حسام الشريف

في مثل هذا اليوم من عام 1982 رحل أحد عمالقة الكوميديا الذين أثروا التاريخ الفني بالعديد من الأعمال المميزة التى تنوعت ما بين السينما والمسرح،صاحب أجمل وأشهر الإيفيهات الكوميدية،صاحب البسمة وصانع البهحة، تميز بحضوره وبروحه الكوميدية وبخفة ظل فريدة من نوعها تؤهله لأداء مختلف الأدوار الكوميدية،إستطاع بخفة ظله وتلقائيته وأدائه المميز أن يكسب محبة الجمهور وإعجابه،وعلي الرغم من ذلك لم يحصل على الشهرة التى يستحقها،إنه الفنان الكوميدى الراحل إبراهيم سعفان،الذي يوافق اليوم ذكري رحيله.

ونستعرض في السطور التالية،معلومات عن الفنان الراحل الكوميديان إبراهيم سعفان.

ولد إبراهيم سعفان،في درب سعفان بالحي القبلي مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية في 13 سبتمبر عام 1924 حصل على درجة البكالوريا،والتحق بكلية الشريعة جامعة الأزهر،بناء على رغبة والده وتخرج منها عام 1957،وبعدها تقدم للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1951،ثم حصل على وظيفة مدرس لغة عربية في وزارة المعارف.

وقبل أن يعمل بالفن كان إبراهيم سعفان،شيخا معمما كوالده الذي منعه من الخوض في مجال الفن الذي كان يهواه ويتمنى العمل به،وبعد وفاة والده التحق بفرقة نجيب الريحاني المسرحية،وظل عضوا بالفرقة حتى وفاته.

كان يعتبر المسرح هو بيته الأول،ويعتبر أن العمل بالمسرح هو أساس النجاح لأي فنان،عمل ضمن الفرقة المسرحية التى اسسها عبد الرحمن الخميسي،والمخرج الإذاعي أنور عبد العزيز،والمخرج التليفزيوني فائق الدمرداش،وجلال الشرقاوي،وكانت نقطة التحول في حياته وخاصة بعد انضمام الممثلة الشابة سعاد حسني إلى المسرح وعدم قدرتها على قراءة دورها،فهي لا تجيد القراءة والكتابة،وفكر الخميسي إسناد تعليمها إلى زميلها في الفرقة إبراهيم سعفان معلم اللغة العربية،وبالفعل ساعدها سعفان،على التعلم فى 6 أشهر.

قدم إبراهيم سعفان،عددا كبيرا من الأعمال المسرحية أهمها” الدبور،أولاد علي بمبة،سنة مع الشغل اللذيذ،عريس في إجازة، وقدم للتليفزيون عددا من المسلسلات مثل اللقاء الأخير، والحل اسمه نظيرة،والمصيدة،ووجهان للحب،وأعقل زوجين فى العالم،عاشق الربابة،مليون فى العسل،الهاربان ” وللإذاعة مثل عددا من المسلسلات منها” مدرسة المشاغبين وشلة الانس، ومذكرات زوج،ودنيا بنت دنيا الليل “وفي السينما شارك فى عددا كبيرا من الأفلام بدءا أول أدواره فى” حسن ونعيمة عام 59،وتميز بأدواره فى عدد كبير من الأفلام نذكر منها المشاغب عام 65،و30 يوم فى السجن عام 66، وأخطر رجل فى العالم عام 67،وعفريت مراتى،وجزيرة العشاق عام 68،أونكل زيزو حبيبى مع محمد صبحى وكذلك دوره فى ميرامار مع شادية،ويوسف شعبان،ودوره فى مذكرات الآنسة منال،كما شارك فى فيلم تجيبها كدة تجيلها كده هى كده عام 82″وهو آخر أعماله السينمائية.

اشتهر بأداء شخصية المحامي،وصنفه بعض النقاد أنه من أفضل 10 ممثلين جسدوا هذه الشخصية،ولقبه البعض بالمحامى الفصيح وكان يعتبر مسلسل عاشق الربابة،أهم عمل في مشواره.ومن أقرب أصدقائه المقربين من الوسط الفني سيد زيان، وفريد شوقي،ومظهر أبو النجا،وضياء الميرغني.

وأصعب المواقف التي مرت في حياته،وفاة 4 من أبنائه في عام واحد، إذ توفي 3 أولاد وفتاة بسبب إصابتهم بالجفاف،ولكن الله كان رحيما بإبراهيم فعوضه ورزقه بخمسة أبناء بعد رحيل أشقائهم الأربعة،رزقه بابنة أولا اسماها رضا، ثم رزق بعد ذلك بأربعة ذكور.

ليرحل إبراهيم سعفان،في 4 سبتمبر 1982 عن عمر ناهر 58 عاما،أثناء تصويره أحد المشاهد بستوديوهات مدينة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة،تاركا العديد من الأعمال الكوميدية التى أثارت البهجه فى قلوب عشاق السينما المصرية.