السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بقلم الشيخ / محمد الفخراني
وليست قيمة الأيام بساعاتها ولا قدر الليالي بطولها وعددها إنما قيمة الأوقات بما يحدث فيها من خير للبشر وسعادة الناس وكيف لا تكون هذه الليلة مباركة وفيها فرق الله بين الحق والباطل وبين الهدي والضلال وبين التوحيد والشرك بإنزال كتابه الكريم الذي جعله رحمة وهدي للمتقين فطوبى لمن أتخذ القران جليسه وسعد به أنيسا فشغل به قلبه وأحيا به ليلة لا سيما ليالي رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ينزل عليه جبريل في كل ليلة من ليالي رمضان فيدارسه القرآن الكريم وما أعظم القرآن الكريم ما قرأة مؤمن موقن بكل ما فيه متدبرا لآياته ومعانيه إلا أفاض الله عليه الكثير من بركاته ونفحاته فإذا كان جائع الروح غذاه وإذا كان ظمأن رواه وإذا كان فقيراً أغناه وإذا كان مريضاً شفاه وإذا كان محزونا عزاه وإذا كان خائفاً طمآنه ونجاه وإذا كان ضعيف الإيمان قواه وإذا كان حائراً قلقاً أرشده وهداه وإذا كان بعيداً عن ربه قربه وأدناه هو طب القلوب وغذاء الأرواح هو الكتاب الذي يغني عن كل كتاب ولا يغني عنه أي كتاب الله أكبر إن دين محمد وكتابه أقوي وأقوم قيلا
طلع الصباح فأطفئوا القنديلا وإن الله تعالى فضل بحكمته بعض الأزمنة علي بعض وجعل منها مواسم للتجارة الرابحة معه سبحانه فكما فضل شهر رمضان على بقية الشهور فقد جعل العشر الأواخر منه أفضل لياليه وأيامها أكمل أيامه وخصها عن بقية أيام الشهر ولياليه بخصائص ومزايا ومن أهمها أولاً: إجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم. فيها فوق ما كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها يتمثل ذلك في إحياء الليل كله والجد وشد المنزر وإيقاظ الأهل لشهود هذا الخير وعدم الحرمان منه
فأنت تري أيها المسلم أيها الصائم إجتهاده صلوات الله وسلامه عليه في الإجتهاد حتي إنه كان يشد منزره كناية عن اعتزال النساء أو كناية عن الإجتهاد وهذا من الأسوة الحسنة صلوات الله وسلامه عليه ويدل على مبادرته واغتنامه الأوقات الفاضلة واجتهاده في طاعة ربه ومن خصائص هذه العشر ومزاياها أن جعل سبحانه فيها ليلة القدر وهذه الليلة قد خصها الله سبحانه وتعالى بخصائص منها
1- أنه سبحانه أنزل فيها القرآن الكريم قال تعالى 🙁 إنا أنزلناه في ليلة القدر )
2- وصفها بأنها خير من ألف شهر 🙂 ليلة القدر خير من ألف شهر )
3- وصفها بأنها مباركة قال تعالى 🙁 إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين )
4- أنها تنزل فيها الملائكة والروح 🙁 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )
أي تنزل البركة والرحمة من الملائكة والروح فالمراد منه جبريل عليه السلام فيكون من عطف الخاص على العام
5- وصفها بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل فيها أذي أو تقضي فيها الأمور وتقدر الآجال الأرزاق أو تسلم فيها الملائكة على أهل من كانوا يصلون وقتها حتى يطلع الفجر
6- وصفوها بأنها يفرق فيها كل أمر حكيم يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير وذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ولكن يظهر الملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم
7- أن من قامها إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ويكون مصدق بوعد الله بالثواب عليه وطلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيام ليلة القدر وأبتغاء وجه الله بذلك والعاقل هو الذي يجعل من رمضان فرصة للترقي في سلم الكمال ويحرص على أن يكون حاله متوازناً كحال النبي يؤدي حق ربه وحق أهله ويجعل من هذا الشهر فرصة للمجاهدة والالتزام بأداء ما افترض الله تعالى عليه ويجعل منه دورة تدريبية علي التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في كل شئ حتي يفوز بالثواب الجزيل والأهم من ذلك الفوز بمحبة الله تعالى ومغفرة ذنوبه كما قال ربنا عز وجل 🙁 قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
وبهذا أكون قد انتهيت من محاضرة اليوم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات