الإثنين الموافق 07 - أبريل - 2025م

لؤلؤة الأدب العربى: ثورات الربيع أثرت على الحركة الأدبية

لؤلؤة الأدب العربى: ثورات الربيع أثرت على الحركة الأدبية

عفاف اليمانى: الدكتوراة الفخرية الأمريكية انتصارا للتحدى.. والسعودية لا تفرض قيودا على المرأة

حوار: مصطفى عمارة

رغم بروز عدد من الأديبات العربيات، اللائي أثرين الأدب العربي بالعديد من روائعه، إلا أن الدكتورة عفاف اليماني تعد واحدة من أبرز هؤلاء الأديبات، نظرا لاسهاماتها الرائعة في مجال الأدب العربي بكل مجالاته، سواء كان ذلك نقدا مسرحيا أو شعرا أو رواية، ولم يكن غريبا أن يطلق عليها المهتمين بمجال الأدب لقب لؤلؤة الأدب العربي، فضلا عن قيام منظمة الأمم المتحدة بمنحها لقب الدكتوراة الفخرية نظرا لاسهاماتها البارزة في المجال الأدبي والعمل الانساني وعقب حصولها على هذا اللقب كان لنا معها هذا الحوار:
كيف بدأت رحلتك مع الأدب، ولماذا اخترت مجال النقد المسرحي؟
اختياري مجال النقد المسرحي نابع من رغبتي في التحدي، وتحقيق الانتصارات خاصة اذا كان التحدي هدفه المعرفة، ومن هذا المنطلق جاء اختياري للنقد المسرحي وهو مجال صعب على الجانبين، خاصة وأن هذا المجال يحتوي على مجالات متعددة فيها الأساطير والحقيقة والرومانسي، فضلا عن المسرح فهو يعبر عن المجتمعن ويعد أبو الفنون الذي ينقل الصور الحقيقية للمجتمع على مدى التاريخ، بالاضافة الى تخصصي في النقد المسرحي فلقد خضت أيضا مجال الأدب والشعر حتى أكون مثالا يحتذى به بالنسبة للمجتمع السعودي بصفة عامة والمراة السعودية بصفة خاصة.
ـ تراجع العمل المسرحي بالفترة الماضية، فهل توجد أزمة النص أم أزمة الكوادر المسرحية؟
الأزمة ليست نابعة من أزمة نص أو أزمة كوادر، ولكنها أزمة ثقافة مجتمعية نتيجة الغزو الثقافي والفكري والأوضاع السياسية عموما، فالأنسان العربي بفعل هذه العوامل أصبح مثقلا بالهموم التي تجعله يبحث عن رموز خفيفة وطريفة وفكاهية، وأصبح مسرح الطليعة الذي يحمل فكرا خاويا على عكس مسارح الاستعراض التي تلقي رواجا، مما أدى الى عزوف الأدباء عن الكتابة والمخرجين عن الاخراج، وبالتالي غاب النقد المسرحي الحقيقي، فنحن أمام دائرة مترابطة فهناك نصوص غير جيدة واخراج غير جيد ويأتي بعد ذلك عزوف عن النقد.
قمتى بطرح مشروع وحدة الوطن والحلم العربي لهدم الهوة الثقافية بين مثقفي العالم العربي، ما مغزاه؟
بالفعل هو حلم لو تحقق سوف يلبي حاجة الانسان العربي بشكل جميل، فلقد بدأنا هذا المشروع من 18 جنسية عربية، ووضعنا برامج على مستوى العالم العربي كله، لكن العقبة الأولى والمهمة هي التمويل المالي، فرأس المال يبحث فقط عن الربح السريع التجاري ولكن بناء الفكر يحتاج فترة زمنية بعيدة الأمد.
هل حاولتي اقناع رجال الاعمال بتبني هذا المشروع ؟
حاولت ولكنهم يريدون أن يتأكدوا أن هناك مشاريع ناجحة، وبالتالي فهم ينظرون للمشاريع نظرة تجارية، ورغم ذلك فلم أيأس وحاولت تطبيق هذا المشروع على المستوى الضيق، من خلال محاولة بث الأفكار الوسطية من خلال تلميذاتي في الجامعة المتعاونات في الحركات التنويرية الثقافية.
هل ترين أن الأدب النسائي له خصائص معينة، وما هو واقع المرأة السعودية من الحركة الادبية؟
