Site icon جريدة البيان

فقيد رئيس الجمهورية

 

 بقلم : أحمد عزيز

 

 

السيد رئيس الجمهورية ..

 

 

تحية طيبة وبعد ،،

 

 

في البداية أرجو أن تتقبل خالص تعازينا القلبية في وفاة نجلكم الكريم ذو التسع سنوات “يوسف” !!

أعلم أن قلب سيادتك وحرمكم المصون ينفطر ألما عليه، كيف لا وانتم بأيديكم قد أوصلتموه إلى المدرسة في الصباح الباكر وهو يحدثكم عن أحلامه الكبيرة ليكون سفيرا أو طبيبا أو مهندسا ، بعد أن استيقظ مبكرا في يومه الدراسي الثاني بمدرسة المطرية وبدأ في تحضير متعلقاته المدرسية ” حقيبته وقلمه ومسطرته”  .

 

أحاول أن أتخيل بدلا منكم نظرتكم الحانية وأنتم تودعونه من على باب المدرسة وتسترقون النظر له وهو في طابور الصباح يردد تحية العلم ..  ( تحيا جمهورية مصر العربية ).

 

وبمجرد أن عادت أمه للمنزل وذهبت سيادتك للقصر الرئاسي ، وصلكم الخبر المشئوم .. ” يوسف  سقط عليه زجاج النافذة بفصله بمدرسة المطرية ليحدث في رقبته ( جرح قطعي بالعنق أحدث تهتك بالأوعية الدموية للعنق والرئة اليمنى والقلب وصاحبه ذلك نزيف دموي ) .. ومستشفى القاهرة التخصصي ترفض دخوله لغرفة العمليات قبل تسديد مبلغ زهيد .. فقط 10 آلاف جنيه .

 

لم تكن سيادتكم وقتها تعلم أن الأخصائي الطبي بالمدرسة ومعلمة الفصل ظلا ساعتين قبل الاتصال بكما والإسعاف أن يداريا على موقف المدرسة باعتبار جرح يوسف بسيط .. “والولد هو اللي بيستهبل فيها وعامل نفسه ميت “.

لم تكن سيادتكم تعلم أن طبيب الاستقبال بمستشفى المطرية شخص الحالة خطأ ، قبل تحويلها لمستشفى الزيتون والتي بدورها رفضت استقباله لعدم تجهيزها لمثل هذه الحالات.. كل هذا ويوسف ينزف.

 

كل ما تعرفه سيادتكم أن يوسف توقف قلبه الصغير عن النبض بعد دقائق من دخوله غرفة العمليات بمستشفى القاهرة التخصصي بعد أن فقد كل دماءه انتظارا لمبلغ الـ 10 آلاف جنيه .

 

سيدي الرئيس .. اعتذر عن إقحامك في الأمر .. فيوسف ليس ابنك .. فهذا كان مجرد افتراض .. لكن لو أنه ابنك – معاذ الله – ماذا كنت ستفعل .. وماذا كنت ستشعر ؟

 

هل كنت ستعرف إجابات هذه الأسئلة أم تظل مجهولة كما هي الآن ..

سيدي الرئيس .. هل كنت ستسأل وزير تعليمك عن سبب لوح الزجاج المكسور بالفصل ؟

سيدي الرئيس .. هل كنت لتعاقب وزير صحتك على ما فعلته مستشفى تابع للوزارة برفض دخول الطفل قبل الدفع .. حتى مات ؟

سيدي الرئيس .. هل كنت ستقبل أن تستلم جثة ابنك من مشرحة زينهم قطعتين لأن طبيب التشريح لم يجد وقتا للملمتها .. بعد التشريح لمعرفة سبب الوفاة المعروف أصلا ؟

سيدي الرئيس ..  كيف كنت لترد على اتصالات وائل الإبراشي ومنى الشاذلي وريهام سعيد وغيرهم الذين يصرون على تذكيرك بالأمر وحرقته كل دقيقة للمتاجرة إعلاميا بابنك ؟ .. متاجرة بدم طاهر .. متاجرة بحلم طفل.. متاجرة بحلم أسرة.. متاجرة بحلم جيل؟

 

سيدي الرئيس .. هل كنت لتقبل مبلغ المائة ألف جنيه التي أمر بها رئيس الوزراء عوضا عن ابنك ؟

 

سيدي الرئيس .. أين يوسف ؟.. من قتله؟.. من المسئول ؟ .. من المتسبب؟ ..

 

هل لديك إجابة .. أم تنتظر مقتل يوسف آخر ؟

Exit mobile version