الخميس الموافق 09 - يناير - 2025م

عودة التمثال..وعودة الاستعمار

عودة التمثال..وعودة الاستعمار

بقلم : نور الهدى زكى

لم يكن الجدل الدائر حاليا بشأن عودة تمثال ديليسبس لينتصب فوق قاعدته في مدخل قناة السويس جدلا حول تمثال تم إسقاطه في فترة زمنية وقد ذهبت وانتهت وما علينا كذوي ضمائر حية وروح عادلة الا اعادة الحق خاصة إذا ارتبط هذا الحق
بعلاقات جيدة مع فرنسا التي شاركت في عدوان ١٩٥٦ و وعملة صعبة ونحن في بلد تعاني من غياب الدولار واليورو وما لدينا من سبيل الا البيع .

 

الأمر ليس بهذه السطحية فقد انفجرت الاتهامات وتطايرات التهديدات بين القاهرة وبور سعيد ودخل الي دائرة الجدل كل بطريقته وأصبح الأمر الان اكبر من بور سعيد والقاهرة واكبر من القاعات انخبوية المغلقة واحجم الإعلام الرسمي عن الخوض في الجدل ربما حتي لا يضطر الا سماع اشياء عن الوطنية والهوية والمقاومة وعمليات الفدائيين والعدوان الثلاثي وابطال وشهداء وكلها أمور مطلوب ان (نكفي علي الخبر ماجور )
خرج الأمر من عودة التمثال الي عودة الاستعمار..بالطبع الاستعمار هذه المرة ليس بالدبابات والطائرت وان كانت الطائرات التي اصبحت (مسيرات ) والاساطيل المتأهبة ليست بالبعيدة عنا ..ولكنه استعمار نسخة البنوك والشركات والمؤسسات العالمية الكبري والاتفاقيات التي تخضع الدول لمنصات تحكيم دولي تديره مصالح الكبار.

 

عودة الاستعمار سماها المفكر الجزائري في كتابه (شروط النهضة ) بداء القابلية للاستعمار ..فقد تحدث عن دور المستعمر في التهيئة النفسية للشعوب التي تولد فيها روحا من الرضوخ والخنوع والقبول والاتكالية .

 

قد يقول قائل :اننا لا نقاوم استعمار الان وليس لدينا القابلية للاستعمار فااقول: ليس لدينا استعمار ولكن لدينا مستعمرين للفكر والموارد والكلمة والرؤية..لدينا كل ماهو رخيص وغث بحيث ان تمثال ارتبط في وعينا الجمعي برمز استعماري وبعدوان وتم اسقاطه بيد المقاومة الي قضية حق ديليسبس في العودة وكأنه بطل من أبطال حركات التحرر في العالم وليس مجرد لص سرق فكرة شق قناة السويس من جماعة( السان سيمونيين) والفكرة موجودة في كتابات التاريخ القديم ..واخذ الفكرة ونفذها بشروط مجحفة اسقطت الالاف من القتلي جوعا وعطشا وبضربات شمس وضربات كرباج وكان اسقاطه جزء من انتصار علي عدوان كانت دولة ديليسبس التي اردات رد طعنة تاميم شركة قناة السويس احد اطرافه.

 

وعودة الاستعمار من وجهة اخري يتحدث عنها الدكتور خلف الميري استاذ التا،يخ بجامعة عين شمس بفرضية سليمة تقول أن القوي العظمي لكي تتحرك لابد أن تحركها اطماع عظمي ..وان لديه من الوثائق البريطانية التي تثبت خطة شراء انجلترا لاسهم قناة السويس كانت معدة قبل الاحتلال بسنوات وان انجلترا عجلت باحتلال مصر بعد احتلال فرنسا لتونس بسنة واحدة وكان ديليسبس ودوره جزءا من صراع استعماري في مصر .

 

ويواصل الدكتور خلف الميري مؤكدا ان قضية عودة التمثال لابد لنا أن ندرك انها ابعد من أشخاص وان الفكرة جاءت من الافكار التي تسبق ديليسبس وفي إطار صراع علي مناطق النفوذ الاستعماري .

 

والان تثار قضية التمثال في مصر وفي وسط أحداث تنذر ان المنطقة العربية كلها ستصبح أسيرة لاطماع استعمارية قادمة ..وأننا في مركز مناطق خطر محيط من كل الجوانب وخطر علي قتاة السويس ذاتها ..لامر الذي يستدعي وجود بوصلة ورؤية ومسار يؤكد الهوية المصرية والعربية ويعيد الاعتبار لخيارات المقاومة . مقاومة المستعمر قديمه وجديده ويعيد الاعتبار لانتصارتنا ولشهدائنا ويضمنها في مناهجنا الدراسية وتعليمنا واعلامنا واعيادنا الوطنية .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79051859
تصميم وتطوير