زعم القمنى ان بعضُ المسلمين تركوا الإسلامَ من أجلِ قصة الغرانيق…… فإن قلنا لأحدِهم : وما ذا تعرفون عن قصةِ الغرانيق ؟!
يقولون: إن نبيَّكم تكلم الشيطانُ على لسانِه ، فمدح الأصنامَ ثم سجد لها … وقال : ” تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ” ، و سجد المسلمون لسجودِه ، والمشركون أيضًا ….
والدليل على ذلك ما ذكره المفسرون في الآيةِ التي تقول : ] وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [(الحج52).
ذكر المفسرون :أن محمدًا r لما كان في مجلسٍ من مجالس ِقريش أنزل اللهُ عليه سورةَ النجم فقرأها حتى بلغ :]أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ]21[ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى]20[[فألقى الشيطانُ على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه وهو” تلك الغرانيق العُلى وإن شفا عتهن لتُرتَجى” . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمدٌ r في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده…
فهل بعد هذه القصة يصح أن نقول على محمدٍ بأنه رسول من عند الله…. ؟!
إن هذه القصةَ قصةٌ باطلة مكذوبة لا يعترف بها المسلمون… هذا واضح من أقولِ العلماء كما يلي :
1- قال ابنُ كثيرٍ – رحمه اللهُ- في تفسيرِه عن هذه القصةِ قبل ذكرها : قد ذكر كثيرٌ من المفسرين هاهنا قصة الغَرَانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ، ظَنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندةً من وجهٍ صحيحٍ، والله أعلم . أهـ
نلاحظ أن ابنَ كثيرٍ يقول : ” لم أرها مسندةً من وجهٍ صحيحٍ “.
2- قال القرطبيُّ – رحمه اللهُ- في تفسيره بعد أن ذكر هذه القصة قال: ضعفُ الحديثِ مغن عن كلِ تأويلٍ، والحمد لله. ومما يدل على ضعفه أيضًا وتوهينه من الكتاب قوله تعالى: ” وإن كادوا ليفتنونك ” [ الإسراء: 73 ] الآيتين، فإنهما تردان الخبر الذي رووه، لأن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونه حتى يفترى، وأنه لولا أن ثبته لكان يركن إليهم. فمضمون هذا ومفهومه أن الله تعالى عصمه من أن يفترى وثبته حتى لم يركن إليهم قليلا فكيف كثيرًا ؟! وهم يروون في أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والافتراء بمدح آلهتهم، وأنه قال -عليه الصلاة والسلام-: افتريت على الله وقلت ما لم يقل. وهذا ضد مفهوم الآية، وهى تضعف الحديث لو صح، فكيف ولا صحة له ؟! وهذا مثل قوله تعالى: ” ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ ” [ النساء: 113 ].
3- سُئل ابنُ خزيمةَ- رحمه اللهُ- عن هذه القصةِ فقال : من وضع الزنادقة .
4 – قال البيهقيُّ – رحمه اللهُ-: هذه القصة غير ثابتةٍ من جهةِ النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
5- قال ابنُ حزم- رحمه اللهُ- :” والحديث الذي فيه : وأنهن الغرانيق العلا ، وإن شفاعتهن لترتجى . فكذب بحت لم يصلح…
من طريق النقل ولا معنى للاشغتال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد)” الإسلام بين الإنصاف والجحود ص 69 ) .
6- بمثل ما سبق: قال الشوكانيُّ ، والألوسيُّ ، والنحاسُ ، و البزارُ ، وابنُ العربي ، والمحققون من أهلِ العلمِ ، مثل: العالمِ الربانيِّ محمد نصر الدين الألباني الذي ألف رسالةً بعنوانِ: (نصب المجانيق لنسف قصه الغرانيق) وقد دمر القصةَ تدميرًا سندًا ومتنًا ، وأحيل المعترضين إلى قراءتِها فمنها بعضُ ما سبق بيانه.
1- زكاه ربُّه I في رسالتِه فقال ]: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[( النجم 4 ) .
2- قوله I لنبيِّه r: ]يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [(المائدة67).
3- قوله I لنبيِّه r: ] قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ [ (يونس 15).
4- قوله I عن نبيِّهr smile رمز تعبيري وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ]44[لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِثُمَّ لَقَطَعْنَامِنْهُ الْوَتِينَ]45[[ (الحاقة). هذا الوعيد لم يحدث للنبيِّ r قط…
وبالتالي فإنه rأدَّى الأمانةَ وبلغ الرسالةr على أكملِ وجهٍ… .
وأتساءل: فكيف يوقرها وهو رسولُ من عندِ اللهِ I ؟!
أو كيف يتركه ربُّه I يسجد للأصنامِ بحسب هذه القصةِ الموضوعةِ ؟!
الجواب :إن محمدًاr هو من أمر بطمسِ الأصنامِ ، وتغير معالمها … ثبت ذلك في صحيحِ مسلمٍ برقم 1609 عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ :قَالَ لي عَلِىُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ.
رابعًا: إن قيل بعد هذه الإجابة: لماذا ذكر المفسرون القصةَ في تفاسيرهم وهي مكذوبة ؟
قلتُ : إن منهج الكثيرين من المفسرين يأتون بكلِ ما قيل عن الآيةِ ، وما يتعلق بها ثم يحققون بعد ذلك كما فعل ابنُ كثيرٍ و القرطبيُّ ، وغيرهما مع هذه القصة (الغرانيق ) ذكروها ثم بيّنوا أنها لا تصح لتحذير المسلمين منها ، ومنهم من يجمع ولا يحقق ويأتي أهل التحقيق بعد ذلك يحققون كالألباني ، وأحمد شاكر ، وغيرهما – رحمهما الله – وهذا من باب الثراء العلمي عند المفسرين القدامى يجمعون كل ما قيل عن الآية…. . يدلل على ذلك ما قاله الطبريُّ في مقدمةِ تاريخه لما قال: فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ؛وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا…أهـ
التفسير الأول : قوله I : ] َومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[(الحج 52).
تمنى أي : اشتهى وهي من الأمنية جاءت من قولهI ]:أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى[(النجم24).
وبالتالي فإن النبيَّ r تمنى واشتهى هدايةَ قومه فكان الشيطانُ عائقًا في دعوةِ النبيِّ r فهو يوسوس للناس ، ويزين لهم الباطل ، ويكرههم في النبيِّ r ، وفي القرآن بوساوسه لهم …. وبعد ذلك ينسخ اللهُ I ما يلقى الشيطان في قلوبِ الناسِ ثم يُحكِمُ اللهُ آياته واللهُ عليم حكيم.
التفسير الثاني : قال بعضُ المفسرين : ( تمنى ) أي: تلا كتابَ اللهِ ، والمعنى: أن النبيَّ r حينما يتلو كتابَ الله يلقى الشيطانُ على أسماعِ الكفارِ الوساوسَ والشبهات في قلوبهم ضد القرآن عند تلاوةِ النبيِّ r ؛ فينسخ اللهُ ما يلقى الشيطان ثم يحكم اللهُ آياته ، ولا يلقى الشيطانُ على لسانِ النبيِّ r كما جاء في القصة المكذوبة ! وهذا ما ذكره القرطبىُّ عن سليمانَ بنِ حربٍ ، وما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق، وقاله ابن العربي وغيرهم.
يدعم ما سبق الآيةُ التي تليها ؛ يقول I : ] لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [ (الحج 53).
أتساءل سؤالين :
الأول: هل محمدٌ r من الذين في قلوبِهم مرضٌ والقاسيةِ قلوبُهم ، وقد قالI له: ]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين[(الأنبياء107) ،
وقالI في حقِه : ]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [(آل عمران159)؟! الثاني:هل محمدٌ r من الظالمين الذين هم في شقاقٍ بعيدٍ؟! واللهُ I يقول له ]:وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [(الشورى52)،
ويقول I ]: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[ (المؤمنون73)؟!
الجواب: إن محمدًا r ليس من الظالمين الكافرين ، بل يدعو الخلقَ إلى صراطٍ مستقيمٍ ، وبالتالي فإن الآيات تتحدث عن إلقاءِ الشيطانِ على أسماعِ وقلوب الكافرين ، وليس على لسانِ النَّبِيِّ r …
سادسًا : إن هناك سؤالاً يفرض نفسه هو:هل لو سجد النبيُّr للأصنام ـ وحاشاه ذلكrـ هل هذا يقدح في نبوتِه نظرًا لمعاييرِ النبوةِ في الكتابِ المقدس ؟!
الجواب: لا يقدح ذلك في نبوته ؛ لأن الكتابَ المقدس ينسب إلى بعضِ أنبياءِ اللهِ السجودَ للأصنام، مثل: سليمانuالذي ينسب إليه الكتاب أنه في آخرِ حياتِه بسبب النساء مال للأصنام ، وذبح لها …..و ذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 11 عدد 1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا».!!
فإن قيل: إن سليمانَ ليس نبيًّا !
قلتُ : إن هذا من الكذب نُسِبَتْ له أسفار في العهدِ القديمِ مثل: سفرِ نشيد الإنشاد ، وسفرِ الجامعة، وسفر الأمثال.
ثم كيف لا يكون نبيًّا وقد كلمه اللهُ مرتين وأوصاه….. وذلك في سفر الملوك الأول الإصحاح 11 عدد9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. ؟!
ونحن نبرأ إلى اللهI مما وصف به u…. فالقرآن يقول عنهu : ] وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ[ (البقرة 102) .
وينسب ( الكتاب المقدس ) إلى النبيِّ هارون أنه صنعَ العجلَ الذهبي وهو صنم ، وأمر بني إسرائيلَ بعبادتِه…. وذلك في سفر الخروج32 عدد1 وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ !!
قلتُ : إن القرآنَ الكريمَ يخبرُ أن الذي صنع العجل الذهبي هو السامري رجلٌ من السامرين ، وليس هارونُ النبيُّu فهو نبيًّ مكرمً عند المسلمين اصطفاه اللهُ ربُّ العالمينI .
والأعجب أن الكتابَ المقدس ينسبُ إلى الربِّ أنه يأمر الناسَ بعبادةِ الأصنـــامِ !!
و ذلك في سفر حزقيال 20 عدد39: «أَمَّا أَنْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اذْهَبُوا اعْبُدُوا كُلُّ إِنْسَانٍ أَصْنَامَهُ. وَبَعْدُ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي فَلاَ تُنَجِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ بَعْدُ بِعَطَايَاكُمْ وَبِأَصْنَامِكُمْ.! لا تعليق !!
التعليقات