Site icon جريدة البيان

قصة قصيرة ..أنف وخمسة أصابع

بقلم/ فرحات جنيدى

وقفت خلف الباب تنظر إليه فى خجل وسط ضحكات إخوتها الصغار . شعرت أنه فارس أحلامها الذى بحثت عنه كثيرًا بين خيوط دخان الشتاء ونسمات ليالى الصيف. تعلو ضحكات إخوتها فتداعب وجهها حمرة الخجل . تتقابل عيناها بعينيه فيدق قلبها وتعلو وتنخفض أنفاسها . إنه أنيق ورشيق ولا يكبرها إلا بعامين وإن دبت قدماه فى طريق وقف له الكل فى إجلال واحترام . رآها فابتسم فأغلقت الباب برفق واغمضت عينيها وتطايرت أمامه على العشب الأخضر فأمسك بها فرقصت بين ذراعيه . أفاقت على صوت أمها فحملت عنها أكواب الشاى . نكّست رأسها ومضت نحوه والخجل يقيد قدميها , اقتربت منه فرفعت عينيها واختلست نظرة إليه فرأته غير منتبه لقدومها يداعب أنفه بأصابعه. شعرت بضيق فاختل توازنها وكادت أن تقع فانتبه لها ونهض مبتسمًا مرحبًا بها , جلست فى حياء شديد وعيناها فى الأرض ورائحة عطره تداعبها وحلاوة صوته تطرب أذنها فترفع عينيها وتختلس النظر تارة إليه وتارة إلى والدها فتجده مرحبًا بعروضه وكرمه بينما هو ثابتًا فى جلسته , قليلا فى كلامه , تتبادل أصابع يده مداعبة أنفه . توترت ثم ارتعشت وأسرعت بيدها نحو كوب الشاى وشربت ما فيه بسرعة. تلعثم أبوها فى الكلام ونظر إليها بغضب فرفعت إصبعها نحو أنفها ووضعت كوب الشاى مقلوبًا ومضت .

Exit mobile version