Site icon جريدة البيان

قمة نزع روح ريفييرا الشرق الأوسط . . عقل الديكتاتور الأمريكي يمرح في أوهام التهجير

تقرير إخباري / أبو المجد الجمال

في أعقاب القمة العربية الطارئة بالقاهرة التي انتصرت لغزة والقضية الفلسطينية ورفضت رفضا قاطعا مخطط التهجير وردا علي تهديدات ترامب وتحذيراته الأخيرة لقادة حماس موجها رسالة لهم في منشور عبر منصة ثروت سوشيال بأن هذا هو التحذير الأخير وعليهم مغادرة غزة فورا وأنهم هالكون ميتون وأي تأخير في إطلاق سراح الأسري وإعادة الجثامين سيترتب عليه عواقب وخيمة وسيكون هناك جحيما يدفع ثمنه لاحقا واصفا إياهم ب المرضي والمختلون لاحتفاظهم بالجثث والقرار لايزال في أيديهم حتي الآن في إشارة إلي تصعيد محتمل أو إجراءات أكثر صرامة خلال الفترة القادمة رهن مسئول في حماس عودة الأسري بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار داعيا لتجنب مزيد من التصعيد عبر الالتزام بالاتفاقيات المبرمة واعتبر تهديدات ترامب المتكررة تهدف إلي دعم نتنياهو وعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وتشديد الحصار علي سكان غزة وتعميق تفاقم معاناتهم

 

 

في وقت سابق وعلي خلفية إعلان إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية والبضائع لغزة مبرره ذلك برفض حماس مقترح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف وتيكوف الذي وافقت عليه إسرائيل لاستمرار المحادثات وكان مكتب نتنياهو أكد عدم السماح بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح جميع الأسري الإسرائيليين مهددا بتصعيد خطير وإجراءات إضافية حال استمرار رفض حماس للمقترحات المطروحة رهن القيادي بحماس محمود مرداوي استعادة الأسري الإسرائيليين بصفقة تبادل مشددا علي أن الحرب وسياسة التجويع لن تجبر الحركة علي الرضوخ في ظل أوهام نتنياهو مؤكدا علي رفض الحركة تمديد المرحلة الأولي للاتفاق دون تنفيذ جميع مراحله كما تم التوقيع عليها داعيا الوسطاء لإلزام الاحتلال بجميع بنود الاتفاق وكاشفا كواليس إبلاغ مصر الحركة رفضها مرارا للتهجير باعتباره تهديدا للأمن القومي المصري ودعما للقضية الفلسطينية

 

 

في انعكاس لتهديدات وتحذيرات ترامب الأخيرة لحماس علي الداخل الإسرائيلي حرض وزير الأمن القومي اليميني المتطرف المستقيل إيتمار بن غفير علي استغلال تحذيرات ترامب الأخيرة بفتح بوابات جهنم ضد غزة معتبرا أن الحل الوحيد للقضاء علي حماس هو تنفيذ مخطط التهجير وشن هجوم ضاري علي القطاع ورهن عودته للحكومة إما بالبدء في تنفيذ خطة ترامب للتهجير وإما بإيقاف جميع المساعدات للقطاع وإما بشن حرب كبري وغير مسبوقة علي القطاع وحرض علي قطع إمدادات الكهرباء والوقود لفترة طويلة كجزء من خطة استراتيجية للقضاء علي حماس وبالفعل نددت مصر بقطع دولة الاحتلال الكهرباء عن كامل قطاع غزة !

 

 

أما مجرم الحرب نتنياهو فقد هدد حماس بعودة القتال الشرس إذا لم تعيد جميع الأسري خلال مدة أقصاها ١٠ أيام

 

في انعكاس دولي علي نتائج القمة العربية الطارئة بالقاهرة الرافضة لمخطط التهجير أكد وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان ثلاثي مشترك نشرته الحكومة البريطانية دعمهم الكامل لوقف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح جميع الأسري الإسرائيليين وتدفق المساعدات الإنسانية لغزة لمحو أثار الوضع الكارثي وحثوا كافة الأطراف علي المشاركة بشكل بناء علي التفاوض في المراحل اللاحقة للاتفاق لضمان تنفيذه بالكامل وإنهاء الأعمال العدائية ودعوا حكومة الاحتلال للالتزام بالتزاماتها لضمان تقديم المساعدات الإنسانية لغزة بشكل آمن وسريع خاصة المعدات الطبية ومعدات المياه والصرف الصحي ومنع استخدام قاعدة الاستخدام المزدوج الإسرائيلية التي تقف عائقا أمام تلبية الاحتياجات الإنسانية بالقطاع المدمر وعدم شرطها بوقف إطلاق النار أو استخدامها كأداة ضغط سياسية وطلبوا بالسماح بإعادة سكان غزة لديارهم وإعادة إعمار غزة وتفعيل مسار حل الدولتين بما يؤدي إلي سلام شامل ودائم

 

 

إصرار الدول العربية في قمة القاهرة علي رفض مخطط التهجير يقابله إصرار أمريكي علي التهجير حيث رفضت إدارة ترامب الخطة والرؤية العربية الشاملة لمستقبل غزة التي تقودها مصر وأفرزتها نتائج القمة العربية الطارئة في القاهرة لإعادة إعمار غزة بقيمة ٥٣ مليار دولار بحلول عام ٢٠٣٠ دون تهجير سكانها وتدعو لإدارة مؤقتة للقطاع بعد تخلي حماس عن السلطة علي أن تتولي السلطة الفلسطينية زمام الأمور بعد إصلاحات داخلية وتمسكت إدارة ترامب بتهجير سكان القطاع وتحويله لمشروع استثماري أمريكي في وقت يرفض فيه الاحتلال الصهيوني الفاشي أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية بالقطاع المدمر ما يعمق الخلافات بشأن الجهة التي ستتولي إدارة القطاع حيث زعم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برايان هيوز أن المقترح العربي لا يعالج حقيقة عدم صلاحية غزة للسكن فيها حاليا مؤكدا علي تمسك ترامب بإعادة الإعمار بعيدا عن سيطرة حماس باعتباره الخيار الوحيد نحو السلام والاستقرار

 

 

كان الرئيس السيسي شدد خلال القمة العربية الطارئة بالقاهرة علي ضرورة إيجاد حل جذري يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة ورهن أي سلام حقيقي بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة لكن حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية ينسف أي حل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة حيث أكدت وزارة خارجية الاحتلال الفاشي رفضها الخطة العربية لمستقبل غزة ونتائج القمة العربية بالقاهرة وانتقدت البيان الختامي للقمة زاعمه أنه لا يعالج حقيقة الوضع الراهن في غزة ويهمل معالجة الأبعاد الأمنية والسياسية للقطاع ويعتمد علي جهات معينة معتبرة أن حماس لا يمكن لها أن تبقي علي المدي الطويل بالقطاع وأكدت أن البيان الختامي تجاهل هجوم ٧ أكتوبر الذي يشكل جزءا من معادلة الأزمة في غزة كما يعتمد البيان علي السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا ووصفهما بيان خارجية الاحتلال الفاشي ب الفاسدتين ودعت لتشجيع سكان غزة علي تبني مخطط ترامب للتهجير

 

 

علي صعيد المقاومة اعتبرت حماس عقد القمة العربية الطارئة بالقاهرة مرحلة متقدمة في الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية وأشادت بالموقف الجماعي للقادة العرب علي رفض مخطط التهجير ورحبت بالخطة المصرية لإعادة الإعمار

 

كان قادة الدول العربية دعوا خلال القمة إلي تشكيل لجنة إسناد لإدارة غزة كجزء من الدولة الفلسطينية وأكدوا علي ضرورة توفير كافة المقومات لإنجاز خطة إعادة الإعمار وأهمية تحقيق العدالة في حل القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ورحبوا بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في إطار الوحدة والمصالحة الوطنية

 

 

بينما كانت تحط أنظار العالم علي القمة العربية التي عقدت بالقاهرة وتم تأجيلها إلي ٤ مارس بدلا من ٢٧ فبراير الماضي لاتخاذ قرار حاسم لإجهاض مخطط ترامب بتهجير سكان غزة لسيناء والأردن والذي قال من خلالها مرارا وتكرارا أنه سيحول غزة إلي ريفييرا الشرق الأوسط باعتبارها مشروعات عقارية !

 

 

رغم حالة اللغط والجدل المثير بشأن غموض لقاء ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض بواشنطن في ظل الصورة التي بدا عليها الملك عبد الله الثاني مهزوزا مرتبكا تسيطر عليه رعشة العينين وضغط الشفتين وفرك اليدين ورغم ما تم تأكيده وفق وسائل إعلام أمريكية وأردنية بأن ترامب أحرج الملك عبد الله حيث فوجئ بدخول الصحفيين للغرفة المغلقة وهو ما لم يكن متفق عليه إلا أن حنكة الملك عبد الله السياسية جعلته يفلت من الورطة السياسية التي أعدها له ترامب في محاولة لتوريطه في خطة التهجير لكن أكد له أن مستعد لاستقبال ألفين طفل فلسطيني للعلاج دون أن يدخل في صدام مع ترامب ثم بعدها تم تسريب الجزء المقطوع من سياق حديث الملك عبد الله ليؤكد علي أنه لا للتهجير ونعم للإغاثة وإعادة إعمار غزة وهو ما سيشارك فيه الأردن ويبدو من هنا أن رد الملك عبد الله كان كلمة السر بعد الطوفان المصري في إخماد فتنة ترامب بالتهجير

