Site icon جريدة البيان

عمال المدارس.. قنبله موقوتة

عمال المدارس.. قنبله موقوتة

عمال المدارس.. قنبله موقوتة

بقلم : أسامة درويش ..

تعانى الكثير من المدارس المصرية بسبب النقص الشديد فى عدد العمال المعينين بها والذين لا يكفون احتياجات تلك المدارس بالقدر الذى يحافظ على نظافتها وظهورها بالمظهر اللائق أمام الطلاب وأمام لجان المتابعة المتعاقبة على تلك المدارس ولذا تضطر معظم مدارس الجمهورية لاستقدام عمالة بنظام الأجر الشامل أو عن طريق الجهود الذاتية من قبل تبرعات الطلاب والمدرسين بمقابل مادى ضئيل جدا لا يضمن لهؤلاء العمال حياة مستقرة وبالتالى يجعلهم غير مطمئنين لهذا العمل الذى يعتبر مؤقتا بالنسبة لهم آملين فى الحصول على التثبيت يوما ما حتى وصل الحال بالكثير منهم للعمل قرابة العشر سنوات متواصلة بنظام الأجر الشامل الذى يصل فى العديد من المدارس إلى 200 جنيه فقط فى الوقت الذى تشهد فيه البلاد موجة غلاء لم يسبق لها مثيل ولا تستطيع تلك الأجور تلبية احتياجاتهم المعيشية لذا يضطر البعض منهم إلى التخلى عن العمل بالمدارس بحثا عن أبواب رزق أخرى وهكذا يتعاقب على المدارس الكثير والكثير من العمال لكن أمام هذه الرواتب يهرب الجميع وفى هذه الظروف تقف الدولة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم عاجزة عن تعيين هؤلاء الضحايا أو توفير رواتب تكفيهم شر حاجاتهم لتجعل المواجهة والصراع على أشده بينهم وبين مدراء المدارس الذين لا حول لهم ولا قوة وترفع يدها عنهم رغم مطالبتهم لأكثر من مرة بالتثبيت على درجات وظيفية دون أن يسمع لهم أحد ولا يسمعون غير المسكنات فقط من قبل وكلاء الوزارة ومديرى الإدارات التعليمية الذين لا يملكون سلطة تعيين أحد, وتعد مشكلة عمال المدارس بمثابة القنبلة الموقوته التى ستنفجر يوما ما فى وجه وزارة التربية والتعليم لوجود عجز صارخ بالمدارس لهروب الكثير من العمال من هذه الرواتب الهزيلة بما يجعل المدارس فى حالة يندى لها الجبين من إهمال بيئى وتجمعات للقمامة وإهمال بحمامات الطلاب وموت الأشجار وغيرها من الأعمال التى يقوم بها العمال الأمر الذى يجعل مدراء المدارس فى حيرة من أمرهم هل يقومون هم بتنظيف المدارس كما يفعل بعضهم فى بعض الأحيان أم ماذا يفعلون بعد رفض الكثير من العمال العمل بنظام الأجر غير المرضى لهم ؟! وهنا تقف وزارة التربية والتعليم عاجزة عن حل هذا اللغز المحير ولا تستطيع تقديم حلول مرضية لكافة الأطراف فى الوقت الذى تذهب فيه لجان المتابعة للكثير من المدارس وتتهم مدراء المدارس بالإهمال فى نظافة المدارس وحراستها ليلا وكأنهم لا يعلمون بأصل المشكلة من جذورها ليقف مدراء المدارس موقف المندهش الذى يضرب كفا على كف من هول ما يسمعون من لجان المتابعة التى تعلم جيدا العجز الصارخ فى عدد عمال المدارس المنوط بهم مهام النظافة والحراسة ليبقى الوضع كما هو عليه عجز صارخ بعمال المدارس ووزارة تعليم ترسل لجانا ترصد إهمالها وأوجه القصور بها دون حل يرضى كافة أطراف القضية .

Exit mobile version