بقلم:محمد حسان
كن فاسدا ترتقي ،أتجاذب أطراف الحديث مع نفسي وأتعمق فيها فأجد بها غيبوبة ظلام وسكون وصمت حزين
أنا أميل بطبعي الى الحزن ونفسي دائما للكآبة أقرب منها الى السعادة .
أسأل نفسي لو أني أغمضت عيني وجاءتني منحة من القدر بجزء صغير من السعادة هل في مقدوري الحفاظ عليها والدفاع عنها بروحي ودمي ؟ هل عندي من القوة والإصرار أن أقبض عليها بكل ما أوتيت من قوة كي أعرف للسعاة طعما وللحياة بريقاً ؟ .
هل يمكن لي ذلك في زمن ألمت بنا المشاكل من كل اتجاه فمراكب الموت تغرقنا وقطارات الحياه
تدهسنا وارتفاع الأسعار يخنقنا ، وتربية أطفالنا في هذا الغلاء البشع يلهينا ، والحروب في بلادنا العربية تقتلنا ، والدولار يؤذينا والمرتب يشكو الله فينا ، لأننا بهذا الواقع المؤلم رضينا .
تخيل أنك في بلادنا العربية كلما كنت فاسدا أكثر ومنافقا بقدر الإمكان كلما ارتقيت واعتليت الكراسي .. يحدث هذا نعم يحدث ..!! لقد شاهدت بعيني على قناة تليفزيونية مايحدث في الثانوية العامة، ومهزلة التعليم في مصر ، حيث أكد الأستاذ عبدالخالق رمزي خليل، وكان مسئولاً عن قطاع في امتحانات الثانوية العامة، أنه تعرض لمضايقات ومعاكسات كثيرة، حيث عرضوا عليه أن يفصل لجان الثانوية العامة لمدارس اللغات، ويقوم بأخذ نصيبه من التورتة والتي تتعدى ملايين الجنيهات له ولوزير التربية والتعليم ولمحافظ الدقهلية ، ولمنتفعين كثيرين معهم ، حاول إبلاغ الوزير بما يحدث حيث أنه الرئيس المباشر له لكن دون جدوى ، وعندما رفض اُستبعد من كنترول الثانوية العامة وتم تعيين آخر مكانه يقوم بتفصيل لجان على راحة الأكابر والأشاوس ( الدفيعة ) أما الفقير يذاكر ويكدح وينتج وعلى نصف درجة يروح أسيوط ويروح آخر الدنيا ، وغيره بقلوسه يعتلي المناصب ويحصل على أعلى الشهادات بدون تعب ولا مذاكرة وسهر ، وتقولي سعادة واغمض عنيه وأحافظ عليها طيب منين تيجي السعادة وسط هذا الكم من الفساد الفواح البواح ، وهذا جزء من كل، فالفساد بعينيه علينا يطل ويخرج لنا لسانه وليس هناك من يسمع أو يجيب ، وعلشان كده صدق هذا الراجل حينما قال في مصرنا ” كن فاسدا ترتقي ” .
التعليقات