الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

لماذا الحرب على سوريا الآن ؟!

لماذا الحرب على سوريا الآن ؟!

بقلم : وليد سالم 

يعاني الشعب السوري الويلات منذ أربع سنوات على كافة الأصعدة وتنتهك في حقه كل حقوق الإنسان على مرئى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا سوى عبارات الشجب والإدانة الفضفاضة وفجأة يستيقظ ضمير العالم لتصدر الأمم المتحدة قرارها بالتدخل العسكري في سوريا ألا يدعو ذلك للتساؤل لماذا الأن ؟ هذا ما أحاول أن أجيب عليه فيما يلي .

لابد أولا نحلل المشهد السوري ككل فنصف الأوضاع على الأرض وكذا التفاعلات الخارجية معه ودرجتها فنجد أنه توجد على الأرض ثلاث قوى فاعلة وهي جيش النظام والمعارضة السورية وداعش (القاعدة الجديدة) كانت المواجهة تقتصر في بدايدة الأمر على المعارضة السورية الناتجة عن غضبة شعبية تجاه حاكم ظالم مستبد والتي كانت تزداد يوما بعد يوم وتحقق نجاحا تلو نجاح وتتقدم بإتجاه العاصمة السورية بفضل لواءات الجيش التي إنضمت لجمعوع الشعب لواء بعد آخر بعدما أصبح المشهد لديهم واضحا من عدالة مطالب المعارضة ومن إجرام النظام ووحشيته في التعامل مع شعبه وباتت المعارضة قريبة من تحقيق النصر إلى أن ظهرت داعش في المشهد لتربك المعارضة قليلا ويقوى النظام بفضل المساعدات الخارجية وتقوم داعش بعمليات داخل سوريا وتستولي على عدة مناطق مخلفة دمارا في المنشئات وخسائر في الأرواح كلها في جانب الشعب السوري ولم يصب النظام منها شيء إلا أن المعارضة استعادة قوتها مرة أخرى وبسطت سيطرتها على غالب الأراضي السورية وباتت الأن وشيكة من الإقتراب من العاصمة السورية وهذا ما تخشاه الدول الكبرى الأمر اللذي أدى إلى التغير في التقديرات الدولية للوضع في سوريا من النظر للأمر على أنه غضبة شعبية ذات مطالب شرعية تجاه حاكم الدولة وهو شأن داخلي لأن تستصدر قرارها بغذو سوريا بدعوى محاربة تنظيم إرهابي جديد يهدد العالم وهو داعش لذا يجب مواجهته أينما كان وتحت أي سماء فإنبرت وسائل الإعلام في إبراز خطورة هذا التنظيم ووحشيته من خلال عرضها فيديوهات تصور بشاعة تعامل أفراد هذا التنظيم مع ضحاياه لتصبح الأرض ممهدة أمام دعاة الحفاظ على الأمن والحريات في العالم للتدخل في سوريا فأصدرت الأمم المتحدة قرارا بالتدخل العسكري بقيادة مشتركة من أمريكا وروسيا بدعوى القضاء على داعش وودعم الديموقراطية وإنهاء الحرب في سوريا وكأن التاريخ يعيد نفسه حينما إحتلت أمريكا العراق عام 2003 بمشاركة بريطانية وإسبانية بنفس الطريقة وذات الأسباب بدعوي إمتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ومساعدة تنظيم القاعدة وهذا ما لم يثبت وعرفه الجميع ولكن بعد فوات الأوان وضياع العراق وتفككها ودخولها في حروب أهلية منذ إثنى عشرة سنة إلى الأن لتنهب ثروات البلد وينهك جيشها ويضعف بعد ما كان يعد أقوى ثاني جيش عربي بعد مصر في المنطقة لكن هذه المرة لمساندة نظام فاشل ليس لشخصه فسرعان ما تتخلص منه ولكن خشية أن يأتي نظام قوي ذو تأييد شعبي وجيش قوي يهدد أمن إسرائيل من ثم كانت هذه هي اللحظة المناسبة لفرض خريطة سياسية معينة تبقي من خلالها على نظام تابع ضعيف بالتخلص من الرأس والحفاظ على الجسد وإنهاك المعارضة بالغارات التي تقوم بها بدعوى محاربة داعش مبررة ذلك فيما بعد أنه حدث عن طريق الخطأ لتضعف قدراتها لتنهي بذلك على حلم وجود جيش قوي في سوريا وتستطيع أن تقسيم البلد بعد ذلك مستغلة الصراع الطائفي لتسير سوريا إلي نفس مصير العراق لتكون حلقة أخرى في سلسلة تحقيقا لفكرة الشرق الأوسط الجديد .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79621916
تصميم وتطوير