل سلمي أي إستحابة لدي حكومة “دبيبة” المنتهية ولايتها في صورة توضح للكافة مدي حجم وتعنت وتشبث رئيسها بالسلطة ولو علي حساب المصلحة العليا للبلاد وإراقة دماء الليبيين.
فيما كشفت مصادر ليبية مطلعة إلحاق أضرارا جسيمة في المقار والممتلكات الحكومية والخاصة في طربلس.
من جانبها . . حملت بلدية طرابلس المجالس الثلاثة للنواب والأعلي للدولة والرئاسي والحكومتين تردي الأوضاع للأسوأ.
في حين . . كشف المتحدث بإسم جهاز الإسعاف والطؤاري الليبي “أسامة علي” في تصريحات متلفزة عن مساعي وجهود حثيثة للتواصل مع أطراف الإشتباكات الدائرة لوقفها ولو لفترة محددة . . وتوقع وجود عشرات الإصابات داخل مناطق الإشتباكات في طرابلس وهي مناطق مكتظة بالسكان . . وكشف تلقي الحهاز لبلاغات عده لعائلات محاصرة داخل مناطق الإشتباكات في طرابلس . . وناشد كافة أطراف الإشتباكات بوقف اطلاق النار وتوفير ممرات آمنة حتي يتمكن الجهاز من المصابين . . وفي وقت سابق حذر المواطنين من الخروج للشوارع أو الوقوف في الشرفات والنوافذ . . وطالب بوقف الإشتباكات الدائرة وحمل كافة الأطراف المسؤولية كاملة.
علي خلفية تصاعد الإشتباكات المسلحة بين الحكومتين علقت جامعة طرابلس الدراسة والإمتحانات لحين إشعار آخر !.
بدوره . . وصف مسؤول محلي ليبي في تصريحات نارية الوضع بالمآساوي وسط إستمرار الإشتباكات الدائرة داخل العاصمة.
من جانبه شدد السفير الأمريكي لدي ليبيا أثناء لقائه برئيس المجلس الأعلي للرئاسة علي هامش القمة اليابانية الأفريفية علي ضرورة وقف التصعيد وتجنب الإشتباكات في طرابلس.
فيما طالب المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك . . كافة أطراف الأزمة الليبية بأن تأخذ في الحسبان مصالح الشعب الليبي وهو ماتنخرط فيه حاليا البعثة الأممية مع كافة الأطراف لتحقيق هذا الغرض.
بدورها طالبت البعثة الأممية لدي ليبيا بإستعادة المدنيين لحرية التنقل حتي يتمكنوا من الوصول للخدمات الأساسية . . مع اطلاق سراح كافة المحتجزين بشكل تعسفي واحترام حقوق وحريات السكان أثناء تنفيذ أي عملية عسكرية وأمنية.
من جانبهم . . كشف – خبراء ومحللون ليبييون – في تصريحات متلفزة أن تصاعد الأحداث الأخيرة في طرابلس ستجر البلاد إلي تكرار نفس سيناريو حرب 2019 وماخلفته من مآسي وأهوال.
البداية النارية
كانت تزايدت في الآونة الأخيرة وتيرة المخاوف من بوادر لإشتعال حرب الميليشيات الموالية لكلا من “دبيبة” و”باشاغا” في نزاع علي السلطة التي يرفض الأول مرارا وتكرارا تسليمها إلا لحكومة منتخبة . . حيث رفض آمر العمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية المحسوب علي “باشاغا” اللواء “أسامة الجويلي” الذي أقاله “دبيبة” من منصبه في وقت سابق التفاوض مع مليشيات “دبيبة” الرابضة في طرابلس وطالبها بتسليم كافة المقارات الحكومية حتي تباشر حكومة “باشاغا” مهام عملها.
فيما كشفت مصادر مقربة من حكومة “باشاغا” في تصريحات صحافية عدم مبادرة قواتها اطلاق الطلقة الأولي وإنما يهدف إستنفارها وإنتشارها الكثيف بالمنطقة لتأمين وحماية المقارات الحكومية وتمكين الحكومة من ممارسة مهام عملها.
علي الجانب الآخر وفي قت سابق . . كشفت مصادر عسكرية وإعلامية تفعيل قيادات “دبيبة” لمايعرف بإسم “مجلس طرابلس العسكري” بالتزامن مع إستنفار لأرتال تابعة ل “دبيبة” لتأمين مداخل ومخارج المدينة الجنوبية والشرقية والغربية وإغلاق كافة الطرق المؤدية لمطار طرابلس المغلق لمنع دخول “باشاغا” للعاصمة وتحسيا لأي هجوم عسكري محتمل من قبل ميليشيات تابعة ل “باشاغا” . . وبينما رفع قائد ميليشيات جهاز دعم الإستقرار التابع ل “دبيبة” “عبد الغني الككلي” حالة الإستنفار القصوي في منطقة أبوسليم جنوب العاصمة شكل “محمد بحرون” غرفة عمليات مشتركة من كتائب المناطق العسكرية بالعاصمة والساحل الغربي والمنطقة الوسطي وجهز كتائب الزاوية المسلحة للمشاركة في العملية التي إندلعت فجر 23 أغسطس وتعهد بوقف من وصفهم بالخارجين عن القانون الذين لايهمهم حياة الشعب الليبي ولا أمن وإستقرار البلاد.