بقلم د. محمد الجريتلي
في ظل سلسلة من الحوادث المؤلمة التي شهدتها ملاعب كرة القدم بسبب نقص الإمكانيات وتراجع الخدمات الطبية الطارئة، تنسجم الوقائع المأساوية مع حادثة وقعت داخل سيرك طنطا ، حيث بزغ وجه الإهمال في التعامل مع المخاطر.
في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير عن سقوط عدد من الضحايا في ملاعب كرة القدم نتيجة ضعف البنية التحتية ونقص سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية المتخصصة، ما أثر بشكل مباشر على حياة الأبرياء. وعلى نفس المنوال، شهد سيرك طنطا حادثة مروعة عقب غياب الإجراءات الأمنية الفعالة؛ إذ لم يكن هناك متخصص مجهز للتعامل مع الحيوانات المفترسة عند خروجها عن السيطرة.
تداول مقاطع فيديو لحظة هجوم نمر على مساعد مدرب الوحوش داخل السيرك، مما أثار جدلاً واسعاً حول غياب التدابير الوقائية التي تكفل سلامة العاملين. وقد كشف أحد المطلعين في مجال تدريب الحيوانات المفترسة عن مفاجأة غير متوقعة، حيث يُقدّر سعر النمر بما يزيد عن عشرة ملايين جنيه، ما يشير إلى أن إدارة السيرك كانت مستعدة للتضحية بوسائل الحماية حفاظاً على قيمة الحيوان.
ومن اللافت للنظر أن الأجهزة الأمنية لم تقم باستدعاء مدرب الأسود والنمور للتحقيق معه في شبهات الإهمال والشروع في التسبب بإصابة الشاب، في الوقت الذي تدخل فيه محافظ الغربية لتقديم تعويض مادي ووظيفة للمتضرر. تظل التساؤلات قائمة حول من يتحمل المسؤولية؛ هل هو مالك السيرك الذي قد يكون فوق القانون، أم أن هناك أطرافاً خفية وراء هذه الأحداث؟
هذه الوقائع تبرز الحاجة الملحة لمراجعة سياسات السلامة والأمن في المنشآت الرياضية والترفيهية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث التي تضحي بحياة الأبرياء.
التعليقات