جمال مهدى
تفجرت قضية من نوع خاص، وذات فضيحة فى حد ذاتها، وتضر بالسياحة الرياضية فى مصر، تتمثل فى سرقة مبالغ مالية كبيرة من خزينة المسئولين عن اتحاد الفروسية بأحد فنادق مدينة الغردقة أمس الأحد، مقر اقامة الوفود المشاركة فى منافسات الفرسان ببطولة وهمية.
حيث اكتشف المدير المالى لاتحاد الفروسية، “أحمد محمد سليمان طايل”، أنه فقد مبلغ 35 ألف يورو و120 ألف جنيه مصرى، من خزينة غرفته بالفندق، أى ما يقرب من 750 ألف جنيه، لذا تقدم ببلاغ لقسم أول الغردقة، ويحمل رقم 10922 بتاريخ الأمس 23 أكتوبر 2016، وعندما يسرق مبلغ بهذا الحجم من خزينة الفندق، فيصبح فيه اساءة كبيرة لمصر الحقيقة، ومطلوب من وزير الشباب والرياضة التدخل الفورى العاجل من وزير الشباب لوضح حد لهذا التسيب والاهمال، خاصة أنه مسئول عما حدث.
كان الوزير قد منح نصف مليون جنيه للاتحاد المصرى للفروسية، هذا الاتحاد الذى مازال تحت إمرة “هشام حطب” صديق الوزير ورئيس اللجنة الأوليمبية ويمثل الأب الروحى له، ومن ثم وجب تنفيذ كافة طلباته، وللأسف فى بطولة وهمية تقام فى منطقة سهل حشيش بالغردقة، على الرغم من أن هناك شركة ترعاها، ودفعت لها 100 ألف جنيه، ووفرت 60 غرفة للضيوف على حسابها.
المال السايب يعلم السرقة، قول ينطبق على ما قام به وزير الشباب والرياضة تجاه اتحاد الفروسية، وهو ما أدى الى ضياع هذه الأموال من بين أيدى مسئوليه وسرقته بواسطة اللصوص، وما يزيد الطينة بلة أن مال الدولة أصبح يهدر بفضل مسئولى الفروسية، فهذا المدير المالى الذى لم يكن حريصا وحارسا أمينا على الخزينة، قد اصطحب كل أفراد أسرته الى الغردقة على نفقة الاتحاد الذى يستمد قوته المالية فى الصرف من الوزير، فى بطولة وهمية أطلقوا عليها البطولة الدولية، وشهدت منافساتها هى الأخرى فضيحة مدوية، وهى مشاركة الفارس السعودى “عبدالرحمن الراجحى” بالحصان “بيتوفل ماين” الخاص بالفارس المصرى، “مصطفى السعيد”، وتأهل به رغم أن لوائح الاتحاد تمنع ذلك، فيما لم يتأهل من البطولة للجائزة الكبرى سوى ذلك الفارس السعودى ومعه فارس آخر من سوريا.
وقائع اهدار المال العام مثبتة وبدلائل قاطعة، ومنسوبة الى مسئولى اتحاد الفروسية وعلى رأسهم “هشام حطب”، وكذا للمسئول الوزارى الكبير “عبدالعزيز” الذى يصمت حيال ذلك، ولا يقدم خطوة على محاربة الفساد والمفسدين فى الرياضة المصرية، ويتعامل بأسلوب التطنيش مع كل قضية كتلك التى حدثت بالغردقة، وسبقتها فضائح أخرى أضرت باسم البلد ولم يتحرك له ساكنا، ويبقى ملف نكسة أوليمبياد البرازيل مقفولا حتى اللحظة، دون تحقيق فى خبايا الهزائم الساحقة للاعبى ولاعبات مصر.
التعليقات