تحليل إخباري / أبو المجد الجمال
بدا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مهزوزا مرتبكا ضعيفا خائفا ويبدو أنه ظهرت عليه علامات المرض بحركات في الوجه يبدو أنها غير إرادية إما أن تكون ناجمة عن الخوف من حصاد اللقاء أو نتيجة لسر مرض غامض يخفيه عن الجميع في لقاء البيت الأبيض مع الديكتاتور الأمريكي ترامب ما تعكس تصريحاته المثيرة للغضب الشعبي العربي من المحيط للخليج في المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب تراجعا استراتيجيا خطيرا في مبدأ رفض مخطط التهجير شعبا وقيادة وأرضا من المستحيل إلي سأعمل ما فيه مصلحة بلادي !
فإذا كان افتراضا بأن الملك عبد الله الثاني يعاني من مرضا ما عكسه حركات وجهه غير الإرادية أثناء المؤتمر الصحفي أليس ذلك كان دافعا قويا له للاعتذار عن لقاء البيت الأسود عفوا الأبيض . . فعفوا أين جيوش مستشاريه ولماذا لم يشيروا عليه بالاعتذار ولو حتي من باب فرضية المرض بعيدا عن رفض ملف التهجير الذي يمس سيادة الأرض وخط أحمر ممنوع تجاوزه أو الاقتراب منه . . ولماذا تحامل الملك عبد الله علي نفسه وقفز فوق مرضه إذا كان حقا مريضا ليلبي لقاء المعتوه أليس كان الأجدر به له ولبلاده شعبا وأرضا أن يجمد زيارته لواشنطن كما فعلتها القاهرة ويحذو حذوها ولو من باب التوحد في الموقف العربي خاصة موقفي مصر والأردن الرافض شعبا وقيادة وأرضا لمخطط التهجير الذي يريد البلطجي الأمريكي ترامب أن يفرضه علي البلدين بورقة الدعم الأمريكي لكنه يجهل حقيقة شعب النيل وحقيقة البلدين ويجهل التاريخ وقراءته بعمق بل ولم يستفيد من دروس التاريخ ليعلم أن جنود مصر خير جنود الأرض !
لماذا انسلخ موقف الملك عبد الله الثاني عن موقف مصر الذي كان أبلغ رد علي تجديد ترامب تصريحاته كل ساعة وكل يوم بشأن ملف التهجير بين التهديد والوعيد والتراجع بتجميد زيارة الرئيس السيسي لواشنطن ؟
ليس من المعقول أن ينجح الديكتاتور الأمريكي في أن يمرح في عقول المستحيل الرافضة للتهجير وعقل الملك عبد الله ليهدده بأوراق المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية والعزلة الدبلوماسية وصندوق النقد الدولي وشروطه وسنينه والتوتر الأمني علي الحدود مع إسرائيل وسحب القواعد الأمريكية من الأردن ليس منطقيا سياسيا ودبلوماسيا أن تمرح تلك الأوراق كلعبة مكشوفه في عقل العاهل الأردني ليغير موقفه بين عشية وضحاها الرافض للتهجير بشكل قاطع وحاسم
يبدو هناك حلقة مفقودة في لغز لقاء “ترامب – عبد الله” وتراجع موقف الأخير الرافض للتطبيع شعبا وقيادة وأرضا !
يبدو أن ترامب وعبد الله نسيا أو تناسيا عمدا أن الفيصل في قبول التهجير هو كلمة الشعب الأردني الرافض دوما لذلك والأهم موقف الشعب الفلسطيني التمسك بأرضه حتي الموت حتي دفع ثمن ذلك أكثر من ٤٧ ألف شهيد وأكثر من ١١١ ألف مصاب ولن يستطيع ترامب ولا أم أوراق اللعبة التي يمارسها للضغط علي العاهل الأردني أن يجبر الشعب الأردني علي قبول التهجير بأي شكل من الأشكال مهما كانت الضغوط ولكننا لا نقول ذلك من فراغ فبعد المؤتمر الصحفي بين الرئيسين ترامب وعبد الله جدد الشعب الأردني كلمته في رفض التهجير في وقفات احتجاجية مزلزلة رافضة للتهجير فلا ترامب ولا أم أوراق ترامب ولا ألف ترامب ولا ألف أمريكا تستطيع أن تجبر الشعب أي شعب علي قبول التهجير !
