كتب :- وليدعبداللطيف
يمر اليوم على الأقباط ” الجمعة العظيمة ” أو كما أطلق عليها “جمعة الآلام ،الجمعة السوداء، الجمعة الحزينة”وهو اليوم الذي صلب فيها السيد المسيح وموته ثم دفنه حسب العقيدة المسيحية وهو اليوم الذي يسبق عيد القيامة .
ذكرت الأناجيل الأربعة حادثة الصلب بالتفصيل حيث اوصى بالسيد المسيح تلميذه يهوذا الإسخريوطي مقابل مبلغا من المال ليسلمه لأعدائه بعد العشاء الأخير الذي أقامه مع تلاميذه ، وعند انشغال المسيح صحب يهوذا جنود الرومان ليلقون القبض عليه ، ويحاكمونه في محاكمه غير شرعية بزعمه أنه المسيح ، ومن ثم صلبه.
شعبية المسيح المتزايدة كانت تثير قلق أحبار اليهود الذين خلصوا إلى نتيجة مفادها وجوب موته خوفًا من ثورة سياسية ضد الحكم الروماني تفضي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي يتمتع به المجتمع اليهودي.
حمل المسيح صليباً خشبيّاً ومشي فيه من المدينة القديمة حتّى ( الجلجلثة ) ، وتمّ صلبه ، ووضع على رأسله إكليلاً من الشّوك ،وكان عندما يطلب الماء يسقوه الخمر ، وتوضع في أعلى الصليب خشبةً كتبه عليها “هذا هو ملك اليهود” .
“إلهي بين يديك أستودع روحي “كانت هذه هي العبارة الأخيرة التي قالها المسيح ثم مات ،و تحكي الأناجيل بأحداثٍ خارقة حدثث في هذا اليوم ، حيث انشقّ حجاب الهيكل ، وحدث ظلام في الأرض ، واعلان الجندي قائد المئة إيمانه بالسيّد المسيح.
تبدأ صلاة “بصخة الجمعة العظيمة” في صباح اليوم ، وتقوم الكنيسة بقراءة كل ما يتعلق بالصلب، سواء نبوات التوراة عن الصلب أو أحداث الصلب نفسها من الإنجيل، ويتسم هذا اليوم بالألحان الحزينة .
“كيراليسون ” أو “يارب ارحم” في اللغة القبطية يقولوها المسيحيون اليوم وهم يتذكرون أحداث صلب المسيح حيث يقومون بعمل 100 ميطانية” تعني انحناءه” في اتجاهات الشرق والغرب و50 مطانية اتجاه الشمال والجنوب، وترمز هذه المطانيات بأن المسيح صلب ومات عن جميع الناس في كل اتجاهات الأرض الأربعة كفارة لجميع خطايا البشرية كلها فهو مات عن الجميع كي يحيا الجميع .
ثم يحمل الكاهن والشمامسة أيقونة الصلبوت “صورة المسيح وهو مصلوب”ويوضع ستر أبيض علي المذبح فوقه صورة الدفن والصليب مع خمس فصوص مر بالإضافة إلى الحنوط والورود (إشارة للحياة) ثم يتم ثني الستر الأبيض من جهاته الأربع ثم وضع شمعدانات جهة اليمين وجهة اليسار إشارة إلى الملاكين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين، ولا تفتح إلا أثناء قداس عيد القيامة .
يحرص المسيحيون خلال الصلاة على الصوم إنقطاعيا عن الأكل والشرب من الصباح حتى غروب الشمس، ولا يفطرون إلا على أكل نباتي، كمشاركة للمسيح الذي علق على الصليب بلا أكل أو ماء .
التعليقات