الأربعاء الموافق 16 - أبريل - 2025م

فى الذكرى السادسة لثورة يناير .. ماذا تحقق من أهدافها ؟!!

فى الذكرى السادسة لثورة يناير .. ماذا تحقق من أهدافها ؟!!

فى الذكرى السادسة لثورة يناير .. ماذا تحقق من أهدافها ؟!!

(( العيش & الحرية & العدالة الاجتماعية & الكرامة الانسانية )) الأحلام التى تحوَّلت لكوابيس

الأوضاع الحالية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وفنيًا خير دليل على فشل ثورة يناير

“نهرو أبو الخير” : الأحزاب المصرية لم تتكاتف وسعت للتنافس والتنافر والانشقاق ولذلك لم تنجح الثورة

>> فكرة التعويم فى حد ذاتها ممتازة لكن التوقيت والكيفية التى تم بها كانت غير صحيحة

>> قانون الاستثمار الجديد طارد للاستثمار وسيغلق 220 مصنعًا ويهدر 8 مليار جنيه سنويًا

>> مصر بها 80 ألف تمساح يتناول الواحد 200 كيلو سمك يوميًا .. فلا نستفيد من جلودها ولا من الثروة السمكية

 

تقرير / إبراهيم فايد

 

ستة أعوام بالتمام والكمال مرت على ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 ، ستة أعوام مرت على أكبر انتفاضة شبابية شهدها العصر الحديث ، ستة أعوام مرت على أعظم وأنبل وأقدس وأرقى وأسمى وأصفى وأنقى وأتقى معانى الشهادة والتضحية والفداء من أجل الوطن .

مئات الشهداء تركوا خلفهم مئات الأرامل وآلاف الأيتام وعشرات الآلاف من الموتورين ومئات الآلاف من الغضبى والحزنى ممن فقدوا ذويهم ، ناهيك عن آلاف مؤلَّفة من المصابين فى مختلف ربوع مصر ، بل إن اصاباتهم تلك حلت كالصواعق على قلوب عشرات الملايين من المصريين فى الداخل ؛ لمُصاب ذويهم ، كما لاقت استهجان واستنكار مصريى الخارج ؛ الذين تألموا أشد الألم لمصاب بنى جلدتهم ، وكان الجميع قد سارع لتقديم يد العون ، متعهدين بالصمود واستكمال مسيرتهم الكفاحية التى بالفعل نالت تضحيات عظيمة للغاية بغية النهوض بمصرنا الحبيبة وتحقيق عدة أهداف كان أبرزها كما فى الهتافات الشهيرة بالإضافة للمطالبة بعزل “مبارك” >> (( عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية )) ، ورغم مرور سنوات عديدة على تلك الأحداث وتوارد أكثر من نظام على حكم مصر إلا أن من يتابع الوضع الحالى لمصر يراه متذبذبًا وجِلًا لا يسير على وتيرة واحدة ، وكل المجالات تقريبا تنحدر من فشل إلى أفشل -سياسيا واقتصاديا وأمنيا وفنيا وثقافيا وعلميا واجتماعيا و …. إلخ – ففى المجمل العام نجد المشهد المصرى متقلب غير مستقر لا سيما مع حلول الذكرى السنوية للثورة من كل عام ، وكم الدعوات التى تنتشر وتُمَنِّى النفس بتكرار الكَرَّة ذاتها ، وهذا دليل قوى على عدم تحقق أهداف الثورة العظيمة التى أجمع عليها القاصى قبل الدان ، والتى كانت قد حَوَت بين طيَّاتها عشرات الملايين من مختلف الطبقات والأقاليم والأديان والأعمار والأحزاب والجماعات والانتماءات ، اجتمعوا كلهم على حب الوطن وتفرقوا عليه .

وتفصيلًا لما أجملناه حول تذبذب الجو العام لمصر على كافة الأصعدة ، فإننا على سبيل المثال إذا ما تحدثنا عن – الوضع الاقتصادى لمصر فإننا لا نملك تقييمه !! حيث تتعرض الحالة الاقتصادية لتغييرات هائلة ما بين عشيَّة وضحاها ، فلا تكاد تمدح وتشدو رفع الرواتب والمعاشات وتوفير آلاف فرص العمل إلا ويقابل ذلك انخفاض لقيمة الجنيه بعد تعويمه وغلاء الأسعار وارتفاع منسوب الدين العام وتأثر البورصة بشكل سلبى .

– واجتماعيا .. نجد أن الثورة لطالما نادت بمعايير ثابتة وقِيَم قويمة لكن ما آلت إليه مصر من سوء الأخلاق وتدنى الآداب العامة للمواطنين وتشتت الأسر وضعف ترابطها وما إلى ذلك من سلبيات اجتماعية يثبت كم الخلل الذى تعيشه مصر بعيدا عن أهداف الثورة .

