كتبت: دينا السعيد

يعتبر فن النحت تراث حضاري قديم منذ آلاف السنوات ، تقدره البلاد الأوروبية وتمده بأعلى الإمكانيات ، أما بمصر مؤخرا اعترفت بهذه النوعية من الفنون ، وفي جولة بجامعة كفر الشيخ كان لنا لقاء مع دكتور السيد عبده سليم أستاذ النحت بالجامعة والعميد السابق بكلية تربية نوعية .
يحرص الفنان السيد سليم على تواجده وسط طلاب كلية تربية نوعية والإشراف على معارضهم الفنية وقال :
كل مادة لها معرض من خلال أنشطة الطلاب وتخصصاتهم وتعتبر تجربة جيدة للطلاب تثقلهم خبرة بعد التخرج والاستفادة في المشروعات الصغيرة ، ولو تحدثت عن ذاتي فأنا لم اقتصر على معارض الجامعة بل توسعت في الأعمال الميدانية كالقاهرة والجيزة والإسكندرية منذ عام 1991 م ، ومثلت مصر في الملتقيات الدولية والمعارض العامة ، وقد سافرت الصين وإيطاليا وألمانيا واليونان وفرنسا ولبنان والسعودية وتونس واليمن ، سافرت لكل هذه الدول لحضور ملتقيات ومؤتمرات للفن التشكيلي .

قال سليم أن المعاناة دائما من القرية خاصة أنه اتولد بالقرية ، ومعظم القرى تمام بالزراعة ليس لهم علاقة بالفن التشكيلي ، وأتذكر أول تمثال صنعته بالقرية أعتبروني صانع أصنام ولكن مع الوقت والتجارب خلال عشرين عام وتحقيق دوري كفنان تغيرت الأوضاع والنظرة داخل القرية ، فقد صنعت أول تمثال من البرنز بقرية أيبشاي حتى أصبحت من أكثر الفنانين بعالم النحت .

أصبحت قرية أيبشاي الآن بها متحف وقاعة عرض ومسبك ، فجميع ميادين كفر الشيخ والقاهرة والجيزة من أعمالي منهم تمثال نجيب محفوظ وأعمال نفذتها بالبرونز .

كما تعجب سليم من التماثيل الأخيرة بالميادين التي شوهت فن النحت التراث الحضاري العظيم ، وصرح أن هذا سبب لعدم تفعيل دور الفنان فالدولة مؤخرا تعطي الصلاحية لأي شخص هواة كمثل مبيض المحارة لينفذه سريعا، وعلى هذا الحال مع كل رئيس مجلس مدينة جديدة يتم تغير شكل التمثال في الميدان العام ؛ إذا لابد من وجود دور التخصص في عالم النحت واستخدام خامات بسيطة ، فتمثال البرنز والنحاس يعيش لفترة أطول من البقاء والقيمة الزائدة .

في النهاية لابد من احترام فن النحت لأننا بلد النحت على مستوى العالم، مصر بعد الحضارة وعالمنا عالم الفن ، لذلك علينا الرجوع إلى أصولنا القديمة ولا أحد يفرض فنه الهابط على الآخرين لأن الفن له مقاييس جمالية مرتبطة بالعين والحس والذوق .