كتب:دكتور علاء ثابت مسلم
حقيقة أنه لايوجد أبلغ وأفصح من كلام الله عز وجل فكل كلمة جاءت في موضع لها معنى مُحكم لاتُسد مسدّها كلمة أخرى ومن ذلك استعمال القرآن الكريم لكلمتى إبليس والشيطان في سياقات متنوعة
فإبليس مشتق من أبلس أي يئس وندم أو من أبلس بمعنى سكت لانقطاع حجته وتُطلق في الاستعمال القرآني على ذلك المخلوق الذي رفض السجود لآدم
أما كلمة الشيطان فهي مشتقة من شيط أو شطن أي بعد عن رحمة الله وتُطلق في الاستعمال القرآني على كل من أغوى غيره من البشر وأغرى غيره بالفساد سواء أكان من الجن أو من الإنس مثل قوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن
فحينما ذكر القرآن الكريم امتناع هذا المخلوق عن السجود لآدم سمّاه إبليس وشره هنا على نفسه ولا يتعداه لغيره
فلما تعدى شر (إبليس ) إلى غيره بالإغواء والإغراء لآدم وذريته سمّاه القرآن شيطانا
وإذا تأملنا البنية الصوتية لكلمة شيطان فسنجد أن حرف الشين حرف انتشار وتفش وهو مناسب لمعنى الوسوسة خفية إلى الإنسان
وحرف الطاء حرف تفخيم واستعلاء وهو مناسب لاظهاء الخسارة وعظم الخيبة التي تسببها الوسوسة إن خُدع بها الإنسان كما أن فيها استعلاء من الشيطان على بني آدم
أما حرف الألف فهو حرف مد لإشباع معنى خطورة الوسوسة وأثرها السيء
كما أن لفظة شيطان على وزن فعلان وهي توحي معنى التقلب والحركة وهذا واقع الشيطان في غواية الإنسان فهو لا يهدأ ولايسكن أبدا
وإلى لقاء آخر مع لطيفة أخرى من لطائف القرآن
التعليقات