الأدب النسائي عليه ملاحظات كثيرة، فالأدب بصفة عامة لا يختلف بين الرجل والمرأة، إلا أنه يمكن النظر الى الأدب النسوي من ناحية أن المرأة اقدر من غيرها على فهم مشاكل المرأة، وفيما عدا ذلك فان لكل شخص أسلوبه في مجال الأدب عامة، أما بالنسة للمرأة السعودية فان لها نشاط أدبي كبير سواء على مستوى الشعر أو القصة أو الرواية، كما تشارك في المؤتمرات وخير مثال على ذلك مشروع الجنادرية، والذي يعد واحدا من أهم الاحداث الأدبية على مستوى العالم العربي، ولدينا استاذات شاعرات قاصات وكذلك على مستوى الصحافة.
وهل تضع المؤسسة الدينية في المملكة قيودا على دور المرأة في المجتمع ؟
اطلاقا فنحن في مجتمع يكفل الحرية، طالما كان ذلك في حدود الأعراف الدينية المعتدلة، ولدينا حكومة نيرة وتعامل ديني معتدل، وبالنسبة لى فانا أسافر للخارج السعودي وأمارس كل حقوقي في نطاق الشريعة والدين، ولدينا تفاعلات في مجال الصحافة والمؤتمرات دون وجود أي عائق، طالما كان ذلك في اطار الدين كما قلت.
هل ترين أن الحركة الأدبية في العالم العربي واكبت ثورات الربيع العربي ام لم تواكبها بعد؟
معظمها لم يواكب تلك التغيرات، قد تكون انماط الانتاج تغيرت مثلا أو أن تكون الرواية قصة، لأن القصة أقرب للواقع، ولكن هناك هبوط عام في الانتاج الأدبي، ربما راجع انشغال الناس ببحثهم عن السلام ولا يوجد من يقرأ، وبالتالى فلن يكون هناك ابداع.
– كيف تنظرين الى دعاوى خلع الحجاب كما الحادث بمصر، وهل ترين أن فشل تجرية الاسلام السياسي شجع التيارات العلمانية على تلك الدعاوي؟
لا يصح الا الصحيح، فالحجاب ليس مجال جدل، وليس مجال استماع، وبالتالي كل ما يقال في هذا المجال هراء في أشياء من المسلمات بها، وهذا يدل على احساسهم بالضعف وقوة الاحساس الديني الفردي وليس الجماعي، فمعظم النساء المصريات محجبات أو منتقبات ولن يحدث انقلاب ديني في المجتمع المصري، وهذا ان دل على شئ فيدل على الاحساس الديني الثابت.
منحتك فيدرالية الأمم المتحدة مؤخرا الدكتوراه الفخرية، فعلى أي أساس هذا التكريم العظيم؟
لقد تم منحي الدكتوراه الفخرية بناء على سيرتي الذاتية في مجال الأدب والأعمال الخيرية والدور الاجتماعي الذي أمارسه، إلا أن طموحي الأكبر أن أنال تلك الوضعية عند ربى عزوجل، ولاشك أن منحي تلك الشهادة سوف يفرض علي المزيد من المسئولية المجتمعية، والأعمال التطوعية خاصة من خلال عملي بالجامعة، فكثير من الطالبات مغيبات بسبب الغزو الثقافي المفروض عليهن، ورغم ذلك فهن يحملن أفكارا انسانية جميلة، ولعل أخطر ما يتعرض له المجتمع هو تغييب الهوية العربية متمثلة في اللغة العربية، فاذا غابت لغتنا ننفصل عن القرآن وعن الدين، والغرب يحاول ذلك فأصبحت اللغة الغالبة هي اللغة الانجليزية والفرنسية، وأصبح هناك احساس بالدونية بالنسبة للغة العربية، ومن هذا المنطلق كان اهتمامي باللغة العربية لأنها اذا ضاعت سهلت عملية غزونا فكريا.
ما هو الجديد في أعمالك الأدبية مستقبلا؟
مشغولة بتقديم أبحاث على المستوى النقدي والأدبي، والمستوى اللغوي للترقية الى مستوى أستاذ مشارك ولدي مشروع طباعة كتاب هاني الاندلسي من المغرب والملقب بمتنبي الغرب، وسوف أحاول في هذا الكتاب البحث عن نقاط الاتفاق والاختلاف بينه وبين متنبي العرب، فضلا عن انشغالي بالمشاركة في الصالونات الأدبية التي تقام بالسعودية وأشهرها صالون بادي الأدبي الذي يهتم بالثقافة، ونناقش خلاله قضايا اجتماعية وثقافية وفكرية.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80872543
تصميم وتطوير