الإثنين الموافق 16 - ديسمبر - 2024م

قلم مشاغب: صناعة البطل الأوليمبى فى يد الجهلاء

قلم مشاغب: صناعة البطل الأوليمبى فى يد الجهلاء

جمال مهدى

 

 

لماذا تعانى الرياضة المصرية من ندرة انتصاراتها على المستوى الدولى والعالمى ولماذا لا يكون عندنا بطل أوليمبى حقيقى يرفع راية البلد عاليا بالمحافل المختلفة، ومن المسئول عن هذا العجز الفكرى قبل أن يكون هناك فقر فنى؟

 

 

الاجابة على هذا التساؤل المركب، أجابت عليه ندوة صناعة البطل الأوليمبى، بمؤتمر الشباب بشرم الشيخ مؤخرا، تلك الندوة شملت العديد من الجهلاء الذين لا يدركون الواقع المرير والحقيقى الذى تعيشه الرياضة المصرية منذ زمن بعيد وحتى اليوم، ولم تتطرق الى  العوامل الرئيسية التى يمكن الاستناد اليها لصناعة أبطالا أوليمبيين، يحصلون على ميداليات متنوعة منها ذهبية، أسوة بدول أخرى أقل من مصر من كل الوجوه، ولكنها تفوقت علينا بفضل التخطيط السليم ووضع استراتيجية الانتصارات.

 

 

ندوة صناعة البطل الأوليمبى بشرم الشيخ ضمت مجموعة ممن لا يملكون الخبرة، وانما أشخاص ظهروا على الشاشة من أجل المنظرة فقط، وخرجت الرياضة المصرية من هذا المولد بلا حمص، ولا طالت مصر بلح الشام ولا عنب اليمن كما يقولون، والغريب أن “خالد عبدالعزيز” وزير الشباب والرياضة كان الراعى الرسمى لتلك الندوة وورشة العمل التى اعتمدت على الجهلة، وأصحاب الأمية العقم الفكرى.

 

 

لم يتطرق جهلة وزير الشباب والرياضة الى، ظاهرة تحول الدول المتفوقة وحتى الصغيرة منها لمركز الصدارة بخريطة الرياضية العالمية، فهناك دول تشارم بالأوليمبياد  بلاعبين بعينهم بغية التواجد على القمة، كأمريكا  والصين مثلا، ودولة أخرى وضعت فى اعتبارها المشاركة الايجابية بما تناسب قدرات لاعبيها من الناحية النفسية والفسيولوجية، وبأقل الامكانات المادية، ولذلك  قبعت مصر فى المركز 75 على العالم بعد أوليمبياد البرازيل الأخيرة فلم تحصل على ميدالية واحدة ذهبية، وانما كان الانجاز العبقرى الذى يتغنى به مسئولى الرياضة الجهلاء، هو احراز ثلاث ميداليات برونزية، بواسطة “سارة سمير” ومحمد ايهاب” فى رفع الأثقال و”هداية ملاك” فى التايكوندو، كالذى ذهب الى الجزيرة بهدايا قيمة لأهلها ورجع خالى الوفاض الا من سلطانية حديدية ليس لها معنى.

 

 

كان من المفترض، أن توضع حلول لهذا العوار الرياضى فى كل شئ، ومن القاعة الى القمة، أى على مستوى التخطيط ووضع استراتيجية جيدة للمستقبل، واختيار اللعبات الأنسب للمشاركة بالدورات الأوليمبية المقبلة، ليحوز  لاعبو مصر على الذهب وبعد وافر من الميداليات، وهو الجانب المحورى فى قضية فقد البطولات الدولية والعالمية، وكيفية التغلب على فقر الانتصارات، علينا أن نلتفت لشئ هام جدا، ألا وهو ضرورة الصرف على عدد قليل من لاعبى اللعبات الفردية، وغض الطرف عن اللعبات الجماعية، وهذا ما حذته دولا كثيرة ونجحت،  وأخص بالذكر اللعبات التى تتميز بها مصر، رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والجودو والتايكوندو والسلاح، وقد حصلت مصر تاريخيا بها على مراكز متقدمة، ووصلت عدد الميداليات المصرية الى 29 ميدالية متنوعة، فى حين أن دولة مغمورة قد تستحوز على هذا العدد فى دورة أوليمبية واحدة.

 

 

جماعة السير للخلف دور، شعار يتمسك به جهلاء البيت العالى، أو وزارة الشباب والرياضة، فهى تحرص على الاناق ببذخ على 130 لاعبا متوسط المشاركة بالأوليمبياد، فى الوقت لايملكون أدوات المنافسة سوى أنهم ذهبوا فى فسحة ومن أجل التمثيل المشرف، لذا يجب اتخاذ قرار تصنيف الرياضات المؤهلة لتحقيق الانجازات بدلا من رياضات لا تغنى ولا تسمن من جوع.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78528871
تصميم وتطوير