الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

لم يعد الماء راكدًا

لم يعد الماء راكدًا

بقلم : كريم عبد الكريم

 

بعدما أصدرت محكمة العدل الدولية حكمًا بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي والعودة الى ما قبل حدود 1967 وهو أبرز ما جاء ضمن قرارات المحكمة وتبع القرار حزمة من الحيثيات التي إستندت عليها المحكمة، وعلى الرغم من أن القرار غير ملزم ويُعد قرارًا إستشاريًا إلا أنه يعد بمثابة فصل هام ضمن فصول التاريخ للمؤرخين وله تبعات سياسية ودبلوماسية ستخلق دوافع لدى بعض الدول التي تعي قيادتها الحقيقة وتدعي الحيادية في هذه القضية التي قد تكون سببًا رئيسيًا في دفعهم للإعتراف بفلسطينية الأراضي المحتلة حتى وإن كان العودة إلى ما قبل 1967.

يرى البعض أن ثمة مبالغة في ردود الأفعال وخاصة العربية على الصعيد الشعبي حيال هذا القرار من محكمة العدل الدولية دون التطرق إلى أن الملعب السياسي يحتاج إلى نمط طول النفس فالأمر تمامًا مثل المناقسات الرياضية ومنها على سبيل المثال مباراة كرة القدم وبناءً عليه عليك أن تتبع خطة ذات عدة إستراتيجيات ويُعد هذا القرار الصادر من محكمة العدل الدولية بمثابة ركلة جزاء لصالح فلسطين في ظل مباراة طاحنة حققت فيها المقاومة فارق كبير في الإستحواذ وتسجيل الأهداف في شباك جيش الاحتلال الذي يُمعن في إلحاق الضرر بالجماهير هروبًا من الواقع المرير الذي تجرعوه ولازالوا على يد المقاومة في الميدان.

صاحب الأرض
– قررت المقاومة أن تبدأ المباراة في السابع من أكتوبر 2023 وبدأت بخطة هجومية من كافة الجبهات حتى ألحقت خسائر كبيرة بجيش الاحتلال وعلى غرار مباريات كرة القدم التي لازلت عالقًا بها على سبيل الوصف، باغتت المقاومة جيش الاحتلال ويعد عنصر المفاجأة أحد أهم عناصر تحقيق المكاسب في أي منافسة وخاصة عندما تواجه خصمًا أجاد على مدار عقود تبني رواية الضحية وإدعاء المظلومية وحقق الاحتلال توسعًا إستيطانيًا ولكن حان الآن موعد الحصاد لما زرعه جيش الاحتلال من مجازر بحق المدنيين لعدم قدرته على مجابهة المقاومة، وغالبًا ما تمنح الأرض أسبقية لصاحبها إن كان يستحق وكل ماتقدمه المقاومة من جسارة أسست على عقيدة علاوة على تنوع إستراتيجيات حققوا بها مكاسب قد تتجاوز قرون من المفاوضات والنهج الدبلوماسي فدائمًا ما يحترم ويخضع الآخر للقوة والتي حصدت بها المقاومة تضامنًا وأسقطت أقنعة الحكام بالتزامن مع إشعار جديد بأن العالم أو بالأحرى الشعوب لازالت مُنصفة ومساندة للحق بل ويُنشدون له أبيات شعرية بل ويخصصون للقضية وقت من حياتهم مناصرة لها.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79603789
تصميم وتطوير