كتب كريم صبري
نحن جيل المشى الى المدرسة ذهابآ وإيابآ طوال أيام السنة الدراسية تسعة أشهر جيل أمتحن بالمنهج كاملآ من الجلاد الى الجلاد لا ملازم ولا مدرس خصوصى نحن جيل لم ينكسر نفسيآ من عصا المعلم ولم يتأزم عاطفيآ من ظروف العائلة ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا ولم نبك خلف مربيات عند السفر .
نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية ولا حجم الحقائب المدرسية ولا كثرة الواجبات المنزلية نحن جيل كنا ننهزم عندما نرى المعلم من بعيد نحن جيل لم نرقص على أغانى السخف والمهرجانات ولم تكون قضوتنا أمثال محمد رمضان وغيرة نحن جيل كانت ملابسنا تشبه البعض فا الغرق بالالوان وكنا نقبل المصحف عند فتحة وغلقه نحن جيل كنا نلاحق بعضنا فى الطرقات القديمة بأمان ولم نخش مفاجأت الطريق ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم .
نحن جيل كنا ننام عند إطفاء الكهرباء فى فناء المنزل ونتحدث كثيرآ ونتسامر كثيرآ ونضحك كثيرآ وننظر الى السماء بفرح ونعد النجوم حتى نغفو لم تاخذنا الهواتف النقالة من بعض فكان حديث الكبار عن زمن ماضى بمسابة روايه تقص علينا كان رتم الحياة بسيط وكنا اكثر ترابط نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائره بفرح ونحى الشرطى بهيبة .
نحن جيل كان للوالدين هيبة وللمعلم هيبة وللعشرة هيبة وكنا نحترم سابع جار ونقتسم مع الصديق المصروف كان كل شيء بسيط كانت الفسحة الأساسية يوم الجمعة وكانت عبارة عن الخروج الى الحديقة وتناول الايس كريم كانت الاجازة السنوية تقضى مع العائلة الكبيرة والسفر الى الإسكندرية ورأس البر نحن جيل لم نكن نعرف الساحل ولا الكمبوند ولا الحفلات الصاخبة.
نحن جيل تربينا على حفلات أضواء المدينة وبرنامج حكاوى القهاوى وثلاث قنوات للتليفزيون ورغم هذا خرج من هذا الجيل عباقره ليس اشباه عبد موته وافلام تجار السلاح والمخدرات والسؤال هل ممكن عودة مثل هذا الجيل مرة أخرى؟
التعليقات
كلام جميل بس ده وضع مفرود علينا مع الاسف