– أما على الجانب الأمنى وما أدراكم ما الجانب الأمنى ، فإنه هو الآخر كما يقدم يوميا من تضحيات وانجازات فى مكافحة الارهاب والجريمة ، إلا أنه يعانى كثير من نقاط الخلل والزعزعة تتمثل فى تكرار حوادث الاغتيالات والتفجيرات واستهداف الأكمنة الثابتة وخطف الجنود وغير ذلك مما تشهده الساحة الأمنية فى مصر حاليا .

وهنا تطرح العديد من التساؤلات حول المنظومة الأمنية التى تدار بها البلاد وهل هى كفيلة فعلا بتحقيق الأمن والسلامة لمصر والمصريين أم لا ؟

كذلك كثر الحديث حول دور الشرطة ومدى قدرتها على التأمين الداخلى لمصر وردع أعمال التخريب والعنف دون مساعدة من القوات المسلحة .

وتستمر نظرة المواطن كعادته لوزارة الداخلية حيث تجد نقمًا كبيرًا من المواطنين حول تجاوز رجال الشرطة فى حق المواطنين وانتهاجهم لسياسات العنف والقمع واهتمامهم بالبطش السياسى على حساب أعمال الجريمة والبلطجة والسلاح والمخدرات .. كل هذا أصبح محل جدل كبير لدى الشارع المصرى علاوة على النقاش الدائم للوضع فى سيناء وكذلك الوضع الأمنى الليبى ، وكم الأخطار التى تحدق بمصر من ناحية الغرب ومدى جاهزية قوات حرس الحدود لردع أى إرهاب قد يتطفل علينا من الشقيقة المجروحة ( ليبيا ) .

– أخيرا على المستوى الفنى والثقافى فإننا نجد حال الثقافة المصرية تسير من سئ إلى أسوأ .. فلا مجال للإبداع ولا لحرية التعبير ولا مجال لعقد جلسات حوارية ومناظرات تناقش مختلف الأطروحات لا سيما النقدية منها ، على سبيل المثال سوءات النظام وفشل الحكومة ، حتى الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية فغالبا ما تجد عشرات الانتقادات إما لسوء المحتوى أو لعدم ملائمته لثقافة المجتمع أو لاستخدام شخصيات خبيثة يكرهها الشعب فى تقديم بعض المشاهد .

نهرو أبو الخير

نهرو أبو الخير

وفى هذا الصدد وحول تقييم ما آلت إليه الأوضاع فى مصر حاليا ، وإلى أى درجة تحققت أهداف ثورة يناير ، والعقبات الداخلية والخارجية التى تقف فى وجه مصر وتعوقها عن تحقيق نهضة شاملة .. يتحدث أ. “نهرو أبو الخير” الكاتب والباحث والمحاضر والمحلل السياسى والاقتصادى ، ومدير مركز الفارابى للإعلام ودراسات المستقبل فيقول :

بدايةً نؤكد على أن 25 يناير ثورة من أعظم الثورات التى حدثت فى مصر على مر العصور رغم محاولات البعض تشويه تلك الثورة واعتبارها انقلاب أو تخريب ، وأرى ان أفضل ما أتت به ثورة يناير على الاطلاق هو نظام الانتخابات الذى انتهجته مصر وأصبح بإمكان الشعب كل أربعة سنوات أن يختار حاكمه بانتخابات حرة نزيهة وإن كنت أرى ذلك أضعف الايمان .

أما السبب الأساسى فى عدم تحقق أهداف الثورة التى لطالما نادينا بها (( عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية )) فإننى أرجئه لعدم التوافق والتفاهم والتنسيق بين مختلف الفئات والأحزاب والحركات التى قادت الثورة ، وظهر هذا الخلاف جليًا منذ اللحظات الأولى لنجاح الثورة حيث لم يتم الاتفاق على أشخاص يمثلونهم ووجدنا عشرات الأحزاب انتشرت واختير لكل منها ممثلا حتى أننا فى أول انتخابات رئاسية كان هناك 13 مرشحًا ، ومعظمهم متفقون على نهج وسياسات واحدة ومع ذلك لم يتعاونوا ويتفقوا فيما بينهم على اختيار من يمثلهم ووضعوا الشعب فى مأزق ، وحتى الآن لا تجد كيان واحد متماسك خرج من رحم الثورة ويمكن اعتباره ممثلا لها بالفعل .

