عبدالعزيز محسن
تعهّد قادة مجموعة العشرين الأحد في ختام قمة افتراضية نظمتها السعودية، بذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى الجميع بطريقة عادلة و”بتكلفة ميسورة”، وتلبية “الاحتياجات التمويلية المتبقية” بشأن هذه اللقاحات.
وقالت المجموعة التي تضم أقوى اقتصادات العالم في بيان ختامي تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه “لقد حشدنا الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة في مجال الصحة العالمية لدعم الأبحاث والتطوير والتصنيع والتوزيع لأدوات التشخيص والعلاجات واللقاحات الآمنة والفاعلة لفيروس كورونا المستجد”.
وأضافت “لن ندّخر جهداً لضمان وصولها العادل للجميع بتكلفة ميسورة”، مشدّدة على التزامها “تلبية الاحتياجات التمويلية العالمية المتبقية”.
ونظّمت السعودية أعمال القمة عبر الفيديو بسبب الفيروس. والتقى المسؤولون بينما تتكثّف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة في الفترة الأخيرة.
ورغم لغة البيان الختامي التوافقية، لم تذكر المجموعة مبلغ 28 مليار دولار الذي تطالب به المنظمات الدولية لمواجهة وباء تسبّب حتى الآن بوفاة أكثر من 1,3 مليون شخص في نحو عام، بما في ذلك مبلغ 4,5 مليارات دولار تتطلّبه هذه الجهود بشكل عاجل.
وبينما تخطط الدول الأكثر ثراء لبرامج التطعيم الخاصة بها، مع توقّعات أن تطلقها الولايات المتحدة في بداية كانون الأول/ديسمبر، يحذر الخبراء من أن الدول النامية تواجه مصاعب وعقبات قد تحرم عدداً هائلاً من السكان من أول وسيلة حماية مؤكّدة ضد الفيروس.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة ختامية “نجحنا في تقديم رسالة تبعث بالاطمئنان والأمل لمواطنينا وجميع الشعوب حول العالم من خلال بيان القادة الختامي لهذه القمة”.
لكن البيان لم يحدد كيفية عمل هذه الدول على ضمان وصول اللقاح للجميع، كما لم يحدد آلية لسد العجز التمويلي في جهود مكافحة الفيروس.
تصريحات لافتة وعفوية
ومن وعود بشأن التوزيع العادل للقاح لفيروس كورونا المستجد ومسألة تفضيل الرئيس الأميركي ممارسة لعبة الغولف، إلى سؤال مُحرج لمسؤول سعودي، شهدت أعمال القمة تصريحات لافتة وعفوية.
في الآتي بعض هذه التصريحات التي جاءت خلال اجتماعات القمة السبت والأحد وعلى هامش أعمالها التي نُظّمت لأول مرة عن طريق الاتصال المرئي بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد:
والتقى المسؤولون في قمتهم بينما تتكثّف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة في الفترة الأخيرة.
في البيان الختامي، قال القادة “لن نتراجع عن بذل كل جهد ممكن لضمان الوصول العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاجات بتكلفة معقولة”، متعهدين بحشد الموارد “لتلبية احتياجات التمويل الفورية”.
ويقول المنظمون إن دول مجموعة العشرين ضخّت 11 تريليون دولار “لحماية” الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة كورونا المستجد.
في إطلالة مقتضبة قبل توجّهه لممارسة لعبة الجولف السبت، عدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إنجازاته” في التعامل مع الوباء الذي أصاب أكثر من 12 مليون أميركي.
كما تعهّد بالعمل مع قادة العالم لفترة طويلة، في إشارة جديدة إلى رفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه جو بايدن.
وقال “كان لي شرف العمل معكم وأتطلع إلى العمل معكم في المستقبل ولفترة طويلة”.
وبعدما تناقلت وسائل الإعلام خبر خروجه من اجتماع القمة للعب الغولف، كتب على تويتر الأحد “لقد وصلت للتو إلى اجتماع مجموعة العشرين الافتراضي. كنت هنا أمس أيضاً، لكن بعض وسائل الإعلام فشلت في نقل الخبر بدقة، كعادتها. خطابي متاح (قالوا إنني لم ألق خطاباً)”.
وفي وقت لاحق، ظهر في تسجيل مصور وهو يهاجم اتفاق باريس للمناخ معتبراً أنّه “لم يكن مصمّما لإنقاذ البيئة، بل لقتل الاقتصاد الأميركي”.
مستثمرون أم صحفيون؟
قبيل انطلاق الاجتماعات الافتراضية لأغنى دول العالم، نظمت مجموعة من النشطاء “قمّة مضادة” من أجل محاولة إلقاء الضوء على سجلّ حقوق الإنسان في المملكة، وأعاد آخرون التذكير بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
وسأل صحافي وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في جلسة حوارية على هامش أعمال القمة السبت عمّا يمكن أن تقوم به المملكة للتعامل مع الانتقادات بشأن الحقوق وجذب المستثمرين، فطلب منه مدير الجلسة توجيه السؤال للفريق الإعلامي للقمّة.
لكن الوزير السعودي أصر على الإجابة وقال “المستثمرون ليسوا صحافيين، فالمستثمرون يبحثون عن دول يمكنهم وضع ثقتهم فيها وفي حكومة فعالة تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة”.
العالم يراقب
مع انطلاق الحدث العالمي، ظهرت بعض اللقطات الطريفة والعفوية على الشاشة التي جمعت صور المسؤولين يتوسطهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وظهر العاهل السعودي فجأة وقال له شخص إلى جانبه أن “العالم بأسره يراقب” قبيل إلقاء كلمته. وقُطع البثّ بعد لحظات معدودة ثم عاد مع بدء إلقاء الملك السعودي كلمته التي افتتح بها أعمال القمة.