الأحد الموافق 05 - يناير - 2025م

قلم مشاغب: العبى يا مصر.. !!

قلم مشاغب: العبى يا مصر.. !!

جمال مهدى

ماذا فعلنا فى مصر بعد تفوقنا فى الرياضات التى حققت الانجاز الأبرز دوليا بدورة أثينا 2004،  توقعنا أن نشاهد المصارعة والملاكمة والتايكوندو فى كل مكان،  وأن تملأ هذه الرياضات مساحات كبيرة فى البث التليفزيون، وأن تنتشر ملاعبها فى كل ربوع المحروسة ولكن هذا لم يحدث، لأننا فى مصر.

لم نشاهد الطفل المصرى الصغير الملاكمة والمصارعة والتايكوندو، لكى ينجذب نحوها ويمارسها على حساب كرة القدم التى يراها ليل نهار، ولم نشاهد استراتيجية للكشف عن المواهب فى هذه اللعبات، أو زيادة قاعدة ممارستها فظل الأمر كما هو، عينات عشوائية من اللاعبين ننتظر أن نشاهد منها بعض الطفرات من وقت لآخر، دون أن تظهر استراتيجية واضحة للاتحادات للبحث عن مواهب أو خطة طويلة المدى لافراز الأبطال وغيرها من القضايا الشائكة، ونقول فى كل حدث رياضى نتنافس فيه، العبى يامصر.

 

 

لم يستثمر المسئولون عن الرياضة فى مصر بغية تفوق بعض الرياضيين على المستوى العالمى فى بعض اللعبات، وعلى رأسها اللعبات النزالية مثل الملاكمة والتايكوندو والجودو والمصارعة والسلاح،  بجانب اللعبات التى تعتمد على القوة العضلية، مثل رفع الأثقال وبخاصة حين حققت المصارعة والملاكمة والتايكوندو بشكل خاص 5 ميداليات بدورة أثينا  وفى اللعبات الثلاث وهم: ذهبية “كرم جابر” فى المصارعة وفضية “محمد على” فى الملاكمة وبرونزيات “أحمد “اسماعيل” و”محمد الباز” فى الملاكمة و”تامر صلاح” فى التايكوندو.

 

 

وحتى نعلم معنى الاستثمار فى الرياضة، نذكر أمثلة بسيطة عن كيفية استثمار بعض الدول فى رياضات تتخصص فيها بحكم مناسبة هذه اللعبات للطبيعة الوراثية والبدنية، ففى الصين مثلا هناك تفوق فطرى للجنس الآسيوى الأصفر الذى يقطن منطقة جنوب شرق آسيا بشكل خاص، فى اللعبات التى تعتمد على سرعة رد الفعل والدقة، ومن بينها تنس الطاولة وفيها تحتكر الصين الفوز بكل ميدالياتها على المستوى الدولى بفرق الرجال والسيدات، وكذا  وزوجى الرجال والسيدات وفردى الرجال والسيدات والزوجى المختلط، وعندما فازت الصين بالميداليات الذهبية السبع لتنس الطاولة فى عدد كبير من بطولات العالم فى السبعينيات والثمانينيات، وعلى وجه التحديد عندما حصدتها عام 1981 كانت هناك سياسة عامة للرياضة فى الدولة بالاهتمام بتنس الطاولة، وكان فكر الصينيين أن يجعلوا الطفل الصغير يرى تنس الطاولة فى كل مكان حوله، فى الميادين والأندية والمدارس، وغيرها فينجذب للعبة منذ نعومة أظافره، كما وضع المسئولون عن الرياضة فى الصين مناضد تنس الطاولة حتى فى الجزر الوسطى للشوارع الكبرى وعلى الأرصفة، وبات  الطفل الصينى يشاهد الشباب يلعبون تنس الطاولة أثناء سيره بالشوارع فتعلق بها  وازداد ولعه بها فيها.

 

 

الحقيقة أن هذا الفكر أصبح من الأمور المهمة لجذب الأطفال لأى لعبة لأنهم لا يشاهدون فى مصر سوى كرة القدم، من خلال  التليفزيون وفى الشوارع وعلى المقاهى وفى كل مكان، ولا يشاهدون فى المقابل أى لعبة أخرى وبالتالى يكبرون على الثقافة الكروية، وليس فى أذهانهم سوى  هذه الساحرة المستديرة.

 

 

المثال الثانى لكوبا فى الملاكمة،  حين قفز ملاكموها الى القمة ليحصدوا نصف ذهب الأولمبياد على الأقل فى العديد من الدورات الأولمبية وبطولات العالم، وفعل الكوبيون ما فعله الصينيون فى تنس الطاولة، فأقاموا حلبات الملاكمة فى كل مكان ولم يكن هناك حاجة لحلبات باهظة الثمن، إذ كان كافيا اقامة حلبات عبارة عن كتلة خرسانية وحولها أحبال عادية ليشاهد الطفل رياضة الملاكمة.

 

 

وثالث الأمثلة ما يحدث فى كينيا حيث يختار مدرسو التربية البدنية العدائين من خلال طلبة المدارس الذين يحضرون الى مدارسهم يوميا عدوا من منازلهم التى تبتعد بأكثر من 10 و20 كيلومترا، فالمدرس يتابع هؤلاء التلاميذ فى سن الثمانى أو العشر سنوات وهم يركضون فى شوارع المدن والقرى نحو مدارسهم ليختاروا، منهم فرقا تلعب للمدارس ومنها للمنتخبات ومن بين هؤلاء من أصبحوا لاحقا أبطالا للعالم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78967734
تصميم وتطوير