بقلم / إبراهيم فايد
تعقيبًا على واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة فى يومها الأول ، أود بدايةً الاشارة إلى أن هذه الواقعة إن دلَّت فإنَّما تدل على ضيق أُفُق المواطن المصرى الذى أثبت وبجدارة أنَّه يتمتَّع بعقلية فذَّة فى التخطيط الاستراتيجى للأمور عامةً ، والمذموم منها خاصةً ، والقدرة الفائقة على التنفيذ بدقة ومهارة بالغتين !! ورغم أنِّى مصرى وأعشقها بكل ما فيها إلا أن الاعتراف بالحق فضيلة .
وبما أن الأمور واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار وكلنا يعلم ما حدث بالضبط فإننى لن أطيل كثيرًا فى سرد أو وصف أو تحليل ما حدث ، ولكن باختصار شديد ..
ما ذنب وزير التربية والتعليم فى هذه الواقعة ؟ ولما كل تلك الاتهامات الغوغاء التى تُكال له مُحمَّلةً بأفظع الألفاظ الساخرة والجارحة للنفس !!
أرى كما يرى معظم المصريين -وإن سخروا من وزارة التربية والتعليم وقائديها- أنها عملية أمنية بحتة قبل كل شئ .. ومسئولية ذلك كاملةً تقع على عاتق وزارة الداخلية حتى وإن أشارت أصابع الاتهام لبعض مستشارى التربية والتعليم والخبراء واضعى الامتحانات أو غيرهم من أبناء الوزارة ، إلا أن الأمر بِرُمَّته لا يخرج عن إطار التقصير الأمنى ، خاصة وأن الداخلية تولَّت زمام الأمور فى تأمين الامتحانات وأوراق الأسئلة منذ خروجها من مقر الوزارة إلى أن وصلت مقرَّ المديريات بكل محافظة ومنها لكل مدرسة ثانوية بالمراكز والمدن المختلفة .
وكما علمنا بل وافتخرت بذلك وزارة الداخلية مُسبقًا >> أنها على أتم الاستعداد لتأمين سير الامتحانات ببعض التشكيلات وغرف العمليات وبالتعاون مع القوات المسلحة كما أشيع فى اليومين الماضيين ,, ولكن فوجئنا بما حدث !!
فلتحاسبوا وزارة الداخلية قبل كل شئ ..
وبغض النظر عمَّن المسئول عن تلك الواقعة بل وبغض النظر عن الواقعة بأكملها ، فإن ما يثير شجونى حقًا هو ذاك الاتجاه المُتَعَمَّد من بعض المصريين الذين حقَّروا من شأن العلم والتعليم بفعلتهم الحقيرة هذى بدعم مباشر أو غير مباشر من أولياء الأمور الذين رَضَوا لأبنائهم أن يتجاوزوا مراحل معينة يسيرة نوعًا ما ويتأهلوا لأخرى أصعب دون التقديم لذلك أو التأهُّل له حق تأهُّله ، ولعلَّنا تابعنا الأسابيع الماضية بعض الأفعال الشنيعة لأولياء الأمور وإصرارهم الغريب والعجيب على بث روح التواكل فى نفوس أبنائهم من خلال الاتفاق والمساومة على تسريب الامتحانات وتوصيل الغش لذويهم !!
ختامًا لا أجد ما يُقال للأسف الشديد سوى حديث رسولنا الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وهو أفضل الحديث بعد كلام الله عز وجل- : “من غشَّنا فليس منَّا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
التعليقات