 

 

كانت حماس ردت علي خطة تاجر العقارات ترامب بتهجير سكان غزة لمصر والأردن بأن غزة ليست للبيع ولا هجرة إلا للقدس وسط انفجار بركان غضب شعبي عربي ودولي من خطة ترامب وتصريحاته المستفزة والمثيرة للجدل للإلهاء عما يحدث داخل أمريكا بحسب – خبراء – لأنه يعلم جيدا رفض مصر والأردن شعبا وقادة وأرضا لخطة التهجير باعتبار الأمن القومي المصري خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي

 

 

كانت الرئاسة الفلسطينية ردت علي مخطط راعي البقر ترامب للتهجير بأن غزة ليست للبيع

 

 

غزة بعد الهدنة والصفقة أمميا كشف المقرر الأممي للحق في السكن في مداخلة متلفزة أن شاحنات المساعدات تصل لكن الكميات غير كافية وهناك نقص في المساكن المؤقتة والنازحون العائدون إلي الشمال يحتاجون أساسيات الإغاثة لا سيما خيم الإيواء ويجب علي الدول الراعية للاتفاق ضمان وصول ٦ آلاف منزل مؤقت حسب المتفق عليه ومليونا شخص في غزة واجهوا النزوح ومعظمهم بلا منازل للعودة إليها

 

 

بقي أن تعرف أن إسرائيل لم تستفيد من أخطائها في حربها علي غزة وفشلها الذريع في تحقيق أهداف الحرب بالقضاء علي حماس وتدمير قدراتها العسكرية وبنيتها السلطوية رغم خسائرها الفادحة في الجنود والضباط والعتاد العسكري بل راحت تكرر نفس السيناريو في الضفة الغربية للسيطرة عليها وابتلاعها وضمها لمنع إقامة أي دولة فلسطينية ونسيت أنها كما هزمت في غزة بعد ١٥ شهرا من حرب الإبادة الجماعية والحصار والتجويع والتطهير العرقي والتهجير القسري والتوسيع الاستيطاني المتواصل بحق أهالي غزة الصامدون ستهزم أيضا في الضفة لأنها في قلب معركة طوفان الأقصي والصبر والصمود ولن يتحقق أبدا مخطط ترامب الذي أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو في واشنطن بضم أجزاء من الضفة لإسرائيل الأمر الذي يتطلب موقف عربي شامل وموحد لمواجهة مخطط ترامب للتهجير في غزة والضفة كما يتطلب تفعيل المصالحة الوطنية بين كافة الفصائل الفلسطينية وإن كانت حرب القرن علي غزة قد أعادت القضية الفلسطينية للصدارة من جديد وهذا هو المكسب الذي خرجت به من حرب غزة رغم أن إسرائيل لم تستفيد شيئا من قتل أكثر من ٥٠ ألف فلسطيني وإصابة أكثر من ١١٢ ألف آخرين إلا أنها خسرت آلاف الجنود والضباط والمفقودين ناهيك عن الأسري الذين قتلهم نتنياهو عمدا في غاراته المسعورة علي القطاع ليتخلص من ورقة الضغط الوحيدة عليه لدي حماس كما فشل فشلا ذريعا في تبنيه تفعيل رؤية واستراتيجية الضغط العسكري علي حماس لإجبارها علي التنازل علي طاولة المفاوضات فكلما ازاد الضغط عليها كلما زاد تمسكها بشروطها في وقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وعودة النازحين وإعادة الإعمار وتدفق المساعدات الإنسانية لتنتصر غزة والمقاومة وتهزم إسرائيل رغم أنف الدعم العسكري الأمريكي الثابت والألماني والبريطاني والفرنسي والأوروبي لأنهم نسوا أو تناسوا أن المقاومة فكرة لا تموت باغتيال قادتها فكل أطفال غزة ونسائها كرجالها كلهم هنية والسنوار والضيف والعاروري لن ينسوا ثأر آلاف الشهداء ولن تذهب دمائهم الزكية سدي كما خسرت إسرائيل ملف التطبيع مع بعض الدول العربية كالعادة التي ردت علي مقترح نتنياهو بإمكانية إقامة دولة فلسطينية علي أراضيها برهن التطبيع بإقامة الدولة الفلسطينية ومهدده بنسف التطبيع المقام بالفعل مع دول أخري للأبد في وقت ينتفض فيه العالم ضد مخطط ترامب ونتنياهو لتهجير أهالي غزة والضفة !.

Exit mobile version