Site icon جريدة البيان

كريم صبرى يكتب : إعادة الشئ لأصل

كريم صبرى يكتب : إعادة الشئ لأصل

 

منذ أمد بعيد ونحن نرى باطن الأرض في ربوع مصر، وقد شقت كأنها مقدمة على عملية قيصرية ،

 

ونتسائل ماهذا ؟

تكون الإجابة أنهم يبدلون مواسير المياة تارة وإدخال خطوط صرف صحي أو تليفونات وغير ذلك من البنية التحتية، وبالطبع يدخل السرور على قلوبنا إلا أننا ما نلبس وقد علا العبوث وجوهنا،لأننا نجدهم تركوا لنا الشوارع دون ردمها وتسفيلها الأمر الذي يقابله العامة بالنكات ،ثم يتطوع البعض لجمع الأموال لردم وتصحيح ما تركه المقاولون .

 

 

ومن باب الفضول أخذت أتقصى الموضوع وأحاول معرفة السبب وراء تركهم الشوارع بهذا الشكل القبيح

 هل لقلة الأموال أم أن هناك شئ مما يسمونه نهب المال العام ؟

 

فوجدت ما هالني،حيث ان المصالح المنوط بها تقوم بفحت الشوارع مثل شركات المياة والكهرباء ومصلحة التليفونات بدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل (رجوع الشئ لأصله) ،والدفع طبعا يكون لمجالس المدن ،ولم أسمع طوال ما حييت عن محاسبة أي مسئول قام بنهب تلك الأموال .

 

أيضاً هناك شئ آخر لفت نظري وهو قيمة تحصيل رسوم النظافة ،لاسيما أن متوسط عدد عدادات الكهرباء في مصر 20مليون عداد في متوسط عشرة جنيهات شهرياً، إذا تكون قيمة المبالغ المحصلة رهيبة ،وبالتالي لو تم شراء سيارات نظافة حديثة بهذه المبالغ لمدة عام لأصبحت مصر في مكانة ثانية ،لكن أغلب هذه المبالغ تذهب سدى على شكل حوافز ومكفآت .

 

فهل يعاد النظر فيها ويعود (الشئ لأصله)؟

 

ناهيك عن السكة الحديد وما أدراك ما بها فلو ركبت القطار مسافة ما فإنك تجد قطع حديد ملقاة على جانبي القضبان دون الإستفادة منها وتركها مطمعا للصوص ،وهنا نعود للمحليات وما بها من إهمال ونهب فقد طفت على الأسطح ظاهرة بناء الأبراج فنجد شوارع ضيقة ويقام بها أبراج شاهقة ، فالبرج الواحد يعادل حي سكني بما فيه من سكان ،مما ينتج عنه إنهاك البنية التحتية ،والأغرب من ذلك أن البناء يتم على مرأى ومسمع رؤساء ومهندسي وفنيو الأحياء ،فنجد الثراء السريع ظهر على تلك الفئة .

 

والمثير للدهشة أن رئيس المدينة لا سلطان له على الأحياء وبالطبع تقوم الدولة بإعادة العمل في البنية التحتية ثم سنت سنة جديدة لمؤسسة الكهرباء والمياه فلم يعد القارئ يمر على المنازل إلا على فترات متباعدة ،الأمر الذي يجعل المستهلك يدخل في شرائح عالية ،وطبعا كل هذا من أجل زيادة حوافز من لا يشبعهم الحلال

 

فهل (يعود الشئ لأصله) ونرى القارئ شهرياً؟.

 

أما بالنسبة للفساد الذي يقضي على تاريخ مصر فهو هدم الفيلات الأثرية رغم أن القانون جرمها ،لكن إغراءات المقاولين وأصحاب رؤوس الأموال تضعف رؤساء وموظفي الأحياء،ومن الفساد ما قتل مثل إنهيار العمارات الحديثة ،وإزهاق الأرواح حتى حين تتساقط الأمطار نرى تهالك البنية التحتية في الشوارع حتى في القاهرة عاصمة البلاد ،مابالك من المحافظات الأخرى .

 

وقد نرى أن أخطر الإدارات هي الإدارة الهندسية ،فهي المنوط بها تخطيط الشوارع ومتابعة تنفيذ المشروع والمباني حتى أراضي الدولة يتم الإستيلاء عليها والبناء في وضح النهار ودخول العدادات ،وكأن الفساد يقول للمجتمع أنا الأقوى فهل آن الأوان

ل(رجوع الشئ لأصله)؟.

 

Exit mobile version