«قمة العشرين» ترحّل قضاياها الخلافية إلى «جي 20» بالسعودية
عبدالعزيز محسن
جذبت السعودية، أمس السبت، اهتمام قادة العالم وأجهزة الإعلام؛ حيث أكدت العمل مع قادة مجموعة العشرين؛ لحل الأزمات في العالم، وخلق بيئة ملائمة؛ لازدهار العالم، ودعت إلى تبني الفرص العصرية، التي يوفرها التقدم التقني؛ لتحقيق المزيد من التقدم لمصلحة الجميع في العالم، ووافق القادة الذين اختتموا، أمس، في أوساكا غربي اليابان، على عقد القمة المقبلة للمجموعة في عام 2020 في السعودية؛ تقديراً لمكانتها العالمية، وثقلها الدولي اقتصادياً وسياسياً.
و شدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي ترأس وفد بلاده إلى القمة، في كلمته، أمس السبت، خلال الجلسة الختامية لقمة العشرين في اليابان، على عزم المملكة على مواصلة العمل؛ للتقدم في مجموعة العشرين.
كما أعلن عن ترحيبه باستضافة قادة مجموعة العشرين العام المقبل في السعودية.
وأشار إلى أن هذا الزمن هو زمن الآفاق الجديدة، والتقدم التقني؛ ما يستوجب العمل على مواكبة هذا التطور، وخلق بيئة يزدهر بها العالم.
وأضاف: «علينا في مجموعة العشرين مسؤولية؛ لخلق بيئة يزدهر فيها العالم»، مؤكداً: «سنعمل مع قادة مجموعة العشرين؛ لإيجاد توافق لحل الأزمات في العالم».
كما تطرق إلى مسألة التقدم التكنولوجي، وضرورة مواكبته بكافة الطرق، إضافة إلى مسألة المخاطر السيبرانية، وملف الشباب والمرأة. وقال في هذا السياق: «تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان؛ لتحقيق النمو في العالم».
وكان الأمير محمد بن سلمان التقى في وقت سابق أمس السبت، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اليوم الثاني والأخير من قمة العشرين؛ حيث بحثا السلوك العدائي الإيراني المتصاعد.
وقال ترامب: «شرف لي أن ألتقي ولي العهد السعودي»، مضيفاً: «الأمير محمد بن سلمان صديق وقد فعل الكثير لبلاده».
وشدد ترامب خلال لقائه، السبت، مع ولي العهد السعودي، على أهمية دور المملكة في مكافحة الإرهاب.
وقال ترامب لولي العهد في مستهل لقاء جمعهما على الإفطار على هامش القمة المنعقدة بمدينة أوساكا في اليابان: «العالم كله ممتن لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «لقد بذلتم جهداً هائلاً في هذا المجال».
وتابع: «كل الأموال التي كانت تذهب لمجموعات لا نحبها توقفت.وأنا أقدر ذلك كثيراً.العالم كله يقدر حقاً ما فعلته السعودية في مجال مكافحة الإرهاب ومموليه».
وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، أن ترامب ومحمد بن سلمان، التزما بالمحافظة على استقرار النفط مع استمرار سلوك إيران العدائي.
وناقش ترامب مع ولي العهد السعودي دور المملكة في ضمان استقرار الشرق الأوسط.
في حين أكد الأمير محمد بن سلمان، أن «الرحلة طويلة، وأن الشعب السعودي بذل الكثير في السنوات القليلة الماضية»، قائلاً: «قمنا بإنجازات كثيرة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري. هذا سيساهم في المزيد من النمو، وإتاحة العديد من الوظائف، وأتطلع لعمل المزيد معاً لبلدينا».
ومنذ سنوات طويلة، عمدت السعودية إلى مكافحة الإرهاب، وملاحقة مموليه. وفي مايو 2017، أعلنت القمة الإسلامية التي عقدت في الرياض عن بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة؛ لمواجهة التطرف والإرهاب، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً. كما أطلق الملك سلمان بن عبد العزيز في 18 مايو/ 2017، مركزاً دولياً؛ لمكافحة الإرهاب في ختام قمة الرياض الخليجية العربية الإسلامية الأمريكية.
وقال وزير الخارجية السعودي في حينه، عادل الجبير: «نحن (في إشارة إلى السعودية) الجيش الثاني بعد جيش الولايات المتحدة في التحالف الدولي؛ لمكافحة الإرهاب.
سعينا وراء الإرهابيين ومن يمولوهم ومن ينفذون العمليات، ونفذنا عمليات ضدهم».
من جهة أخرى، وصف ولي العهد السعودي، العلاقات السعودية الروسية بأنها «شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، يفوق المعتاد في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والثقافية».
وقال الأمير محمد بن سلمان لدى اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية، إن الفرص أمام المملكة وروسيا «أكبر بكثير من الفرص التي مضت، وكلما ننجز أمراً نجد فرصاً أكثر، وهذا ما نحرص عليه». وأكد ولي العهد السعودي أن «الشراكة السعودية الروسية موثوقة وقديمة جداً، وتزداد ثقة وعمقاً بشكل أكبر، واليوم سنعمل على كثير من الملفات؛ لإنجازها لمصلحة البلدين والشعبين».
وأكد بوتين، خلال لقائه ولي العهد السعودي، أمس السبت، أنه سيزور السعودية في الخريف المقبل.
وذكرت قناة «روسيا اليوم»، أن الرئيس الروسي أعرب أثناء لقائه الأمير محمد بن سلمان، عن شكره للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، على دعوته لزيارة السعودية.
وقال بوتين: «في الخريف، مثلما اتفقنا آمل أن تتم هذه الزيارة».
وأعرب عن دعمه للسعودية في رئاسة مجموعة العشرين العام المقبل، التي ستحتضنها الرياض.
كما التقى ولي العهد السعودي، مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو. وجرى خلال اللقاء بحث آفاق تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات الاستثمارية.
يذكر أن الوفد السعودي ضم الأمير عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير.
التعليقات