كتب دكتور:رضا عبد السلام
يوجه المصريين نحو 60% من دخولهم إلى العلاج والدروس الخصوصية… وما بقي من فتات الدخل يتوجه للغذاء والملبس. وهاهي الوزارة اضطرت لرفع اسعار اكثر من 3000 دواء.
واذا ما ركزنا على المرض والدواء في مصر فقد اصاب هذا القطاع ما اصاب القطاعات الاخرى. المصريون من اعلى شعوب العالم بالنظر الى نسب المصابين بامراض وبائية كالكبد والكلى اضافة الى القلب والسكر.
لم يكن قطاع الدواء استثناء عن باقي القطاعات، فبدلا من ان نوفر مناخ جاذب لاستثمار كبريات شركات الدواء العالمية تركنا المواطن فريسة لمحتكري استيراد الدواء والذين لا يختلفون عن محتكري استيراد اللحوم والحبوب والزيوت….الخ.
واذا كان المثل المصري يقول بان الحاجة هي ام الاختراع، فقد تمكن الاشقاء في الاردن من ان يصبحوا في اقل من 20 عاما الى قبلة للعلاج وشركات الدواء العالمية . من سافر للخليج سيدرك هذا التحول…بات للاطباء الاردنيين مكان متميز. تحولت الاردن الى قبلة لعلاج الخليجيين…الخ
نعم… يعرف القاصي والداني بان المصريون هم من علم الاشقاء العرب كافة فنون العلم ولكن التلميذ تفوق على استاذة. تفوق الاشقاء في الاردن لانهم عملوا واجتهدوا واصلحوا. ولهذا توجهت كبريات شركات تصنيع الدواء للعمل على ارض الاردن.. السؤال ألم يكن من المنطقي ان تتدفق تلك الشركات لمصر لما لها من تاريخ ووزن؟
توجهت شركات الدواء وكبريات مؤسسات العلاج العالمية للاردن لانها وفرت المناخ الجاذب للاستثمار بوجه عام والاستثمار في صناعة الدواء بوجه خاص.
لنا ان نتخيل ان مصر نجحت خلال العقود الغابرة في ان تجتذب شركات الدواء العالمية للعمل في مصر ؟ هل كنا ينعيش ما نعيشه الان ؟ حتى الدواء وعلاج الامراض يعاني المصريين للحصول عليه وباسعار تفوق امكاناتهم.
لدينا خريجي كليات الصيدلة والعلوم بتاهيل متميز ولكننا نفتقد الاجراءات الميسرة والتعقيدات الادارية وغياب الرؤية الشاملة.
اذا رب ضارة نافعة…ان تأتي متاخرا خيرا من الا تأتي . نعم…لابد من رؤية وطنية شاملة لخارطة الاستثمار في مصر…لابد وان تعكس تلك الرؤية طموحات واحتياجات وامكانات مصر…لابد من توفي المناخ المؤسسي الملائم لانجاز تلك الرؤية.
ليس عيبا ان نتعرف على تجربة الاشقاء في الاردن وفي غيرها من الدول التي تحولت الى قبلة لشركات الاستثمار العالمية العاملة في التصنيع الدوائي. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.