الأربعاء الموافق 09 - أبريل - 2025م

فاروق جعفر: سوق اللاعبين فى مصر.. نظام كيد نسا

فاروق جعفر: سوق اللاعبين فى مصر.. نظام كيد نسا

بعد مرور ربع قرن تحول الاحتراف فى كرة القدم المصرية الى انحراف، ولم ينتج هذا النظام الذى وضعه الراحل محمود الجوهرى فى أعقاب المشاركة بمونديال عام 1990 ، سوى العراك بسلاح المال بين الأندية، فمن يملك الفلوس أكثر يفوز بصفقات اللاعبين، ويظل ناديى الأهلى والزمالك عنصرين كبيرين من عناصر الانحراف الكروى.

 

أهم ما فى قضية سوق انتقال اللاعبين الموسمية، تلك الصراعات المستمرة منذ زمن طويل، وتأخذ وقتا من الجدل وتشتعل على اثرها حرب المال، والمثال على ذلك صفقة ماليك ايفونا اللاعب الجابونى الذى تعاقد معه النادى الأهلى منذ أيام من الوداد المغربى، فقد تسببت فى مشكلة عارمة أثارها نادى الزمالك، وحاول افساد البيعة بعد فشل مفاوضاته وخروجه منها، وهناك أمثلة أخرى كما فى حالة جون أنطوى وصالح جمعة وجون من ضمن الذين تعاقدت معهم القلعة الحمراء لدعم الفريق دفاعيا وهجوميا.

 

المنافسة بين الأهلى والزمالك انتقلت من داخل الملعب الى سوق كيد النسا، من جانب كبار الناديين، واللعب على المكشوف بنظام المكايدة والنكاية، والصراع من أجل فوز ناد بعينه بلاعب بعينه، أو افشال عملية الانتقال بالطرق غير المشروعة، وهو ما فعله محمود طاهر رئيس الأهلى عندما أتم “شروة” الجابونى ايفونا من الوداد البيضاوى، فى غفلة ومن وراء ظهر مرتضى منصور رئيس الزمالك، وكان منصور قد اعترض على هذه “البيعة” من مسئولى الوداد لسببين، أولهما رفض جماهير النادى المغربى على انتقال ايفونا الى الزمالك، والسبب الثانى طلب وكيل أعمال اللاعب الحصول على 500 ألف دولار كعمولة خاصة، لكن مسئول الأهلى وافق على شرط الوكيل السمسار وأبدى استعداده لدفع هذا المبلغ الضخم الذى يوازى ثمن لاعب أفريقى آخر.

 

سوق الاحتراف فى مصر، مولد وصاحبه غايب، وما ينطبق على صفقة ايفونا، ينطبق أيضا على اللاعبين الآخرين الذين جلبهم الأهلى الى صفوفه، وخرج الزمالك من المولد بلا حمص، وفى تصريح خاص ل”البيان” صرح فاروق جعفر المدرب المخضر، والمتواجد حاليا بالعاصمة اللبنانية بيروت، قائلا: العالم كله، وتحديدا الدول العملاقة مثل أسبانيا وانجلترا وايطاليا وألمانيا وفرنسا، هناك سوق انتقال اللاعبين رائجة، وتصب فى مصلحة الفريق الذي يشترى اللاعب حسب احتياجاته الفنية، كما تصب أيضا فى مصلحة الفريق الذى يبيعه.

 

أضاف جعفر، أهم عنصر من عناصر الاحتراف هو الاحتياج للاعب الذى يدفع فيه النادى الفلوس، لأن ضم لاعب لا يحتاجه النادى، فيه شبيه ويحاسب المسئول عنها، والواقع فى مصر مرير جدا بالقياس لتلك الدول المتقدمة، فهنالك سوق مغلف بنظام كيد النسا، وهو الأسلوب الذى يتبعه القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك، وعلى مدى سنوات طويلة، وجرت العادة أن يتسبب هذا النظام فى تكدس عدد وافر من اللاعبين على الدكة بدون استفادة، وحرمان الأندية المنافسة من جهود لاعبيها المنتقلين وتتضاءل فرص الفوز بالبطولات.

 

قال جعفر أيضا، أهم عنصر من عناصر الاحتراف المتخلف بمصر، أن يكيد ويعاير كل طرف الآخر، بما ضم من لاعبين ويتباهى المسئول عن نجاح الصفقات أمام الجماهير والرأى العام كله، بأنه جلب كل اللاعبين الجيدين لصفوف فريقه، والمفروض أن يقوم الجهاز الفنى بهذه المهمة مع نهاية الموسم، فيكتب تقريرا مفصلا عن نقاط الضعف، وحاجته لدعم خطوط فريقه، فينقل هذا التقرير بدوره الى لجنة التعاقدات، وبدورها ترفع توصياتها لمجلس ادارة النادى لتوفير السيولة اللازمة، فتقوم الادارة بتكليف المسئول المتخصص فى الكرة، وهذا هو المتبع فى أوروبا، لكن الحكاية فى مصر، لبن سمك تمر هندى، لهذا تراجعنا وسنتراجع أكثر بالسنوات المقبلة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80915410
تصميم وتطوير