ثم نسي الديكتاتور الأمريكي أن هناك قمة عربية رادعة ستعقد في ٢٧ فبراير الجاري سترد عليه وعلي مخططه الصهيوني الأمريكي بشأن التهجير وسنينه ونسي أيضا أن مصر هي رمانة الميزان وأمنها القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بل وأمن المنطقة بأكملها ورغم أن الملك عبد الله الثاني في لقاءه ترامب يبدو أنه قفز مبكرا من مركب التهجير عند رمي الكرة في ملعب مصر والسعودية في انتظار خطة من مصر!
إنها مجرد تساؤلات بركانية تحلل ما فجره لقاء ترامب وعبد الله في البيت الأبيض لكنها تكشف المستور وتضع النقاط فوق الحروف وترسم مستقبل خارطة طريق الشرق الأوسط في ضوء المتغيرات والمعطيات الجديدة الذي يزعم مجرب الحرب نتنياهو أنه غير وجه الشرق الأوسط ليعلم راعي البقر ترامب وكل ترامب وأمريكا وكل وإسرائيل أن مصر هي القوي الناعمة في المنطقة وهي محرك العروبة الذي لا يتوقف عن الحركة وأنه لا صوت يعلو فوق صوت مصر وشعبها فلا ترامب ولا ألف مليون ترامب يستطيع أن يجبر شعب مصر عن التراجع عن رفضه القاطع للتهجير
كان الديكتاتور الأمريكي قد رمي في شباك أوهام أضغاث أحلام التهجير المعروفة مسبقا ب “صفقة القرن” الكثير من تلميحات التهديد لمصر والأردن مستندا علي ورقة المساعدات الأمريكية قائلا أنهما أي البلدان يحصلان علي أموال أمريكية فيجيب أن يعملوا بها ويقبلا الفلسطينيين علي أرضهما وكرر ٤ مرات في أحد تصريحات عباره لابد أن يستقبلا الفلسطينيين وأنا متأكد من ذلك
لكن سفير مصري يرد علي الديكتاتور ترامب بشأن المساعدات الأمريكية لمصر كاشفا بالأرقام أن مقابل كل دولار تقدمه أمريكا لمصر من مساعدات للتنمية تشتري مصر صادرات أمريكية ب ٧٧ دولار يوميا . . تري من يستطيع أن يعاقب من ؟ !
تجديد الديكتاتور الأمريكي تصريحاته بشأن التهجير كل يوم وكل ساعة تقودنا إلي أن الرجل وفق – خبراء ومحللين – لا يرمي كلام في الهواء لكنها بالونة اختبار أو جس نبض الموقف العربي الموحد من ملف التهجير وعلي هذا القياس يري هل يفعل مخططه للتهجير أم لا ؟!
لم تعد ورقة تهديد الديكتاتور الأمريكي لحماس بعودة القتال إذا لم تسلم الأسري يوم السبت المقبل ١٥ فبراير الجاري تخيل علي المقاومة وحتي وإن عاد القتال فعلا لأنه ليس له معني للهدنة وصفقة التبادل أمام استمرار الخروقات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولي لبدء سريانها حتي اللحظة فإسرائيل لا تحترم أي اتفاقات ولا قوانين ولا مواثيق ولا قرارات دولية ولا أممية ولا إرادة المجتمع الدولي وربما حماس عندما اتخذت قرارها بتأجيل إطلاق سراح الأسري للضغط علي نتنياهو وكسر شروطه التعجيزية حيث وضع شروط جديدة لإنهاء الحرب وبحسب وسائل إعلام عبرية كان أخطرها تخلي حماس عن الحكم في غزة وخروج قادتها من القطاع ويبدو أن الديكتاتور المهزوم نسي أنه يملئ شروطه وهو تحت نعال أقدام المقاومة فكيف يملئ المهزوم شروطه علي المنتصر ومنذ اللحظة الأولي لسريان الهدنة ونتنياهو لا يألو جهدا لاختراقها لإفساد الاتفاق والصفقة فتهديد ترامب ونتنياهو بعودة القتال إذا لم تسلم حماس الأسري السبت المقبل لن يكسر إرادة المقاومة وشعبها فنتنياهو سواء أعاد القتال أم لم يعيده فهو لم يحقق أهداف الحرب التي صدع بها رؤوسنا ليل نهار بالقضاء علي حماس وتدمير قدراتها العسكرية وبنيتها السلطوية فقد فشل في ذلك علي مدار ١٥ شهرا من حرب الإبادة الجماعية والحصار والتجويع والتطهير العرقي والتهجير القسري والاستيطان الإرهابي المتواصل بحق أهل غزة الصامدون لقد انتصر طوفان الأقصي والصمود والصبر علي الديكتاتور الإسرائيلي المتعجرف وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأثبت الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي الذريع في هجوم ٧ أكتوبر التي تجري حوله تحقيقات إسرائيلية بهذا الشأن وإن كانت أثبتت مؤخرا بحسب وسائل إعلام عبرية إحداث إخفاقات بشأن هجوم ٧ أكتوبر ولا تزال التحقيقات مستمرة !
لا يخفي علي أحد الهدف الحقيقي من حرب القرن علي غزة والدعم الأمريكي المطلق والبريطاني والألماني والفرنسي والأوروبي لها ألا وهو ملف التهجير الذي أعاده الديكتاتور المخبول للواجهة من جديد تحت ذريعة القضاء علي حماس وتفكيكها وتدميرها فرغم اغتيال قادتها من هنية للسنوار مرورا بالعاروري والضيف فهم علي يقين بأن المقاومة فكرة لا تموت باغتيال قادتها وهذا ما أثبتته بالفعل الحرب علي غزة الذي لم يحقق فيها نتنياهو إنجازا سوي قتل أكثر من ٤٧ ألف فلسطيني وإصابة أكثر من ١١١ ألف آخرون ويتم ٣٧ ألف طفل وقتل أكثر من ١٤ ألف طفل وقتل أكثر من ١٠ آلاف امرأة ولم يستفيد من قتلهم شئ بل لأن أطفال غزة كرجالها كلهم السنوار لقد خسر الديكتاتور نتنياهو خسائر فادحة في الجنود والضباط والعتاد العسكري تعد أكبر خسارة في تاريخ إسرائيل ناهيك عن وجود أكثر من ٣٠٠ ألف جندي وضابط يعانون من أهوال صدمة نفسية بسبب الحرب ويحتاجون إلي إعادة تأهيل بحسب وسائل إعلام عبرية
ردود فعل سعودية ومصرية علي خلفية لقاء “ترامب – عبد الله” تكشف مصير مستقبل غزة حيث خرج علينا اجتماع مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ببيان تجاهل فيه تصريحات الرئيسين ترامب وعبد الله في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض واكتفي فقط بانتقاد تصريحات نتنياهو بشأن التهجير حيث أكد البيان رفضه القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وأكد على مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية و️شدد على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين
في حين جددت وزارة الخارجية المصرية في بيانها التزام مصر بتقديم تصور شامل لإعمار غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه واستعدادها للتعاون مع إدارة ترامب لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة وأكدت على أهمية حل عادل للقضية الفلسطينية يراعي حقوق شعوب المنطقة واعتزامها طرح رؤية متكاملة لإعمار القطاع بما يتوافق مع الحقوق الشرعية والقانونية للفلسطينيين وشددت على ضرورة أن يأخذ أي حل للقضية الفلسطينية في الاعتبار متطلبات السلام والأمن ودعت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد للاستقرار والتعايش المشترك
أرجوك أن تمسك أعصابك ! فحفاظا لماء الوجه وبعد المؤتمر المشترك مع ترامب خرج علينا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر منصة “إكس” قائلا : أنهيت للتو مباحثات بناءة مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض ممتنون لحسن الضيافة وبحثنا الشراكة الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة وأهميتها في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك وسنستمر في العمل بشكل فاعل مع شركائنا لتحقيق السلام العادل والشامل للجميع في المنطقة كما أكدت أهمية العمل لخفض التصعيد في الضفة الغربية لمنع تدهور الأوضاع هناك والتي سيكون لها آثار سلبية على المنطقة بأكملها السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وهذا يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة الرئيس ترامب رجل سلام وكان له دور محوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة نتطلع لاستمرار جهود الولايات المتحدة وجميع الأطراف لتثبيت وقف الحرب وأعادت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وهذا هو الموقف العربي الموحد يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع وأكدت أن مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار !
عودة للمؤتمر الصحفي المشترك في البيت الأبيض بين ترامب وعبد الله بشأن مستقبل غزة وبحسب وكالة رويترز قال الديكتاتور الأمريكي ترامب لن نشتري غزة ولا يوجد سبب لذلك وسنسيطر عليها وخطتنا ستساهم في جلب السلام للمنطقة وسيكون للفلسطينيين قطعة أرض في الأردن وأخري في مصر وأجريت نقاشات سريعة مع العاهل الأردني الآن ولاحقا سنجري نقاشات أطول وتطوير غزة الذي سيحدث بعد فترة طويلة من الآن سيجلب وظائف كثيرة للمنطقة وردا علي سؤال عن السلطة التي تخول له السيطرة علي غزة فأجاب بموجب السلطة الأمريكية وقال نقدم أموالا كثيرة للأردن ومصر لكننا لن نصدر تهديدات بشأنها وأعتقد أن ٩٩% أننا سنتكمن من إنجاز شئ مع مصر أيضا وردا علي سؤال عن ضم إسرائيل للضفة قال الأمر سينجح !
بينما أكد العاهل الأردني الملك عبدالله علي أن الدول العربية ستقوم بردها علي خطة ترامب بشأن قطاع غزة وردا علي استقبال فلسطينيين يجب أن نضع بالاعتبار كيفية تنفيذ ذلك بما يخدم مصلحة الجميع ودعونا ننتظر إلي أن تقدم مصر خطتها للرئيس ترامب ثم ننظر في الأمر والعرب سيأتون برد إلي أمريكا برد علي خطة ترامب في غزة وما يمكن أن نقوم به فورا هو استقبال ألفين طفل مريض من غزة وننتظر أن تقدم مصر من جانبها خطة وبشأن وجود أرض يمكن أن يعيش عليها الفلسطينيون قال علي أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي ويجب أن نضع كيفية تنفيذ ذلك بما يخدم مصلحة الجميع وقال سنناقش في السعودية كيفية العمل مع الولايات المتحدة بشأن غزة !.
أخيرا . . يبقي السؤال الممنوع والشائك والملغوم هل لوح الديكتاتور الأمريكي ترامب للعامل الأردني الملك عبد الله بالتهديد بنفس مصير الرئيس المخلوع بشار الأسد الهارب وعائلته لموسكو وهو ما يمكن أن يفسر ما بدا عليه الملك عبد الله الثاني في حالة خوف وقلق وتوتر وارتباك شديد خلال اللقاء مع ترامب؟ هذا ما ستكشف عنه الساعات القليلة القادمة.