الجمعة الموافق 10 - يناير - 2025م

فى سجن صغير حاصره العالم ظلمًا يدعى “غزة”.. «المشهراوي» تكتب روايات «الحب» و«الأمل» فى زمن «الحرب»

فى سجن صغير حاصره العالم ظلمًا يدعى “غزة”.. «المشهراوي» تكتب روايات «الحب» و«الأمل» فى زمن «الحرب»

في غزة .. الهوية والزيف والحياة .. قدر وألم

الأدب تحول إلى تجارةٍ رخيصة بسبب غياب النقد عن الساحة الأدبية.

تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وانحدارها للهاوية انعكس ذلك سلبًا على جمهور الكتاب والقراء والمثقفين في غزة

حوار : أمير احمد عبدالله

في أزقة شوارع غزة بفلسطين، وسط نيران السماء ورصاص الأرض، يوجد هناك من يشكو حاله ويعيش خياله بعنان سطور الأوراق .. تلك الثنائية المتناقضة
التي ترغب في التحدي والعيش على قيد الحياة بين الأصدقاء والأقرباء حتى وإن كانت عصيِّتين على الاجتماع معًا.

 

في أزقة شوارع غزة بفلسطين، ولدت الكاتبة الصغيرة بسمة المشهراوي التي أطلفت رصاص من نوع آخر ولكن على الأوراق في أوقات الغارات، ورغم ما عاشته من أقدار وما خلَّفته مأساة الحرب من دمار وقتل، فإن المشهراوي لا يزال لديها حب الوطن يعيش بداخلها، وعلى قيد الحياة كملجأ مُحصّن تهرع إليه في ظلام السماء، المشهراوي استطاعت أن تعبر بإحساسها أهوال الحرب وبشاعتها وظلت تبث الأمل عبر كتاباتها لتقود عملية بث الحياة فى قلوب أبناء فلسطين… إلى نص الحوار ..

 

 

من هي بسمة المشهراوي وكيف كانت بدايتها ومتى بدأت الكتابة؟

 

فتاة بسيطة تحاول أن تترك أثر، تنتمي إلى السماء، شعارها الإنسانية أولًا ثم يأتي بعدها كل شيء، بدايتي كانت حين شعرتُ بالحاجة للبوح لأحدهم فلم أجد سوى الورقة والقلم خير رفيق، بدأتُ الكتابة حين كنت في السادسة عشر من عمري، ولأن الكتابة برأيي عالم وحياة أكثر من كونها موهبة، فأنا أحيا بها، وما زلتُ حتى اللحظة أكتب.

من الذي يشجعك على خوض الكتابة الروائية والقصصية؟

 

تشجيعي الذاتي لنفسي كان هو الدافع الأول والأكبر لخوضي تجربة الكتابة الروائية والقصصية، حيثُ أمتلكُ خيالًا خصبًا، وأفكارًا مختلفة، والعديد من المبادئ والقيم والقضايا التي حاولتُ إيصالها للناس عبر كتابتي.

 

 

كيف ساهمت فترات التكوين في إبراز شخصية الراوي والحكاء لديك؟

 

ساهمت بشكل كبير للغاية، حيث كان هناك تطور كبير في اللغة والأسلوب والسرد القصصي بين كل عملٍ والآخر، فالقارئ لعملي الأول سيندهش أنني ذاتها التي كتبت العمل الخامس.

 

 

لكِ رصيد من القصائد الشعرية وكذلك قصص مختلفة… فضلاً عن غزارة إنتاجك .. ما السر؟

 

هو الشغفُ ليس إلا، والإلهام كذلك له دور كبير، حيث كلما جال خاطري وفكري ولامسَ قلبي أمرٌ ما وجدتني أكتب.

هل لديك طقوس في الكتابة وطريقة خاصة؟

 

لا ليس لديَّ أي طقوس، أنا أكتبُ بتلقائيةٍ بحتة، ولا أخصص وقتًا ولا طريقة معينة.

كيف يتم التوفيق بين الحياة الأسرية والتأليف؟
الأمر ليس بذلك التعقيد، حيث لا تعارض بين أن تكون المرأة مُثقفة مفكرة، وطباخة ماهرة، وأنيقة مرتبة، وبين أن تكون زوجةً ودودًا، ومعشوقةً تليقُ بالحب، وبين أن تكون مربية أجيال.

من الشاعر المفضل لديك والأديب المفضل؟

 

أحب الشاعرة نازك الملائكة وأغرم بشعر محمود درويش وبدر شاكر السياب، أما الأديب المفضل فالرافعي بلا شك.

 

 

هل تناولتي قضية ومعاناة المرأة العربية بالمجتمع الفلسطيني؟

نعم.

هل ترين أن المرأة حصلت على حقوقها بالمجتمع الفلسطيني؟ وهل الشاعرات والأديبات حصلن على نفس الاهتمام كما حصل الرجل فى السابق؟

 

المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا العربية كافة، لم تحصل على كامل حقوقها مقارنةً بحصول الرجل على كامل حقوقه، رغم إنصاف الإسلام للمرأة، وحث الرسول مرارًا وتكرارًا عليها، إلا أن العكس يحدث بشكل كبير، أما بشأن حصول الشاعرات على نفس الاهتمام، فليس نفسه بالتمام، لكن أغلب الأديبات معززات في وطننا رغم ما يتعرضن له البعض من انتهاك وتكميم الأفواه، وإسكات الأقلام الثائرة في وجه الباطل، وذلك بواسطة الاحتلال، وغيره.

 

 

هل هناك تقصير فى اهتمام العرب بالأدب بشكل عام أم هناك حاجة إلى اهتمام أكبر ؟

 

هناك تقصير واضح، لم يحظَ الأدب في عصرنا الحالي بوافر الاهتمام كما كان يحظى به في سالف العصر والزمان، أصبح الأدب اليوم تجارةً رخيصة أكثر من كونه فن وتراث وهوية وشعور وشغف.

