القاهرة – القلم السياسي
أكد ” عمرو عبدالرحمن ” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي – أن السيد / عبدالفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية – حريص علي تنمية العلاقات المشتركة بين القاهرة ودول القارة الإفريقية ، وكان أبرز مستجداتها رسالة التهنئة الرسمية التي بعث بها الرئيس إلي نظيره الكونغولي السيد / ” فليكس تشيسكيدي ” بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً في بلاده.
وأوضح “عبدالرحمن” – في تصريحات لبرنامج ” Breakfast Show ” بقناة النيل الدولية للأخبار ” Nile Tv International – أن قيادة مصر الجديدة أثبتت تماما مدي إدراكها الاستراتيجي لأبعاد التنمية المستمرة للعلاقات المصرية / الأفريقية، من منطلق يقين ثابت أن قوة ومتانة هذه العلاقات سياسيا وعسكريا واقتصاديا، بمثابة الدرع الحامي لاستقلال واستقرار دول القارة من أقصي الجنوب وحتي أقصي الشمال، لمنع تغلغل الكيانات الصهيونية الاستعمارية.
وفي تعليق منه علي مشاركة السيد مصطفي مدبولي – رئيس الوزراء – في منتدي دافوس الاقتصادي بسويسرا – قال أن ذلك يأتي علي خلفية نمو إيجابي متسارع تشهد به مؤشرات المؤسسات الدولية المعنية للاقتصاد المصري، من منطلق موقعنا الريادي اقتصاديا علي مستوي القارة والمنطقة العربية والشرق أوسطية، وفي إطار من الترحيب بمزيد من الاستثمارات العالمية في أرض مصر.
في السياق نفسه جاء اللقاء الذي عقد بين السيد / سامح شكري – وزير الخارجية – مع المفوض الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية ، باتجاه مزيد التعاون المصري الأوروبي في المجال الزراعي الذي شهد طفرة غير مسبوقة خلال الأعوام القليلة الماضية ، من منطلق يقين القيادة السياسية أن استقلال القرار السيادي يرتكز علي قوة الاقتصاد القومي وامتلاك الأدوات التي تحمي هذا الاستقلال وفي مقدمتها دعم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن إلي جانب مشروعات الزراعة المحمية.
واشاد ” عبدالرحمن ” بالخطوات الكبيرة التي خطتها القوات المسلحة المصرية علي صعيد تعميق التعاون العسكري المشترك مع الحلفاء العرب بدول الخليج، وكان أحدثها التمرين المشترك (حمد-3)، مع قوة دفاع البحرين (الجيش)، ضمن سلسلة التمرين العسكري المشترك “حمد”.
مشيرا إلي أنها تهدف إلى تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة التي تربط بين مصر والبحرين وكافة الدول العربية من موقع مصر القيادي في الشرق العربي .
من ناحية أخري ، وتعقيبا علي المحادثات الهاتفية بين وزيري الخارجية المصرية والروسية أشار إلي أن التفاهم المشترك مستمر بين الجانبين منذ قيام الثورة المصرية في الثلاثين من يونيو ، والتي أنقذت سوريا شعبا وجيشا من الانهيار التام، في أعقاب الربيع العبري .
مشيرا إلي أن إنقاذ سوريا – استفادت منه موسكو استراتيجيا، إلا أن هذا لا يتعارض مع موقف القاهرة الراسخ برفض التدخل الأجنبي في الأرض العربية السورية، سواء كان من جانب روسيا أو الولايات المتحدة أو أية قوة خارجية أخري.
وطالب “عبدالرحمن” القيادة السورية بإدراك أن استقلال القرار السوري يجب أن يكون من نفس الأساس وهو منع أي نفوذ غير عربي علي الأرض العربية.
وفي تعليق منه علي المشهد السوري بشكل عام، خاصة في أعقاب القرار الأميركي بسحب القوات المتمركزة في الأراضي السورية – بحجة محاربة الإرهاب ! – كشف أن هذا الانسحاب لا يأتي تصحيحا للخطأ الكبير الذي ارتكبته أمريكا بالتدخل في سوريا ، ولكن لكي توجه القيادة العسكرية الأميركية تركيزها علي ملف الشرق الأقصي بهدف إشعال الصراع مع كوريا الشمالية والصين !!
وحذر من أن انسحاب القوات لا يعني انسحاب أمريكا من المشهد، حيث أنها تركت أعوانها ( إيران و إسرائيل ) تتقاسمان النفوذ والصراع علي ما تبقي من الكعكة السورية بهدف الإجهاز عليها تماما، استكمالا لأجندة ” سايكس بيكو ” لتقسيم دول الشرق عبر تكتيكات الحرب بالوكالة وافتعال كيانات إرهابية تكون مبررا لعودة الاستعمار الصهيو غربي للشرق العربي ، أو باختلاق سيناريوهات العداء بين حليفين سريين مثل إيران وإسرائيل بهدف تحويل دولة مثل سورية إلي قطاعات طائفية.
التعليقات