وإذا تحدثنا عن المعوقات والعقوبات التى تمنع مصر من تحقيق أهداف الثورة ، فإنها غالبًا عقبات سياسية واقتصادية ، الاقتصادية تتمثل فى حالة الركود والتدهور الرهيب وهو من أكثر عوامل عدم القدرة على تحقيق أهداف الثورة من العيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ؛ حيث أن الدول التى تعانى اقتصاديًا غالبا ما تكون غير مستقرة ، وعلى العكس نجد الدول التى لديها فائض اقتصادى مناسب قد حققت استقرارًا سياسيًا وتستطيع السير فى الطريق الصحيح .

ومن أبرز العوامل التى أدَّت لتدهور الاقتصاد المصرى هو تعويم الجنيه ، والتعويم فى حد ذاته فكرة جيدة ونهج فنى سليم جدا لتحقيق نمو اقتصادى ، ولكن لم يتم اتخاذ هذا النهج فى الوقت المناسب ، فعلى سبيل المثال اذا تحدثنا عن أسعار العملات امام الدولار فلنتحدث عن الهند والتى يتجاوز سعر الدولار مقابل عملتها الـ 68 روبية ولكنها تستطيع تعويض ذلك بالتصدير الكثيف ، إذا فكرة تعويم الجنيه أو انخفاض سعره أمام الدولار ليس المشكلة ولكن المشكلة تتمثل فى تدهور العملية الاستثمارية والتجارية ومدى قدرتنا على التصدير فى ظل توقف وغلق مئات المصانع ، والتى ستزداد حدة توقفها وانهيار الصناعة المصرية إذا ما تم تمرير وتطبيق قانون الاستثمار الجديد والذى هو بالفعل قانون طارد للاستثمار وليس جاذبًا له ، حيث أنه يسعى لإغلاق المناطق الحرة وسيترتب عليه اغلاق أكثر من 220 مصنعًا وإهدار ما يقرب من 8 مليار جنيه سنويًا ، ومن التصرفات الغريبة لمسئولى الاستثمار أننا رفضنا توفير قطعة أرض لإحدى الشركات الألمانية كانت تنوى إنتاج كميات هائلة من الكهرباء من الطاقة الشمسية بالصحراء الغربية .

ويمكننا التغلب على الأزمة الاقتصادية من خلال اعادة تشغيل المصانع والحفاظ على الموارد المهدرة ، ومن تلك الموارد المهدرة أننا نملك عند مخارج السد العالى ما يقرب من 80 ألف تمساح يتغذى الواحد منها على أكثر من 200 كيلو من الأسماك يوميًا كان يمكن استخدام تلك الأسماك -من خلال انشاء مزارع سمكية-  فى تحقيق ثروة سمكية رهيبة بدلًا من الوضع الحالى للنيل الذى لم يعد ينتج أة كميات تذكر من الأسماك ، فيمكننا اصطياد تلك التماسيح وبيع جلودها التى تصل لحوالى 3 آلف دولار والحفاظ على الثروة السمكية .

أما العقبات السياسية التى وقفت فى طريق تحقيق ثورة يناير فالحكومة والنعارضة مسئولتان عنا آلت له الحال فى مصر .

وأختتم حديثى بتمنى الخير لمصر وان شاء الله لن تسقط أبدًا ووضعنا الحالى لم يصل بعد لنغمة الخوف من نفس مصير العراق وسوريا فنحن الحمدلله دولة مستقرة وقوية ” .

هكذا هو حال مصر دوما مبتلاة .. ولا تكاد تخرج من محنة إلا لتلتقى أختها ، لتظل غارقة فى وحل الفشل والفساد والاستهتار بطموح الملايين والاصرار والترصد للتفريط فى مطالبهم المشروعة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية .. فأين الـ ((العيش)) فى دولة ارتفع فيها سعر المواد الغذائية إلى أكثر من الضعف فى خلال شهر واحد ومنع استيراد عشرات السلع باعتبارها استفزازية وليست من أولويات الحياة ؟

وأين الـ (( حرية )) فى دولة اعتقلت مواطنيها لمجرد هتافات أطلقوها تطالب بالحفاظ على أرض الوطن وعدم التفريط فيها ؟؟

وأين الـ (( العدالة الاجتماعية )) فى دولة يتقاضى فيها الفقير ألف جنيه يزيدون قليلا أو ينقصون كثيرا فى حين أن هناك من يتقاضون مليون جنيه شهريا ؟ لم لم  يتم تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور على كافة فئات المجتمع إلى يومنا هذا ؟!!

وأخيرا أين الـ (( كرامة الإنسانية )) فى موطن يهرب ابناءه من شبح الفقر ودوامة البؤس واليأس فيبتلعهم البحر فى جوفه المظلم ثم نتحدث عنهم كفئات ضالة أخطئت حين سعت للبحث عن قوت يومها وأطفالها !!

 

“ليس لها من دون الله كاشفة” .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81079574
تصميم وتطوير