 

 

هل انشغالك بالسفر والترحال نابع من انشغالك بفكرة الزمن فى خمر أيلول؟

 

لا أبدًا، شغفي للرحيل نابع من القهر الذي نعيشه منذ سنين في سجن صغير حاصره العالم ظلمًا يدعى “غزة”.

كثيراً ما يتمتع الكاتب بحياة مريحة كي يتمكن من الإبداع ولكن فى غزة يبقى الوطن غريباً نوعاً ما .. برأيك في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة كيف يولد الإبداع لديك؟

 

يولد الإبداع من رحم المعاناة كما يقولون، لذا نحن في غزو نفرغ أوجاعنا، نصرخ بحقوقنا، نبكي قهرنا للورق.

 

 

كيف تناولتي قضية التجريب في الأدب؟ وهل هناك استكانة لديكِ لنموذج مسبق أو قوالب جاهزة بشكل عام؟

 

دائمًا ما آتي بفكرة جديدة مبتكرة، حتى الأحداث تكون مشوقة غير مبتذلة، حيث أركز في كتابتي للأدب على قضايا مهمشة يتحاشى الناس في الحديث عنها، فأسردها في قالب قصصي جذاب، مما يثير شهوة القراءة في نفوس القراء والمثقفين، وليس لدي استكانة ولا قوالب جاهزة، أنا مغرمة بكل ما هو مختلف، ولم يخوض فيه العامة من قبل.

 

 

برأيك هل خدمت شبكات التواصل الاجتماعي الشعراء والكتاب وهل ساعدت على إزالة الحدود بين المثقفين؟
نعم كان لشبكات التواصل الاجتماعي دور كبير في مساعدة الشعراء والكتاب، فتحت لهم أفقًا واسعًا من المعرفة والاطلاع، وسهولة التواصل مع كتاب العالم جميعًا، كذلك سهلت وصول كتاباتهم إلى أماكن واسعة وأشخاص كثر، أيضًا لربما ساعدت بشكلٍ ما في إزالة بعض الحدود.

 

 

علاقة المثقف بالسلطة كانت وما زالت شائكة في فلسطين، بل وفي الدول العربية أيضاً .. كيف تفسّرين النهضة الثقافيّة المستمرة في فلسطين، رغم القهر السياسي؟

 

نعم كما تفضلت العلاقة شائكة للغاية، لربما يعود سبب النهضة الثقافية في فلسطين من ناحية الأدب والكتابة كون أغلب كتابات الشباب الفلسطيني عن الاحتلال الصهيوني وما آلت إليه بلادنا من خرابٍ ونكبات وويلات.

 

 

هل واجهت المشهراوي في الساحة الثقافية والأدبية معوقات؟

 

نعم واجهتُ كثيرًا، وذلك بسبب الحصار المفروض على غزة مما عرقل حركة السفر وحرية التنقل بسهولة، فكان من الصعب أن نشارك بأعمالنا في معارض عالمية.

 

 

ما رأيك بالسرقات الفكرية وهل تعرضت أنت للسرقات الفكرية؟

 

محايدة، فمن الممكن أن تكون صاحب فكرةٍ ما لكن لا يمكنك إيصالها لجمهور القراء بسهولة، ومن الممكن أيضًا أن تكون صاحب فكرة ابتكارية جديدة، فيقلدك فيها العامة، ونعم تعرضت لسرقات فكرية، وكانت أشبه بكتابتي وصياغتي للفكرة، وهذا أمرٌ مزعجٌ للغاية.

 

 

هل أنت راضية عن دور النشر فى غزة وأين تكمن أزمة المؤسسات الثقافية هناك في ظل حصار الكيان الصهيونى للقطاع؟

 

لستُ راضية بحدٍ كبير، تكمن الأزمة في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وانحدارها للهاوية، مما انعكس ذلك سلبًا على جمهور الكتاب والقراء والمثقفين في غزة.

 

 

هناك حالة من الزخم الروائي تشهدها الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة بالمنطقة العربية … برأيك هل يواكبها حركة نقد موازية؟

 

لا، لو كان هناك حركة نقد موازية لما شهدنا هذا الانتشار الهائل من الروايات في الآونة الأخيرة، وأيضًا كون الأدب تحول إلى تجارةٍ رخيصة فذلك يعني غياب النقد بشكل كبير عن الساحة الأدبية.

 

 

ما السر في التركيز على الجوانب العاطفية في رواياتك الثلاث؟

 

كون العاطفة جزأ لا يتجزأ من حياة الإنسان، وهي تعبر عن مكنونات ما بدواخلنا، فكان لها الدور الأكبر من التركيز.

 

 

هل بإمكانك الدخول فى عالم الكتابات ذات الطابع المرعب والألغاز؟

 

نعم وقد دخلت هذا المجال في روايتي “سم لذيذ”.

أيهما أفضل لك باب النشر الإلكتروني أم النشر التقليدي؟
الإلكتروني، حيث يسهل انتشاره، ويصل إلى أكبر عدد من القراء.

كيف تصفين في كلمة واحدة عن فلسطين – الكيان الصهيوني – الحب – الفراق وخيبة الأمل ؟

فلسطين/ الهوية
الكيان الصهيوني/ الزيف
الحب/ الحياة
الفراق/ قدر
خيبة الأمل/ ألم

وأخيراً .. ما هي أحدث أخبارك ومخططاتك الجديده؟

أخطط في نهاية العام لنشر روايتي الجديدة بعنوان “كروموسوم ال 21 / متلازمة البراءة”.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79074289
تصميم وتطوير