كريم صبري

أظهر الجهاز المركزى للتعبئة والأحصاء في مصر، تقريرا يشير الى أن 30.5 % من الشباب الذين سبق لهم الهجرة ،سافروا بدون تأشيرة دخول، ونحو 80.9 % سافروا بدون عقد عمل، و 68.7 % سافرو دون تصريح عمل، وأن 9.5 مليون نسمة عدد المصريين المقيمين بالخارج.

أستحوذت المنطقة العربية على النسبة الأكبر، حيث يتواجد بها 65% من أجمالى المصرين المقيمين في الخارج ، بنحو 6.2 مليون مصري.

ولكن السؤال هنا ما بعد السفر ، سواء أن كان بطريقة شرعية أو غير شرعية ، هل يحقق الشباب كل ما يتمنوه، ويتوقعونه من السفر،او الهجرة؟؟ سواء من ثراء أموال ،أو مناصب!!!!

فكثير من الشباب المصرى يعيش في هذا الحلم ويتخذ من السفر وسيلة وغاية،لتحقيق تلك الأحلام وبعد ذلك يستيقظ على كابوس، فمن المسئول عن زرع تلك الأوهام في عقول الكثير من الشباب؟؟؟ و ما هي الدوافع ؟؟ هل الفقر؟ ام الجهل؟ ام كل ذلك؟ ولكن الحقيقة المرة التي أستقيظ الشباب عليها ان الحياة في الخارج غربة ،ووجع ، وآلم لا يحسة إلا كل من تغرب عن أعز الناس،ولا يدري هل سيلتقي بهم مرة أخرى أم يحقق بعض المكاسب، المادية،ويخسر معه احلى سنوات عمرة غريبا عن اهلة  في بلد ليس بلدة وربما يجد نفسه وحيدا في تعبه في معاناتة ولا يحس به سوي خالقة، ويعود في إجازاتة على وجهة ابتسامة مزيفة.

فالغربة ليست بجنة النعيم كما يتوقع الكثير من الشباب، فكفى بأحساس المواطنة ذلك ، الشعور بالذات والكيان شعور بأنك تملك وليس مجرد غريب ، ينتهى ذلك الشعور بالمواطنة،بمجرد ركوبك الطائرة، او خروجك خارج حدود بلدك .

ففي أوربا رأيت كثير من شباب العالم العربى،يعملون بمهن غسيل الصحون، أو عامل بمحطة وقود رغم حصولة على أعلى المؤهلات الجامعية ، يعملون في تلك المهن ،رغم أنهم بكل ثقة لا يمكن أن يعملون تلك المهن في بلادهم.

ولكن حلم السفر والاصطدام بصعوبة المعيشة بالخارج وعدم اتاحة فرص العمل المناسبة لمؤهلاتهم الدراسية،فرض عليهم تلك المهن،فهل هذه الاحلام ستظل تطارد الشباب بعد وجود العولمة؟؟ وانتشارها بشكل كبير؟؟ وهل حقق الشباب أحلامهم في السفر؟؟ هل بينهم وبين أنفسهم راضين عن أدائهم والمهنة التي لايجدون أنفسهم أو دراستهم فيها ؟ أم حلم الثراء والمال بغض النظر عن أحساس السعادة أو الرضا أو الحياة فقط من خلال تصريح سفر.