Site icon جريدة البيان

قرئنا ((لا تسأل الناس بل إسأل الظروف )) ونضجنا اليوم و فهمنا ماقرأناه بالماضي

قرئنا ((لا تسأل الناس بل إسأل الظروف )) ونضجنا اليوم و فهمنا ماقرأناه بالماضي

كتب : محمد هاني

قرأت مقالا لريم مختار في مجلة الجامعة و أنا في العام الأول موضوعا عنوانه《لا تسأل الناس بل إسأل الظروف》.

كان محور الموضوع أن الانسان السيء سببه الظروف المجتمعية المحيطة به هى من جعلته سيئا والجيد ظروفه جعلته جيدا ، وبما انني كنت في احسن حال وأشعر بمن حولي كثيرا، كتبت هذا الموضوع ب حساسية عالية مدافعة عن الناس وظروف معيشتهم مبررة للجميع أخطاءهم، الى أن نضجت أخيرا، وأدركت كيف تسير الحياة ، وتعلمت جدا من نفسي ومن غيري، والحمدلله أنني محظوظة بكثرة المعلمين من حولي ، تعلمت أن الإنسان هو من يصنع حياته ، فمن كلمات وحكم ” أمي ” تعلمت منها كيف يفصل الإنسان بين المواقف، وخاصة عندما كانت تغضب منا كثيرا وفجأة يأتي أحد الضيوف لزيارتها فتبدأ بالضحك وكأن شيئا لم يكن ، كنت أسألها معترضة كيف لك أن تضحكي في وجوه الناس وأنتي غاضبةً منا طول اليوم ، قالت بكرة الأيام تأتى عليكم وتعلمون كيف افعل بهذا الشكل .

ونضجنا وفهمت كيف ولماذا .

وتعلمت أن الإنسان يستطيع أن يعيش بأحسن الأخلاق إن هو أراد ذلك .

فعندما تسألها كيف حالك تقول لك ممتازة دائما مهما كان يومها ،،تعلمت أن أتحلي بالصبر في الشدائد و أن أتملك غيظي في المُحن وتعلمت أن الطموح لا سقف لها و إن الإرادة شي من صنع الإنسان ، وشعرت بإبتسامة ” امُي ” التي لا تفارقها ، رغم الأزمات ، وهى سمة الشامخين دوما و الأخلاق الرفيعة لا دخل للظروف بها ، هي قررت أن تكون لطيفة وقوية وصاحبة كلمة طيبة حتى في أصعب وأحلك الظروف.

بينما غيرها وفي أحسن ظروفه تراه عابس الوجه سيّء الخلق لأنه يريد ذلك من مواقف كثيره وأشخاص كثيره ، وتعلمت أن الحلول موجودة دائما ، المخرج موجود دائما ، تعلمت أن الإنسان هو الحل ، أن إيمان الإنسان ب الله عز وجل أولا ه الحل الأمثل والأفضل ، ونفسه ثانيا، ويجتهد ويعمل بكفاح وحب وايمان ، سيخرج بنفسه من أصعب ظرف الى حياة يملأها النور اذا هو أراد ذلك .

كبرت وأختبرت بنفسي وعرفت أن الإنسان هو الظرف الحاسم ، أن الإنسان هو المعطل الوحيد لنفسه ، وهو المحرك الوحيد لنفسه أيضا .

فكم من عائلة تشاركو بنفس المصير وأخرج من هذه العائلات شخصيات مختلفة ، هناك من يتفوق ، وهناك من يفشل ، وهناك من يقتل ، وهناك من يصبح مصلحا اجتماعيآ .

كل منهم حدد مصيره لأنه هو أراد ذلك ، حياة الإنسان عبارة عن جزءان مهمان : الجزء الاول هو عقله وكيف يفكر به ، والجزء الثاني قلبه وما يشعر به، وأفكاره ومشاعره ، إما أن تقوده الى الراحة أو الهلاك ، ومن عدل الله على عباده أن هذا العقل نستطيع أن نغير في أفكاره ، ومبادئه ، ورؤيته للأمور ، فما كان يحزنني قبل سنة لا اثر له الآن .

القوة ليست دائما فيما نقول ونفعل احيانا تكون فيما نصمت عنه فيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله ، وأدركت أن القوة في دعمك الإيجابي لنفسك و أن تتفائل كالأوراق الخضراء لا تسقط مهما هبت العواصف فتفائلوا بالخير تجدوه.

تعودت في رحلتي أن لا أسال الناس بل دوما كنت اتحدي الظروف واسال الله واخيرا تعلمت ان أترك ورائي خير اثر ابذل معروفا ادخل سرورا وأمحو هما اساعد الآخرين وأمضي بقلب متسامح يحب الله ويحب الناس .

Exit mobile version