حسام الشريف
أحد أقطاب الغناء الشعبى رفع من مستوى الأغنية الشعبية كلاماً ولحناً وأداء،تميز بموسيقاه المتجددة،ابتكر أساليب جديدة في الغناء،تفرد بأسلوب خاص في استخدام صوته وتحكمه فيه وفي التعبير الذي يعتمد على تفخيم بعض الكلمات والحروف ووضوح النطق وفي استخدامه للزخارف والتجليات الصوتية،امتلك صوتاً متماسكاً قوياً،محكم السبك، واضح النبرة،واسع المساحة،سليم المقامات،مع بحة رجولية محببة،وأسلوب أداء خاص ينضح حلاوة وشغفاً وعفوية،تغنى بالعديد من الكلمات المحفورة في الوجدان،والأغانى المرتبطة بمناسبات في حياتنا،أنه هو المطرب القدير محمد عبد المطلب،صاحب الرحلة الفنية الصعبة،الثرية بالعديد من الأعمال الرائعة،الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
ومن خلال هذا التقرير نرصد لكم في السطور التالية أهم المحطات الفنية والشخصية في حياة المطرب القدير محمد عبدالمطلب.
ولد محمد عبدالمطلب عبدالعزيز الأحمر 13 أغسطس عام 1910 في مدينة شبراخيت بمحافظة البحيرة،لأسرة محافظة،فوالده عمل مؤذنا ألحقه بكتاب القرية لحفظ القرآن في سن صغير،وبعدها أدرك امتلاكه صوتا جميلا وموهبة مميزة في الغناء.
تتلمذ عبد المطلب،على يد الملحن الكبير داود حسني،وعلمه أصول الغناء الشرقي والمقامات،ووضع له الكثير من الألحان التي سجلت على أسطوانات،وألحقه بتخته المذهبجية.
بدأ عبد المطلب،مشواره الفنى كمذهـبجى فى الكورس بفرقة محمد عبد الوهاب،الذى اشترك فى بعض أسطواناته،ثم عمل بصالة بديعة مصابنى وكازينو الراقصة فتحية محمود بالإسكندرية،وحقق شهرة بالمواويل حيث بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية،كما شارك بالتمثيل فى عدد من الأفلام السينمائية،والبداية كانت عام 1942 في فيلم علي بابا والأربعين حرامي،ثم مشاركته في بطولة مسرحية،يا حبيبتي يا مصر،تبعها فيلم تاكسي حنطور 1945الذى غنى به أربع أغنيات، وبنت الأكابر 1953،ثم بنت الحتة 1964،ثم كون شركة إنتاج مع زوجته نرجس شوقى،وأنتج 3 أفلام هم: الصيت ولا الغنى،و5 من الحبايب،والمتهم.
بعد فشل فيلم “الصيت ولا الغنى” والخسارة الماليه الكبيرة التى لحقت به قرر الاعتزال،وهو القرار الذي تراجع عنه تحت تأثير من الملحن محمود الشريف،وهو الملحن الذي ارتبط به اسم عبد المطلب،في كثير من الأغاني وأصبحا ثنائي لا يفترق،حتى في الزواج تزوجا من شقيقتين.
بلغ رصيد عبد المطلب،ما يزيد عن 1000 أغنية بداية من “بتسألني بحبك ليه” ووصولا إلى “اسأل علي مرة”، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964،ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
ونجح عبد المطلب،خلال مسيرته الفنية التي امتدت عقودا عدة في تأسيس مدرسة غنائية تحمل بصمته وطريقه أدائه، وعلى قواعدها نشأ جيل من المطربين الكبار مثل شفيق جلال،ومحمد رشدي،ومحمد العزبي.
تزوج عبد المطلب 3 مرات،الأولى من عائشة عز الدين عام 1938 بعدما تعرف عليها في بيروت،وأنجب منها نور،وبهاء، ثم انفصل عنها وتزوج من المطربة نرجس شوقي،التي أسس معها شركة إنتاج فني،لكن هذه الزيجة لم تدم طويلا وانفصلا بعد 4 سنوات فقط،ليتزوج من كريمة عبدالعزيز 1954 وأنجب منها انتصار،وسامية.
وبعد وفاة ابنته انتصار،قبل موعد زفافها بأسبوع،مرض عبد المطلب،وتدهورت صحته،وتغير شكله وهيئته ولم يستطع قلبه التحمل فتوقف بعد شهور من وفاة ابنته،ورحل عن الحياة 21 أغسطس عام 1980 بعد رحلة فنية كبيرة من العطاء والحب والغناء.
التعليقات
رحمه الله رحمة واسعة